أظهر أكثر من فيديو نشر من ريف ادلب أحد الأنواع الإضافية من الأسلحة التي دخلت في المعركة في ريف إدلب مؤخراً، حيث ظهرت في هذه الفيديوهات وبوضوح، مروحية بحرية من طراز كاموف 27 المضادة للغواصات، التي يعتقد أن هذه هي أوائل الفيديوهات لها في تلك المنطقة من سوريا، إذ لم يعتد السوريون مشاهدة هذه الحوامات، التي تميز بسهولة من شكل مروحتيها المتراكبتين وذيلها القصير جداً ذو الجناحين.
سابقا ظهرت هذه الحوامة في أكثر من فيديو للمناورات العسكرية لجيش النظام، التي أجراها خلال الحرب لكن لم يوثق استخدامها في عمليات القصف من قبل، وتعد الفيديوهات عنها في سوريا نادرة ومحدودة جداً وحتى المعلومات عن استخدامها تكاد تكون معدومة بسبب طبيعة مهماتها الأساسية وطبيعة تسليحها وقلة عددها عند النظام.
كاموف 27 ما هي؟!
مروحية سوفيتية بحرية تابعة للقوات الجوية البحرية في جيش النظام، استخدامها في تلك المنطقة له مدلولات عميقة، أهمها أهمية المعركة القائمة هناك واستنفار النظام لكافة جهوده لتحسين قدرته النارية باستخدام هذه الحوامات المخصصة للأعمال البحرية أصلاً وصيد الغواصات وليس لأعمال الاسناد الجوي.
هذه الطائرة تعمل من المطارات الساحلية أو من ظهر بعض السفن التي تحتوي مهابط لهذه الطائرات، وهي تتميز بمدى تحليق يصل إلى 900 كم وتستطيع البقاء في حالة تحويم لمدة ساعتين فوق منطقة الهدف وبسبب مداها الكبير يقع الريف الادلبي بأكمله تحت نطاقها العملياتي إذا اقلعت من مطار حميم مقر السرب 618 الذي يضم طائرات النظام البحرية.
استطلاع وبحث عن غواصات!
الدور الأساسي الذي صممت من أجله هذه المروحية هو الاستطلاع و البحث عن الغواصات، ثم محاولة تدميرها بواسطة الأسلحة المحدودة التي تحملها، ريثما تتعامل معها السفن و البوارج التي تكون قد أقلعت منها هذه المروحية.
كباقي أنواع المروحيات عند النظام (باستثناء مي 14) تطير كاموف 27 بارتفاع يصل إلى خمسة كم و بسرعة 240 كم، ما يجعلها صعبة الاستهداف من المضادات الأرضية المنتشرة لدى الجيش الحر.
المميز في هذه الطائرة هي أنها تحتوي حيز للقنابل داخلها وله باب يفتح من الأسفل مشابه للطائرات القاذفة الضخمة، على عكس باقي الحوامات التي تستخدم في حملة البراميل منذ أربعة أعوام التي تحتوي الباب في الخلف، لكنها لا تلقي قنابل ضخمة بل تلقي ما يعرف بإسم قنابل الأعماق وهي قنابل مخصصاً أساساً ضد الغواصات تنفجر تحت الماء اضافة لطوربيد وحيد تستطيع حمله أو صاروخ مضاد للسفن .
إضافة للأسلحة و طاقمها المكون من أربعة اشخاص، تحمل مجموعة من تجهيزات الاستطلاع المضادة للغواصات أهمها الرادار الموجود في الانتفاخ على مقدمة بطن الحوامة، والسونار الذي تستخدمه من على ارتفاع حوالي خمسة و عشرين متراً من الماء والذي يتدلى بحبل، ويغطس في الماء لإجراء استطلاع للماء للبحث عن الغواصات، كما تستطيع إلقاء مجموعة من المستشعرات التي تعمل تحت الماء لكشف الغواصات .
الكاموف 27 دخلت الخدمة في جيش النظام عام 1990 بعدد طائرتين فقط، كبديل للنوعية الأقدم المعروفة بكاموف 25، والتي تتشارك معها العديد من المواصفات ودخلت الخدمة عام 1974 حيث حصل النظام على 20 منها ويمكن تمييزهما عن بعض بواسطة الذيل، حيث حصل النظام على النسخة التصديرية المعروفة كاموف 27 ب ل (كاموف 28) و يبدو أن النظام لم يهتم بالحصول على الكثير منها لإدراكه عجز قواه البحرية .
طائرة صغيرة تلقي قنابل عدة!
تعتبر هذه الطائرة صغيرة مقارنة بالأنواع الأخرى لدى النظام، وبسبب طبيعة حيز الحمولة الصغير نسبياً، يبدو أن النظام صمم نوعية مميزة من البراميل لهذه الطائرة مقاربة بالشكل للقنابل السوفيتية، ويُظهر فيديو من (كنصفرة) بريف إدلب القائها لأكثر من قنبلة دفعة واحدة.. لا يعرف تماما إذا كانت براميل مصنعة محليا أو قنابل أعماق سوفيتية، حيث تستطيع هذه الحوامة افراغ حمولتها دفعة و احدة وليست بحاجة لعناصر لإلقاء القنابل و البراميل من داخلها لاحتوائها على نقاط تعليق داخلية وخارجية وتحمل حتى ستة إلى ثمانية قنابل أعماق وزن الواحدة ربع طن أو ما يعادلها في الحجم والوزن) وهذا عائد إلى شكل حيز إلقاء القنابل الصغير نسبياً والذي لا يحتمل أن توضع فيه براميل كتلك التي تلقيها المروحيات الأخرى، حيث يصنع النظام نوعين من البراميل حالياً نوع للإلقاء من مروحيات مي 8 مي 17 ونوع للإلقاء من مروحيات مي 24 و هو أصغر نسبياً و يثبت على جناحي الطائرة ويمكن تمييزه عن القنابل السوفيتية من شفرات الذيل البارزة بوضوح للخارج .