اعتبر مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق الدكتور غطاس خوري، في حديث لـ”النهار” الكويتية أن الرئيس رفيق الحريري كان يمثل قيم الاعتدال وقبول الآخر والذهاب الى الانتخابات الديموقراطية من أجل تغيير السلطة، وهذه القيم كلها ترسخ مبادئ الديموقراطية، ورأى أنه لحظة اتخذ القرار باغتيال الرئيس الحريري، اتخذ القرار باغتيال هذه القيم والمبادئ، ما دفع العالم العربي باتجاه جنوني نحو محاولات تغيير السلطة عن طريق الانقلابات والتقاتل.
ولفت خوري الى ان قرار اغتيال الرئيس الحريري دفع العالم العربي الى اللا عقلانية والى العودة للغة الاغتيال السياسي من أجل تغيير المعادلات، مشيراً الى ان العودة الى منطق الاغتيال السياسي هي المسؤولة عن اخراج الناس من المنـطق العقلاني الى المنطق العنفي، وبالتالي فان الترابط وثيق بين اغتيال الرئيس الحريري وما يشهده العالم العربي من عودة لأبشع اشكال العنف. وعن العلاقة بين الحريري الأب والمقاومة، والمقارنة بينها وبين عودة نجله الرئيس سعد الحريري الى القناعة بأن لا مفر من الحوار مع حزب الله في الداخل اللبناني من خلال الحوار القائم مؤخراً بين الطرفين، أكد خوري اننا في كل المراحل التي كان فيها احتلال للأرض، كان الرئيس الشهيد خلالها مع المقاومة، بل شكل مظلة دولية لها. أما في ظل غياب الاحتلال بعد الانسحاب الاسرائيلي والقرار 1701، فلم يعد هناك مبرر لأن يكون هنالك قتال، الا اذا كان البعض يملك مشروعاً للقتال خارج الأراضي اللبنانية، ونحن ضد هذا المشروع ولا نغطيه ولا نقبل به.
وأكد خوري أن هذا الموقف هو جوهر الخلاف بين تيار المستقبل وحزب الله اليوم، ونحن لم نذهب يوماً الى مقاطعة حزب الله لمجرد المقاطعة، بل ثمة خلاف سياسي قائم نحاول اليوم ان نرممه بالحوار، مشدداً على أنه حوار ربط نزاع، لأن النقاط المختَلف عليها ما زالت خلافية، ونحن نقول بأننا ربطنا هذا النزاع في اطار محاولاتنا الحثيثة لتجنب انفجار البلد بين أيدينا، جازماً بأن النقاط الاساسية المتعلقة بدور القوى المقاومة في لبنان وخارج لبنان، وموضوع المحكمة والمتهمين، فهو خلاف قائم بيننا حتى اليوم. ورداً على سؤال حول المحكمة الدولية وجدواها في كشف الحقيقة بعيداً عن التسييس، أكد خوري أنه منذ لحظة تأسيس المحكمة جرى الكلام عن تسييسها، ولن يبطل هذا الكلام الا اذا صدر القرار بما يخدم من يعتبرونها مسيسة، ونوه الى ان هذه المحكمة دولية ولا شك في نزاهتها، لافتاً الى ان هذه المحكمة سوف تأخذ وقتاً طويلاً ككل المحاكم الدولية، لكنها في النهاية ستصل الى الحقيقة حتماً.