IMLebanon

هل يبقى المشهد السياسي من دون رئيس؟

baabda2

على الرغم من جلسات الحوار القائمة بين الافرقاء السياسيين على خطيّ 8 و14 آذار التي تشمل ممثلي الاحزاب والتيارات المتنازعة، يمكن القول بأن هذه الحوارات لم تؤد الى شيء هام، سوى انها خففت من احتقان الشارع على الاصعدة المسيحية والسّنية والشيعية، لان نسبة التوتر القائم على الساحات السياسية انخفضت نوعاً ما وتنفست بعد طول إختناق، جراء السجالات الاكثر تواصلاً بين زعمائها.

لكن يمكن القول ان أجواء المصالحات الحقيقية بقيت غائبة في ظل الاستحقاقات الهامة، وابرزها الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو اليوم بحاجة الى عملية إنقاذ سريعة، لان الوضع لم يعد يُحتمل لان اللبنانيين إعتادوا على مشهد غياب الرئيس، فيما الخوف الاكبر هو إعتياد المسيحيين على هذا الغياب، لانه يمثل المنصب الوحيد المتبقي لهم، خصوصاً انه دخل غياهب النسيان، لان الغياب يتكرّر من دون ان يتواجد البديل، في ظل الصراعات والانقسامات والخلافات على الزعامة والمصالح الخاصة التي تتقدم مصلحة الوطن اولاً.

الى ذلك تبدي مصادر سياسية مسيحية لـ”الديار” قلقها من تكرار مشهد غياب الرئيس في المناسبات الوطنية والدينية ، كعيد الجيش وعيد الاستقلال وعيد الميلاد وصولاً الى عيد مار مارون، الذي حلّ قبل ايام وسط غياب بارز لرئيس الجمهورية، لان كرسيه الرئاسي لم يكن موضوعاً على المنصّة كما جرت العادة، ، فيما برزت كراسي الشخصيات الاخرى التي كانت في المقدمة، والشخص الاساسي بقي غائباً، ورأت بأنه كان من الافضل لو وُضعت كرسي رئيس الجمهورية داخل الكنيسة كإشارة ولو رمزية الى ان الرئيس لا يزال موجوداً، اي من باب الاحترام للمنصب، لان المشهد أظهر رئيس الحكومة وكأنه يتولى المنصب الاول، ما جعل العيد هذا العام يحمل غصّة وقلقاً ، لان الرسميين اعتادوا على هذا المشهد كذلك الامر بالنسبة للبنانيين، اذ يبرز خوف من بقاء الوطن بلا رئيس الى حين حل نزاعات الغير، وانتظار وفاقهم السياسي على حساب لبنان، ما يرّجح إمكانية الوصول يوماً ما الى نسيان هذا المنصب كلياً وعدم المطالبة به.

وشددت المصادر المذكورة على ضرورة ان يلعب الفاتيكان الدور الاكبر والنهائي لحل هذه المعضلة، وإلا إنهار الموقع المسيحي نهائياً، لذا فالتحرّك مطلوب داخل وخارج لبنان، وفي طليعته الكرسي الرسولي لانه الاكثر مصداقية من ناحية المحافظة على الدور الكبير للبنان في منطقة الشرق الأوسط، بسبب تميّزه بالموقع المسيحي الاول، وبالتالي بالتعايش المسيحي – المسلم، معتبرة بأن هذه الثغرة في التاريخ اللبناني لم تصل في اي مرة الى ما نحن فيه اليوم .

كما دعت البطريرك الماروني الى متابعة البحث حتى النهاية مع الفاتيكان من خلال الضغط على الفريق المسيحي المعرقل، وإلا سيسير المسيحيون من جديد على خط الاحباط لذي كان سائداً في التسعينات، والمطلوب اليوم عدم العودة اليه لان المسيحيين تناسوه ، وعلى زعمائهم المساعدة بهدف نسيان الماضي الاليم وفتح الافق الرئاسي قبل فوات الاوان.

وختمت بأن البعض ما زال يكرّر الاعتداء على المسيحيين من خلال تطاوله على رموزهم الدينية وهذا غير مقبول على الاطلاق، معتبرة بأن ما حصل في هذا الاطار يجب ان يكون حافزاً للوحدة المسيحية، وابدت إستغراباَ شديداً كيف ان القيادات والنواب والوزراء المسيحيين لم يرّدوا على مَن تطاول على رموزهم الدينية ، فيما يرّدون دائماً على مواقف وتصريحات بعضهم خلال لحظات؟، ويقومون بنبش قبورهم وفتح صفحات الماضي، مشددة على ضرورة فتح صفحات جديدة بين القيادات المسيحية لان الاخطار المحدقة بمسيحييّ لبنان تبدو خطرة الى حد كبير.