وائل اللبابيدي
سجلّت حركة التحويلات المالية من الإمارات إلى الدول الآسيوية في شركات الصرافة المحلية، نشاطاً قوياً الأسبوع الماضي ونموا في نهاية 2014، بنسب لا تقل عن 10% بالمقارنة مع 2013 بحسب مصادر محلية، وذلك على خلفية استمرار تراجع اليورو عن مستوياته السابقة بنسب وصلت أكثر من 18% بالمقارنة مع مستوياته في 2014، وتسجيل سعر صرف الدرهم الإماراتي المرتبط بالدولار خلال العام 2014 ارتفاعات قياسية أمام كافة العملات العالمية، الأمر الذي أدى الى ضعف غالبية العملات الآسيوية.
واستحوذت تحويلات المقيمين والأفراد على الحصة الأكبر من إجمالي التحويلات بنسبة 80% تركزت بمعظمها على الوجهات الآسيوية وخصوصاً الهند وباكستان وبنغلاديش والفلبين، تلتها الدول العربية ودول شمال أفريقيا بنسبة 20%. وتوقع خبراء في قطاع الصرافة أن يواصل الدولار الأميركي والدرهم الإماراتي المرتبط به أداؤهما القوي خلال النصف الأول من 2015، فيما يستمر تقلب اليورو مع الفرصة لتعرضه للمزيد من الانخفاض.
ويرى الخبراء أنه بالرغم من انخفاض اليورو قد ينعكس إيجاباً على حركة سياحة الإماراتيين إلى أوروبا إلا أن هذا الارتفاع في المقابل سيطرح تحدياً أمام قطاعات اقتصادية أخرى أبرزها قطاعي السياحة الداخلية وإعادة الصادرات. ويقدّر البنك الدولي حركة التحويلات إلى البلدان النامية بنهاية 2014 بحوالي 435 مليار دولار بزيادة قدرها 5 % بالمقارنة مع 2013.
وتوقع الخبراء أن تزيد تكاليف السياحة بالنسبة للأوربيين عند سفرهم خارج بلدانهم لأنهم سيضطرون لدفع كميات أكبر من اليورو مقابل الحصول على عملات الدول التي ترتبط عملاتها بالدولار.
ارتفاع قياسي
وقال أسامة آل رحمة إن سجل سعر صرف الدرهم الإماراتي خلال العام 2014 ارتفاعات قياسية أمام كافة العملات العالمية، وذلك مع استمرار تراجع عملة اليورو تراجعاً ملحوظاً مقابل سعر الدرهم خلال الآونة الأخيرة، حيث سجلت انخفاضاً بحدود 10 % بين شهري ديسمبر 2014 ويناير 2015، وبعد صدور تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة الذي أظهر بيانات إيجابية فاقت التوقعات.
مشيراً إلى نمو حجم التحويلات خارج الدولة إلى الدول الآسيوية نهاية الشهر الماضي وبنسب متفاوتة متوقعاً أن تحافظ حركة التحويلات على منحاها التصاعدي خلال الربع الأول من 2015 على أقل تقدير.
وأضاف: «انخفض اليورو بنسبة 14.62% مقابل الدرهم من مستوياته في 2013 وبنسبة 18.01% من مستوياته في 2014، وأعتقد أن احتمال أن نشهد المزيد من الانخفاض هو احتمال وارد، خصوصاً مع احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو في ظل صعوبة اسقاط ديونها البالغة حالياً حوالي 315 مليار يورو.
ونعتقد أن سعر صرف اليورو مقابل الدولار سينعكس إيجاباً على سعر صرف الدرهم مقابل اليورو، واشار التقرير إلى أن الانخفاض سينعكس على التجارة والاستثمار لدول العالم مع أوروبا لترتفع الواردات من أوروبا وتنخفض الصادرات وإعادة التصدير الى الدول الأوروبية وكذلك الأمر بالنسبة للإمارات، حيث إن تراجع سعر صرف اليورو أمام الدرهم الإماراتي سوف ينعش واردات الدولة من الدول الأوروبية نتيجة الانخفاض الملحوظ في كلفة الاستيراد، إلا أنه قد يطرح تحدياً أمام قطاعات اقتصادية أخرى أبرزها قطاع السياحة الداخلية وقطاع وإعادة الصادرات.
