أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن إيران تشكل عقبة أمام وصوله إلى الرئاسة، معربا عن اطمئنانه على قدرة الجيش في مواجهة الإرهاب.
جعجع، وفي حوار مع “العرب”، شدد على أن “حزب الله” و”داعش” وجهان لعملة واحدة وهي الإسلام السياسي، وأن وجود الواحد منهما يُغذّي الآخر من الناحية الموضوعية حتماً حتى لو كانا في حالة قتال، مكررًا دعوته الحزب للخروج من سوريا اليوم قبل الغد لتفادي تبعات القتال الدائر هناك وكل ما يستجلبه علينا من ويلات.
ورأى أن “التخلّص من الإرهاب ومختلف أشكال الإسلام السياسي يكون من خلال القضاء على التيار الفكري التاريخي المتطرف ممثلا في ابن تيمية وامتداداته مع حسن البنّا وسيد قطب فيما بعد، والذي كان سببا في نشوء حركات إرهابية متطرفة تتجسد دوريا لنصل اليوم إلى القاعدة وجبهة النصرة إضافة إلى داعش وجماعة الإخوان”.
ولا يخفي جعجع اطمئنانه على وحدة الجيش اللبناني وقدرته على مواجهة الإرهاب ودحره بسهوله، خصوصا بعد فشل الوقيعة بين الجيش وبين السنّة.
وذكّر بأن “موجة الإرهاب تضرب لبنان منذ أواخر عهد الوصاية السوري بدءا من محاولة اغتيال النائب مروان حمادة واستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، لافتا إلى أن “منطق الدولة هو الذي سينتصر في النهاية، باعتبار أن الدولة هي ضمن منطق التاريخ بينما الأصولية والإرهاب تسيران بعكسه”.
كما أكد جعجع أن “إيران تُشكِّل عقبة أمام وصوله إلى الرئاسة لأنه لن يكون لها هذا النفوذ الكبير، الموجود حاضرا، في لبنان، خاصة وأنها بدأت تتقهقر في المنطقة، فقد فقدت في سوريا نظاما كان بأكمله مواليا لها وهو يسيطر بالكاد اليوم على بعض المناطق”.
وأشار الى أن “”داعش” لا تمثل السنّة والإسلام، والإرهاب معتدٍ على الإسلام وعلى السنّة، وليس معبّرا عنهما، كما يستهدف الجميع”.وقال “ان المسلمين والمسيحيين أخوة في هذا الشرق، ولبنان هو الدليل، وأنه وسيبقى كذلك في ظلّ تماسك الوضع الأمني بفضل الرعاية الدولية، واتفاق الأحزاب الكبرى على صون الاستقرار ومواجهة الجماعات المتطرفة”.
وهنا نص المقابلة كاملا:
سمير جعجع لـ”العرب”: “داعش” تشبه بشار الأسد وتماثل “حزب الله”
“العرب” تحاور رئيس حزب “القوات اللبنانية” لمعرفة رؤيته للمنطقة وما يجري فيها وحولها من عواصف وأخطار ابتداء من لبنان وانتهاء إليه.
يمكن أن نقول إن سمير جعجع هو أحد اللبنانيين القلائل في لبنان. فمعظم الساسة اللبنانيين يمكن أن تصنّفهم بالانتماء لهذه الدولة أو تلك، لكن جعجع، وعلى مر تاريخه السياسي والنضالي، يصنف دائما بالانتماء إلى الوطن اللبناني.
مسيرة جعجع مرتبطة بالدفاع عن الدولة والكيان الرسالة، فالبداية كانت حربا ضد المطامع الفلسطينية، وحين خرج ياسر عرفات من لبنان انفتح عليه وأقام معه أوثق العلاقات متضامنا مع قضية فلسطين. ولا ينسى التاريخ أن جعجع هو من قطع العلاقات بين المسيحيين وبين إسرائيل حين تولى قيادة “القوات اللبنانية”، وفي المقابل أعاد المسيحيين إلى امتدادهم العربي بالصلة الوطيدة مع السعودية والأردن ومصر.
