يتكهن خبراء اقتصاديون بزوال وشيك لهيمنة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على أسواق النفط العالمية مع تنامي إنتاج أمريكا الشمالية من النفط الصخري.
وكتب إدوارد مورس، خبير مختص في أبحاث السلع بـ”سيتي غروب” في تقرير اقتصادي نشر، الاثنين: نهاية أوبك ربما أقرب إلى الواقع الآن”، مضيفا بأن ثورة النفط الصخري “خلقت تهديدا وجوديا للسعودية والأوبك.”
وتقود “أوبك” – المنظمة التي تأسست عام 1960 وهيمنت لقرابة نصف قرن على أسواق النفط بالمحافظة على استقرار أسعاره عند مستويات محددة – دول منتجة مؤخرة مثل السعودية وقطر وإيران والإمارات العربية المتحدة.
وبالمقابل، برزت أمريكا مؤخرا كأكبر منتج للذهب الأسود في العالم، تحذو كندا حذوها، ما يعني فقدان “أوبك” لأكبر زبائنها، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل يصل إلى مزاحمتها في التحكم والتلاعب بأسعار النفط تماشيا مع مصلحتها الخاصة.
ولمورس تكهنات سابقة صائبة عندما وصف أسعار النفط عند 150 دولار للبرميل عام 2008، بأنها مجرد فقاعة.
وحذر الخبير الاقتصادي من هبوط حاد بأسعار النفط قد يصل فيها البرميل إلى 20 دولارا هذا العام.
وكانت أوبك قد قررت في اجتماعها نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، الحفاظ على سقف إنتاجها رغم تراجع الأسعار، في خطوة وضعت ضغوطا على منتجي النفط الصخري، العالي التكلفة، وإبطاء الإنتاج الأمريكي، وعلى نقيض التوقعات، هناك ترجيحات باستمرار نمو قطاع النفط الصخري هذا العام، لكن بوتيرة أبطء.
وتابع مورس في تقريره: “النفط غير التقليدي – تحديدا النفط الصخري الأمريكي – أصبح العامل الجيوسياسي الأكثر إرباكا في الأسواق منذ فترة السبعينيات.”
وتهاوت أسعار النفط بواقع 60 في المائة منذ يونيو/حزيران، لتصل إلى معدلات متدنية لم يبلغها منذ الكساد العظيم في 2009.