بطاقات مسبقة الدفع
وقال إن شراء البطاقات المسبقة الدفع لتغطية نفقات العطلة يوفر العديد من المزايا منها تثبيت سعر صرف العملات، وأنها توفر أحد البدائل الآمنة لحمل النقد بكميات كبيرة، وتعزز فكرة الادخار المسبق من أجل السفر، بالإضافة إلى إمكانية شحن تلك البطاقات بعملات مختلفة. ويفوق معدل إنفاق المسافر الواحد من الإمارات خلال رحلة واحدة المتوسط العالمي بحسب تقديرات مؤسسة فيزا التي قدرته بنحو 2367 دولاراً مقارنة بمعدل عالمي يبلغ نحو 1895 دولاراً، الأمر الذي دفع البنوك للتركيز على إصدار بطاقات ائتمانية تمنح مزايا مغرية للمسافرين إلى الخارج.
عوامل خارجية
من جانبه عزا محمد علي الأنصاري الرئيس التنفيذي لشركة «الأنصاري للصرافة» انخفاض سعر صرف اليورو إلى عدّة عوامل خارجية، أبرزها الأداء القوي للدولار بالإضافة إلى الأخبار الإيجابية عن انتعاش الاقتصاد الأميركي مما أثر سلباً على اليورو. كما يتعلّق الأمر بالتقلّبات الأخيرة للاقتصاد الأوروبي نتيجة تداعيات الأزمة اليونانية وديون بعض دول الاتحاد الأوروبي.
ولفت الأنصاري إلى صعوبة التوقعات بشأن الاتجاه الذي سيؤول إليه اليورو حتى شهور الصيف القادمة حيث يبدأ موسم العطلات والسفر لأن ذلك يعتمد في المقام الأول على الوضع السياسي والاقتصادي وكيفية حل ديون اليونان وبعض دول الاتحاد الأوروبي والتقارير الإيجابية التي سوف تصدر عنها. كما ان التطورات والتغيرات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية خلال الشهور القادم قد تأثر على سعر صرف اليورو مقابل الدولار.
تثبيت السعر
ونصح الأنصاري السائح الإماراتي بشراء اليورو بأسعاره الحالية المنخفضة لدواعي السفر، وإبرام بعض الصفقات التجارية في المستقبل مع إمكانية تثبيت سعر الصرف من خلال بطاقات العملات مسبقة الدفع، مشيراً إلى أنها تعتبر فرصة مناسبة للأشخاص وللتجار لدفع الالتزامات المالية المترتبة عليهم والاستفادة من فرق صرف العملة.
قوة الدولار
من جانبه قال رادا كريشنان مدير العمليات في شركة «وول ستريت» للصرافة في دبي في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي إن الدولار مستمر في اتخاذ منحى تصاعدي امام العملات العالمية الاخرى و اضاف أن اعلان البنك المركزي الاوروبي الشهر الماضي حول موقفه تجاه احتمال خروج اليونان أدى الى زيادة قوة دفع ارتفاع الدولار، كما شدد البنك موقفه من اليونان بإعلان عدم قبوله سندات الحكومة اليونانية من اجل الحصول على قروض.
وأفاد أن الدولار سجل ارتفاعا كذلك امام معظم العملات الآسيوية، في الوقت الذي ادى فيه قرار البنك المركزي الأوروبي استمرار سياسة التيسير الكمي أدى الى دعم بعض العملات الآسيوية مثل الروبية الهندية حيث ان نسبة من فائض السيولة النقدية الناتجة عن تسهيل شروط الاستثمار في الهند ادت الى تدفق استثمارات الى الأسواق الصاعدة من اجل عائدات افضل، غير ان استمرار ضعف اليورو ادى الى ضعف غالبية تلك العملات، حيث استحوذت تحويلات المقيمين والأفراد استحوذت على الحصة الأكبر من إجمالي التحويلات بنسبة 80% تركزت بمعظمها على الوجهات الآسيوية وخصوصاً الهند وباكستان وبنغلاديش والفلبين، تلتها الدول العربية ودول شمال أفريقيا بنسبة 20%.
