تقرير خالد مجاعص
يبدو أنّ لعيد العشاق قصصاً عدّة مع أندية بطولتها في كرة السلة، خصوصاً مع قطبيها الحكمة والرياضي…
فقبل أسبوع من عيد العشاق، كان عملاقا البطولة على المسافة نفسها من النجوميّة. وفي يوم العشاق، خذَل الأخضر عشّاقه، وأهدى الأصفر وروده.
فالرياضي، ومنذ نهائي بطولة دبي الدوليّة التي سدّد فيها ضربة موجعة لخصمه اللدود الحكمة، فرش الأرض بالورود والأضواء، حيث وجد ضالّته الأجنبيّة مع هدّافه الجديد الأميركيّ جامار يونغ، وجعل من الإشاعات حقيقة مع إنجاز طموحات جماهيره، بالتعاقد مع نجم كرة السلّة اللبنانيّة فادي الخطيب العائد من مغامرته في الصين. والنتيجة… الرياضي لم يعرف الخسارة في الـ2015، لا بل حوّل مباراته ضدّ الهومنتن ملحمة هجوميّة، اكتسح فيها قلعة الهومنتمن الدفاعيّة بفوزه على مضيفه الأرمنيّ بفارق 40 نقطة، وبنتيجة 115-75، أشرك خلالها المدرّب سوبوديتش جميع لاعبي فريقه الإثني عشر، فحوّل مباراته إلى حصّة تدريبيّة.
هذا من جهّة المنارة، أمّا من جهّة الأشرفيّة، فيبدو أنّ الأمور ليست بأفضل حالها. فما كان يهمس في أروقة النادي من عدم تجانس، وخصوصاً تفاهم بين اللاعبين أصبح ملموساً وظاهراً للعلن، وهو أنّ الوضع الفنّي في الفريق الأخضر ليس على ما يرام. فنادي الحكمة سقط في ثلاث من مبارياته الأربعة الأخيرة، ولم يفز سوى في لقائه مع الهوبس المغمور، وبفارق نقطة واحدة، في فوز كشف عيوب الحكمة وكشف عن مشاكل فنيّة كبيرة. ففوز الحكمة على الهوبس 74-73 في غزير لن يمرّ مرار الكرام، خصوصاً مع التوقّف في قراءة باردة لذيول هذا الفوز الهزيل. فكيف يمكننا أن نستوعب أن محرّك ألعاب منتخب لبنان، وكابتن الحكمة لم يسجّل في هذه المباراة، وفي ظرف ثلاثين دقيقة سوى ثلاث نقاط وتمريرة واحدة، وكيف يمكننا استيعاب أنّ ملك الثلاثيّات في الفريق الأخضر إيلي إسطفان أنهى المباراة من دون أيّ نقطة، بينما كانت حصيلة نجم الفريق إيلي رستم خمس نقاط، والأخطر أنّ هدّاف بطولة لبنان والفريق الأخضر تيريل ستوغلين الذي سجّل 58 نقطة في سلّة الرياضي، و74 في سلّة الشانفيل من دون جدوى، لم يسجّل في مباراته أمام الهوبس سوى 14 نقطة، وأنّ الحكمة لم يتخطّ أضعف فرق البطولة لولا القدرة الإلهيّة في الثانية الأخيرة من المباراة. والخلاصة، أنّه قبل أقلّ من ساعات معدودة على مباراة الحكمة مع التضامن الجريح أيضاً، حان الوقت لمدرّب الفريق فؤاد أبو شقرا أن يستعين بخبرته وحنكته في معالجة عدم التجانس، كي لا نقول عدم الودّ بين الثلاثي عقل، رستم وإسطفان واللاعب الأميركيّ ستوغلن في معالجة جذريّة لهذا الوضع الذي أربك بقيّة لاعبي الفريق، كما الجهاز الفنّي كي لا يكون الفريق الأخضر الذي يملك أبرز نجوم المنتخب اللبنانيّ، هو من يسقط نفسه، وعندها حتماً، لن يكون للقطب الأخضر في كرة السلّة اللبنانيّة أيّ فرصة له في مجاراة الفريق الأصفر الذي بدأ يتحوّل مع مرور الأيّام إلى قوّة ضاربة قد تجعل من بطولة هذا الموسم بطولة من هو الفريق الذي سيحرز مركز الوصيف خلف ملك كرة السلّة فريق الرياضي.