لا يزال الاقتصاد الأمريكي يمنح أسواق الأسهم العالمية مزيدا من الثقة والشعور بالتفاؤل رغم العواصف التي تحيط بالعديد من مناطق العالم الأخرى سواء الاقتصادية منها أو السياسية، ما منح المؤشرات الرئيسية في أسواق العالم مزيدا من المكاسب وكأنها اعتادت على امتصاص كل الصدمات .
بدأت أنشطة التداول في أسواق العالم يوم الاثنين الماضي على ترنح في آسيا التي أثارت بيانات التجارة الخارجية الصينية فيها بعض المخاوف بعد موجة بيع عارضة في الأسواق الأمريكية في نهاية تداولات يوم الجمعة الذي سبقه .وجاء تقرير التجارة الخارجية الصينية الذي كشف عن تراجع فيها بنسبة 3 .3% مقارنة مع عام 2014 ليزيد من قلق المستثمرين خاصة وأن الصين هي الشريك التجاري الرئيسي لعدد من دول آسيا الكبرى .
تذبذب الأداء
وفي أوروبا استمر تذبذب أداء المؤشرات حتى المساء على خلفية عدم التوصل إلى اتفاق حول ديون اليونان والتصعيد الذي شهدته المعارك في أوكرانيا . ورغم صمود أسعار النفط الخام عند مستوياتها الجديدة إلا أن الأسهم الأمريكية أنهت اليوم على تراجع تسببت به عدوى الأسواق العالمية .
ديون اليونان
وزادت حدة القلق صباح الثلاثاء مع استمرار التفاوض حول ديون اليونان دون التوصل إلى حل، وزاد الطين بلة بيانات صينية حول استمرار ضعف الأداء الاقتصادي خاصة تقرير مؤشر أسعار المستهلك الذي سجل نموا أضعف من التوقعات لم يتجاوز 8 .0% لشهر يناير مقارنة مع نفس الشهر من عام 2014 كما تراجعت أسعار تجارة الجملة ومؤشر أسعار المنتجين الذي تراجع بنسبة نموه 3 .4% .
أما في الولايات المتحدة فانتهى اليوم على ارتفاع بعد أن تجاوز المستثمرون المخاوف الخاصة بمفاوضات ديون اليونان حيث عوض مؤشر داو جونز خسائره الصباحية وكسب 150 نقطة قبل الإغلاق .
وساد التذبذب الأسواق الآسيوية الأربعاء بعد بيانات أرباح مخيبة للآمال في سوق الأسهم الأسترالي عززتها أنباء عن تراجع أسعار النفط بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة والذي كشف عن تزايد مخزونات مجموعة التعاون الاقتصادي والتنمية حيث فقد برنت دولارين في نهاية اليوم الثالث من المكاسب . وترنحت الأسهم الأوروبية عشية اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي للتفاوض حول برنامج إنقاذ اليونان وفقد مؤشر يوروب ستوكس 600 نحو 3 .0% .
ولم يكن يوم الخميس أحسن حالا مع استمرار نفس الأسباب خاصة في آسيا عدا اليابان التي انتعش الأداء فيها بسبب ضعف الين . أما في أوروبا والولايات المتحدة فكانت الظروف مواتية لانتعاش الأسهم خاصة بعد التوصل إلى اتفاق هدنة في أوكرانيا طغى على مشاكل اليونان وغطى على ضعف بعض البيانات الاقتصادية الأمريكية .
التوترات السياسية
وكان يوم الجمعة الأسعد لجميع المؤشرات العالمية التي حقق بعضها أرقاما قياسية بعد تخفيف حدة المخاوف حول التوترات السياسية في أوكرانيا ومؤشرات نمو أولية في منطقة اليورو . وقد أنهى مؤشر “ناسداك” الأسبوع على مكاسب هي الأعلى منذ سبع سنوات تجاوزت 15 .3% مغلقا على 84 .4893 نقطة .
مكاسب إس أند بي
بلغت مكاسب مؤشر “إس أند بي500” أكثر من 02 .2% ليغلق عند 99 .2096 نقطة أما داو جونز الذي تجاوز حاجز 18000 نقطة فبلغت مكاسبه الأسبوعية 09 .1% . وكان الجديد في تداولات الجمعة ارتفاع مؤشر اسهم موسكو بنحو 2% رافعا مكاسبه الأسبوعية إلى 6 .4% .
السندات السيادية
رغم النهاية السعيدة للأسهم لم تفقد السندات السيادية بريقها حيث سجلت سندات الخزانة الأمريكية فئة السنوات العشر مكاسب أسبوعية بلغت 8 نقاط مع استمرار المستثمرين في الرهان على رفع اسعار الفائدة هذا العام . أما نظيرتها الألمانية فتراجع العائد عليها نقطتين .
أسعار النفط
سجلت أسعار النفط الخام قفزة ارتدادية لافتة خاصة بعد الإعلان عن انخفاض عدد منصات الحفر الأمريكية بحدود الثلث وتخفيض شركات النفط الكبرى موازنات الاستثمار في مشاريع جديدة . وحقق الخام الخفيف مكاسب على اساس شهري تجاوزت 29 .8% .
تراجع الدولار
رغم التراجع الجزئي الذي طرأ على الدولار إلا أنه حافظ على مكانته الأعلى منذ أحد عشر عاما ولم يقو اليورو على تجاوز سعر 14 .1 أمام الدولار رغم انتعاشه وتحصيله مكاسب أسبوعية بلغت 8 .0% .
سلة العملات الرئيسية
عكس انتعاش أسعار النفط وقيمة الدولار أمام سلة العملات الرئيسية ضعف الطلب على الذهب حيث بلغت خسائر الأونصة التي عوضت في تداولات الجمعة 8 دولارات لتستقر عند 1230 دولارا للأونصة، متكبدة خسائر بلغت 3 دولارات على أساس اسبوعي .