لم تكن العلاقة جيدة مع سوريا بسبب مطامع نظام الأسد وجرائمه في لبنان، ومع ذلك سار في اتفاق الطائف وكان أول من سلّم السلاح إلى الدولة اللبنانية رغم معاركه القاسية مع بعث دمشق على مر تواجده في لبنان. أعلن جعجع معارضته للوصاية السورية تتمة لحروبه الشرسة ضد التدخلات البعثية فتم وضعه في زنزانة تحت الأرض لأحد عشر عاما بعد محاكمات سياسية – انعدمت فيها أبسط معايير المحاكمات العادلة من التحقيقات إلى النطق بالحكم – بتهم ملفقة، وحين خرج اللبنانيون من معتقلهم الكبير – بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري – تحرر هو من سجنه الصغير مؤكدا “للحرب منطق وأسلوب لم يعد صالحا ولا قائما اليوم”. لا شيء يزعزع مبادئ جعجع أو يزحزحها لدرجة تذهل أنصاره قبل خصومه، حتى أنه يحيّي بعضهم بقوله “أهلا بقليلي الإيمان”. هو الزعيم الوحيد الذي حوكم كما أنه الوحيد الذي اعتذر عن مرارات الحرب الأهلية، فكان خيارهم في الحرب وخيارهم في السلم.
المهزلة القضائية التي استهدفت جعجع تكررت في لبنان زمن الوصاية السورية بسجن المفكر الوطني توفيق الهندي وإبطال نيابة السياسي غبريال المرّ، ومع ذلك يواجه “الحكيم” رواسب تشنيعات إعلام البعث خلال سجنه، فهو المتهم بمجزرة صبرا وشاتيلا مع أنه لم يكن في موقع المسؤولية بالقوات، وهو المتهم بالتطرف المسيحي رغم علاقاته العربية والمحلية التي كرسته زعيما للأحرار عبر الطوائف، يحظى باحترام عربي ودولي لمناقبيّته المبدئية وعقله المنظم، يحمل في يديه مفتاح المصالحة النهائية بين المسيحيين اللبنانيين وبين العروبة وفلسطين.
لذلك، كان لا بد من جولة في عقل جعجع، لنتبين رؤيته للمنطقة وما يجري فيها وحولها من عواصف وأخطار ابتداء من لبنان وانتهاء إليه دائما.
الرئاسة داخل لبنان وخارجه
جدد المرشح الرئاسي د. سمير جعجع رئيس “حزب القوات اللبنانية” دعوته إلى النواب اللبنانيين للنزول إلى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية “وأيّا يكن الرابح نهنئهُ جميعا ونتعامل معه على أنه رئيس البلاد، فتنطلق بعدها الحياة السياسية من خلال تشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون انتخابي جديد وإجراء انتخابات نيابية ومن ثمة ننكب على العمل في الإصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية ونواجه أزماتنا”.
يرى جعجع بأن مقاطعة جلسات الانتخاب أمرٌ مرفوض كليّا لأنها تشل البلد، كما أنه “لا يجوز أن تبقى سدّة الرئاسة فارغة بعد أشهر طويلة من انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد”.
وعن التأثير الخارجي على الانتخابات قال جعجع “الإقليم والعالم يحاولان لعب أدوار في انتخابات الرئاسة من خلال أحزاب معينة، لكن لا يوجد تأثير مباشر لهما على الانتخابات الرئاسية، رغم أن طهران تُشكِّل عقبة أمام وصولي إلى الرئاسة لأنه لن يكون لها هذا النفوذ الكبير، الموجود حاضرا، في لبنان”، مؤكدا بأنه لا يهتم بتقييم الخارج له، إنما ما يهمه أولا وأخيرا هو رأي الشعب اللبناني مرتاحا إلى استطلاعات الرأي، ويعتقد بأن ترشحه للرئاسة أمر غير مستغرب كون الأحزاب الكبرى تسعى دائماً للوصول إلى المواقع السياسية الحساسة لتحقيق برامجها “وإلا لن تؤخذ على محمل الجد”، وما ساعد على ذلك حرص “القوات اللبنانية” على إخراج لبنان من محنته التي يعانيها منذ عشر سنوات.
وعن تأثير الحوار القائم بينه وبين مرشح حزب الله للرئاسة، النائب ميشال عون، رئيس “التيار الوطني الحر”، أوضح جعجع بأن الحوار لا يقتصر على الانتخابات الرئاسية إنما يتعداه إلى أمور جوهرية لبنانيا ومسيحيا، وقد نجح الحوار في تنفيس الاحتقان في الشارع المسيحي، وعلى الصعيد الحزبي طويت صفحات الخلافات القضائية وسحبت جميعها من المحاكم.
