بعدما توقف الحديث عن ملف المخطوفين العسكريين لدى تنظيميْ “داعش” و”جبهة النصرة” في وسائل الاعلام لمدة من الوقت حتى ظن البعض أن الأمور جُمّدت الى أجل غير مسمى، عادت التقارير التي تتحدث عن “الحرية” التي سينالها “قريباً” المخطوفون منذ 2 اب الماضي، وسط استئناف اللقاءات بين بعض الاهالي وأبنائهم المحتجزين لدى “النصرة” عبر الشيخ مصطفى الحجيري الذي يتولى احدى قنوات التفاوض (اضافة الى نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي)، وكذلك اعلان عائلة العسكري المخطوف عبد الرحيم دياب (لدى “داعش”) انها “حصلت على زيارة لابنها في جرود عرسال الاربعاء الماضي، حيث انها لم تستطع وصف وضع ابنها إلا بالمأسوي”.
وتعليقاً على هذا المناخ، قال الشيخ الحجيري في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية: “نعم هناك ايجابيات وأخذ وردّ، المفاوضات تسير في شكل جيد ونأمل في الوصول إلى نتيجة تفرح الأهالي والمخطوفين. كل طرف لديه مطالبه، لكن يمكن القول انني في هذه المرحلة شعرت بجدية اكثر من أي وقت”، وأضاف: “أتحدث عن ملف المخطوفين لدى (جبهة النصرة)، أما لدى (الدولة الاسلامية) فليس لي أي اطلاع على الأمر”.
تَمسُّك الخاطفين بمطالبهم ورفْع سقفها بين الحين والآخر ورفْض الحكومة اللبنانية تلبية هذه المطالبة “المتحركة” التي تخشى الغرق فيها، هو الذي حال دون الوصول الى خواتيم سعيدة بعد أشهر على خطف العسكريين، والحديث اليوم عن ايجابيات يدفع الى التساؤل عما اذا كان الخاطفون خفّضوا سقف مطالبهم أم أن الدولة اللبنانية ستسلّم بها، وعن ذلك أجاب الحجيري: “بسبب كثرة الحديث والتسريب في الاعلام في المراحل السابقة، واجه الملف عرقلة. ونحن نعمل وأتمنى الا تكون البشرى بعيدة، لكن التفاصيل غير مسموح لأيّ أحد بالتكلم بها، وهذا اتفاق بين الجميع. وجلّ ما يمكن قوله ان المطالب باتت قريبة من بعضها”.
من جانبه، اعتبر الناطق باسم اهالي العسكريين حسين يوسف عبر “الراي” أن ما يتم تداوله عبر وسائل الاعلام عن اطلاق المخطوفين عما قريب غير دقيق رغم أمله والاهالي في أن يتحقق ذلك “اليوم قبل الغد”، واضاف: “كل المعطيات التي بحوزتنا تؤكد أن المفاوضات كانت مجمدة في مرحلة من المراحل، وعادت ووُضعت على السكّة وهي في مرحلة ايجابية مقبولة نوعاً ما. وبناء على هذا نأمل الافراج قريباً عن المخطوفين”. وتابع: “ما وصَلَنا من معلومات بعد اجتماعنا الأخير باللواء عباس ابراهيم قبل نحو اسبوع ان الامور ايجابية وأن المفاوضات غير سيئة. وتالياً إطلاق أبنائنا ممكن اذا استمرت الأمور متجهة بهذا الشكل الايجابي، لكن لا يمكن أن نتأمل مئة في المئة بهذا الموضوع”.
وعن الاشارات التي وصلت الى الاهالي، أجاب: “التغطية والسرّية التي تحوط بالمفاوضات وعدم اعلان الخطوات التي تم قطعها تفرض على المفاوض ألا يعطي اي معلومات، لكن ما يؤكد لنا أن الأمور ايجابية هو عدم ضغط الخاطفين على الأهالي أو التهديد بذبح أبنائنا، لذلك نلمس خيراً”.