إيران إلى تراجع
يقرأ جعجع تقهقر إيران في المنطقة، فقد فقدت في سوريا نظاما كان بأكمله مواليا لها وهو يسيطر بالكاد اليوم على بعض المناطق في سوريا، كما فقدت أيضا حكومة موالية لها في العراق كانت تسيطر على كل أراضيه.
ويربط جعجع بين إيران والإرهاب مذكرا “الجمهورية الإسلامية في إيران هي من أكبر رموز الإسلام السياسي، وهي بالتالي أوحت للآخرين بالذهاب إلى الإسلاموية، إضافة إلى أن تحركاتها وتصرفاتها في المنطقة دفعت الراديكالية والتطرف بألوانها كافة إلى حدودها القصوى، وهذا ما أدى إلى ظهور داعش وبقية المنظمات المتطرفة”. ولا ينسى الإشارة إلى النزعة الإيرانية التوسعية عبر التطرق إلى الجزر الإماراتية المحتلة من إيران “نحن ندعم حق الإمارات في استعادة الجزر الثلاث”.
وينتقل من إيران إلى حزب الله ممثلها في لبنان “حزب الله هو وجه من أوجه الإسلام السياسي، ومجرد وجوده بالشكل الذي هو عليه دفع بالكثيرين إلى تبني الإرهاب”. ويرد على من يستشهد بالصراع بين الحزب وبين داعش لإخراجه من تصنيف الإرهاب بقوله “حزب الله وداعش وجهان لعملة واحدة هي الإسلام السياسي، ووجود الواحد منهما يُغذّي الآخر من الناحية الموضوعية حتماً حتى لو كانا في حالة قتال”.
وكرر جعجع دعوته إلى حزب الله للخروج من سوريا اليوم قبل الغد “لتفادي تبعات القتال الدائر هناك وكل ما يستجلبه علينا من ويلات”، موعزا تماسك الوضع الأمني في لبنان إلى الرعاية الدولية، وإلى اتفاق الأحزاب الكبرى على صون الاستقرار ومواجهة الجماعات المتطرفة، لا تدخّل الحزب في سوريا.
لا يخفي جعجع اطمئنانه على وحدة الجيش اللبناني وقدرته على مواجهة الإرهاب ودحره بسهوله، خصوصا بعد فشل الوقيعة بين الجيش وبين السنّة، مذكرا بأن موجة الإرهاب تضرب لبنان منذ أواخر عهد الوصاية السوري بدءا من محاولة اغتيال النائب مروان حمادة واستشهاد الرئيس رفيق الحريري “لكن منطق الدولة هو الذي سينتصر في النهاية، باعتبار أن الدولة هي ضمن منطق التاريخ بينما الأصولية والإرهاب تسيران بعكسه”.
حذف ابن تيمية
يحيل جعجع صعود الإسلام السياسي لأسباب تاريخية وأخرى مباشرة. تاريخيا هو أن هذا الفكر أحد تيارات الفكر الإسلامي الذي بدأ مع ابن تيمية واستمر مع حسن البنّا وسيد قطب فيما بعد، وترك تأثيراً كبيراً وكان سبباً لنشوء حركات إرهابية متطرفة تتجسد دوريا لنصل اليوم إلى تنظيم القاعدة وجبهة النصرة إضافة إلى داعش وجماعة الإخوان “هذا السبب التاريخي الفكري لا يجب الاستخفاف به أبداً، وبالتالي عند الحديث عن معالجات يجب أن نبدأ بمعالجة هذا التيار الفكري التاريخي”.
وفصّل الأسباب المباشرة بقوله “من ضمنها استبداد النظام السوري، عاش الناس في سوريا 40 عاماً تحت حكم ديكتاتوري من أعتى ديكتاتوريات الشرق الأوسط والعالم. وللأسف دفعتنا الظروف في لبنان للعيش فترة معينة تحت استبداد هذا النظام، نحن نعرف تماماً ماذا يعنيه هذا الظلم. العراق أيضاً بعد عام 2003، كلّنا نعرف الحالة التي تعيشها شرائح كبيرة من الشعب العراقي، وعلى رأسها السنّة، وبالتالي هذا ما دفع الناس في البلدين إلى الثورة، فكلّ ثورة لا تخلو من التطرف والعسكرة والتفلّت والفوضى وهذا الحاصل الآن”.
والخطة الشاملة التي يقترحها جعجع لمواجهة الإرهاب والإسلاموية تبدأ بالتخلُص من التيار الفكري التاريخي المتطرف ممثلا في ابن تيمية وامتداداته، وحذفه من التراث ككلّ، إذ أن الأمور تبدأ بالفكر، ويجب إسقاط هذا التيار الفكري نهائياً وكلياً من الأدبيات الإسلامية، بل منعه من أساسه.
يتبع ذلك الاستمرار في مواجهة الجماعات الإرهابية عسكريا وأمنيا. “والجانب الآخر من خطة اجتثاث الإرهاب من جذوره هو التخلُص من النظام الديكتاتوري في سوريا واستبداله بنظام ديمقراطي، والتوصّل إلى حلول سياسية مطلوبة في العراق من خلال إشراك كل مكونات الشعب في السلطة العراقية، خصوصا السنة”.
ومن اللافت أن الزعيم الماروني الذي خاض حربا طويلة دفاعا عن الوجود المسيحي، وتأثر في شبابه بطروحات المفكر اللاهوتي بيار دو شاردان، يؤكد بأن “داعش لا تمثل السنّة والإسلام، والإرهاب معتد على الإسلام وعلى السنّة، وليس معبّرا عنهما، كما يستهدف الجميع. المسلمون والمسيحيون أخوة في هذا الشرق، ولبنان هو الدليل”، بل إنه يرى أن داعش مماثلة لبشار الأسد باستثناء فرق واحد “هو أن جرائم الأسد أكبر بكثير من جرائم داعش، فداعش ترتكب جرائمها بأساليب بدائية وبوحشية كبرى بينما الأسد يرتكب جرائمه بوحشية أكبر، وبوسائل متطورة ما يؤدي إلى مآس بشرية أكبر بكثير”. وهذا لا يعني استخفافه بداعش “لا بد من مواجهتها حتى النهاية واجتثاثها تماما، فداعش بذرة فساد في البشرية وقد ألحقت أكبر الضرر بصورة الإنسانية وبرسالة الأديان وعلى رأسها الإسلام”.
يذكّر جعجع بأن المسيحيين والمسلمين المعتدلين مستهدفون في العالم العربي وأكبر دليل هو ما نشهده من أحداث على الأرض. يظهر فعل الاستهداف لدى المسيحيين أكثر من المسلمين باعتبارهم أقليات في بعض الدول العربية، وبالتالي يقعون في مخاطر الاندثار الكامل عند أول حادث يتعرضون له “لا بد من الاعتناء بالمسيحيين والمسلمين المعتدلين بالتوازي مع محاربة الإرهاب، ولكن إلى جانب ذلك لا بد من عناية خاصة ببعض الأقليات المسيحية في بعض البلدان، نظراً لقلة عددهم وعدم تمكنهم بمفردهم من مواجهة مخاطر بضخامة الأحداث الجارية”.
لا يتخوف جعجع من أيّ مستقبل للإسلام السياسي، فأتباع الإسلاموية بين ساع للوصول إلى السلطة وبين بعض آخر مغشوش بطرح فكري لا يُعبّر عن الإسلام فعلاً “أنا من المؤمنين بأن للتاريخ اتجاهاً ومنطقاً، وبأن أيّ حركة تجيء عكس اتجاه التاريخ ومنطقه فهي لا بد ساقطة حُكماً. منذ البداية لم أتخوف لحظةً من أن يتمكن التيار الإسلامي السياسي من السيطرة، باعتبار أنه إذا سيطر على الحكم فستكون لفترات قصيرة، ذلك لأن عقيدته وطرق تصرفه معاكسة لمنطق التاريخ، وهذا ما شهدناه بالفعل سواء في مصر أو تونس”.
الجروح السورية الفلسطينية
لا يعتبر جعجع أن هناك في الوقت الحاضر دولة سورية قائمة بل هناك مجموعات سورية متفرقة تتحكم كل منها في بعض الأراضي السورية “منذ البداية، كنا مع الثورة السورية بمعنى أننا مع انتفاضة الشعب السوري ضد النظام القائم”. وأوضح بأنه يتعاطى في الوقت الحاضر مع بعض الأطراف المعتدلة التي ما تزال تحمل مشروع الثورة السورية في بداياته الذي هو مشروع قيام دولة ديمقراطية، تعددية وحرَّة تؤمِّن للمواطن حريته وأمنه وسلامه.
والحلُّ الوحيد الذي يراه في سوريا هو تشكيل حكومة انتقالية بمعزل عن النظام الحالي وتضم كافة الفرقاء الذين يكوِّنون سوريا اجتماعياً، فدون حكومة انتقالية وتفاهم على المستقبل ستبقى الأطراف الخارجية هي صاحبة اليد الطولى في سوريا كما في العراق مثلاً، الذي من دون إدخال الطرف السنِّي في الحكومة المركزية وبالثقل المطلوب ستبقى هذه الحكومة ضعيفة وبالتالي سيبقى الباب مفتوحاً أمام التدخلات الإقليمية والدولية من كل حدبٍ وصوب.
ينتظر جعجع أن تُسفر العملية السياسية الحالية عن نوع من حكومة انتقالية سورية ستكون بالنسبة إليه الشرعية السورية الجديدة التي سيتعاطى معها، وقاعدة التعامل التي سيعتمدها مع الفرقاء السوريين هي التلاقي مع من يتّفق معه في النظرة والاختلاف مع من يتعارض معه في رؤية الأمور.
موقف جعجع من فلسطين ناصع، فهو ضد جرائم إسرائيل وضد تملّصها من قرارات الشرعية الدولية وضدّ صلفها في العملية السليمة وضد تهربها من المبادرة العربية للسلام، وهو يدعم تماما حق الشعب الفلسطيني في نضاله للحياة وللتحرر وللنهوض “القضية الفلسطينية بألف خير طالما تقدم دماء غالية ومخلصة، فجرح فلسطين النازف لا يمكن أن يندمل إلا بإعلان دولة فلسطينية مستقلة متّصلة ذات مستقبل يحلّق إلى الازدهار والأمان والاستقرار والأمل”.
السعودية والإمارات
لا يخفي جعجع علاقته الخاصة بالمملكة العربية السعودية المتوجة بتواصل مستمر للتشاور حول المستجدات والرؤى “فالمسؤولون السعوديون يتابعون بشكل مستمر وبأدق التفاصيل كل ما يجري في المنطقة، وأقاموا علاقات صداقة قوية مع كل من يُمكن إقامة علاقات معهم من حكَّام المنطقة وسياسييها وأحزابها، ولم يفرِّقوا يوماً بين مسؤول سياسي وآخر إلا بمقدار عطائه لوطنه وصوابية عمله. كما أن المملكة تعتبرني سياسياً لبنانياً وطنياً بالصميم وأقوم بكل ما يجب فعله في محاولة لنقل لبنان من الحالة التي هو فيها إلى حالة أكثر استقراراً”.
واشاد جعجع بالدور الإقليمي والدولي الذي تقوم به المملكة استنادا إلى مكانتها وأخلاقياتها وقدراتها “فالمملكة لم تبخل لحظة بأي شيء عند الحاجة إليها”.
وعن دورها في لبنان فيلخصه بـ”دعم الدولة، وتشجيع المؤسسات وانتظام الحياة السياسية، وتعزيز الاستقرار والسيادة” والأمثلة على ذلك لا حصر لها “كدعم العملة ومصرف لبنان أكثر من مرة، وتسليح الجيش وتمكينه، والهبات الإنسانية والمشاريع الاقتصادية والتنموية، وإسناد قيمة الدولة ومشروعها، والمساعدة في قيام المحكمة الدولية وإنهاء عهد الوصاية السورية”.
وبرغم كل ما تقدمه المملكة من دعم للبنان فإنها لا تتدخل في الملف الرئاسي في لبنان، ولا تتدخل في التفاصيل السياسية والسيادية واليومية للدولة اللبنانية، ويُختصر دورها في تشجيع الأطراف اللبنانية على الاعتناء بالمؤسسات الدستورية والمحافظة عليها.