انتعاش قياسي
وأضاف: شهدت التحويلات بالعملات الآسيوية رواجا وانتعاشا بسبب ضعف تلك العملات وسجلت ارتفاعات التحويلات الى سريلانكا ارقاما قياسية بسبب التراجع الكبير في قيمة العملة، وأعتقد أن استمرار ضعف قيمة اليورو كانت عوامل أدّت إلى توفير زخم إضافي في تبديل العملات وحركة التحويلات خارج الدولة في الوقت الذي كان النمو يزداد عادة خلال فترة رمضان والأعياد.
ولفت إلى أن حركة التحويلات إلى الخارج الأسبوع الماضي كانت اعتيادية بالنسبة للروبــــية الباكستانية والإندونيسية، فيما شهدت التحويلات بعملة بنجلاديش «التاكا» وتيرة كبيرة وحصلت البنوك على الحصة الأكبر من هذه التحويلات بسبب وجود فروق كبيرة في أسعار صرف «التاكا» في شركات الصرافة المحلية.
وتوقع كريشنان ان تستمر قيمة الدولار في الارتفاع في الفترة المقبلة رغم الارتفاع الأخير لليورو مقابل الدولار الأسبوع الماضي وذلك بسبب احتمالات تدخل البنك الوطني السويسري في سعر اليورو مقابل الفرنك السويسري بهدف تقليل قيمة الأخيرة.
القوة الشرائية
ولفت كريشنان إلى أن استمرار ارتفاع مؤشر الدولار مقابل سلة العملات الأخرى قد يؤثر سلباً على القدرة الشرائية للسياح القادمين إلى الدولة من منطقة الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً روسيا التي انخفضت عملتها الروبل إلى مستويات قياسية ورفع نسب التضخم إلى أكثر من 9%، مع توقع ارتفاع هذه النسبة إلى نحو 20% نهاية العام الحالي، وهي معدلات لم تشهدها روسيا منذ مطلع الألفية، وستتسبب في تراجع الدخل الحقيقي للمواطنين الروس بنسب تتراوح من 5 و10% للمرة الأولى منذ نهاية تسعينات القرن الماضي، وهذا بالطبع يؤثر على حركة السياح الروس إلى الخارج.
وأضاف: تكلفة السياحة بالنسبة للأوربيين ستزيد عند سفرهم خارج بلدانهم لأنهم سيضطرون لدفع كميات أكبر من اليورو مقابل الحصول على عملات الدول التي ترتبط عملاتها بالدولار.
نمو قوي
وقال براموث مانجات، نائب المدير العام قسم العمليات العالمية في شركة «الإمارات للصرافة» إن حجم التحويلات من الإمارات إلى البلدان النامية سجّل نمواً بنسبة تراوحت من 8 إلى 10% بين عامي 2013 و2014. وقال إن أكثر المغتربين زادت التحويلات في العام الماضي بسبب ملاءمة أسعار الصرف. وأضاف: انعكس انخفاض بعض العملات في الدولة المتقدمة علاوة على التحسن في أسعار الفائدة للعملة الأجنبية ودائع غير المقيمين في دول مثل الهند إيجاباً على حركة التحويلات خارج الدولة.
انخفاض النفط يضع سعر صرف العملات الرئيسية في مهب الريح
قال جميل أحمد، كبير محللي السوق في شركة «فوركس تايم»، إن العام الحالي بدأ باضطراب اقتصادي شديد، بسبب أسعار النفط المخفضة وقرار البنك الوطني السويسري المفاجئ الذي أثر على الكثير من العملاء الرئيسة.
فقد انخفضت قيمة اليورو بشكل مثير بنسبة 6% مقابل الدولار الأميركي في يناير، وحدث معظم الخسائر في 15 يناير، أعقبها أسبوعان من حالة الانخفاض، ومن ثم القرار المثير وغير المتوقع للبنك الوطني السويسري، في وقف نسب صرف العملة الدنيا للفرنك السويسري والبالغة 1.2 فرنك لليورو.
وفي المقابل، أثار انخفاض معدلات التضخم الأوروبية وأسعار النفط المتدنية والبيانات الاقتصادية الأميركية القوية توقعات بن هاتين العملتين قد تشهدان تقارباً في القيمة خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأضاف أحمد في تعليقات خاصة للبيان الاقتصادي: إن الصدمة غير المتوقعة من جانب البنك الوطني السويسري بوقف نسبة الصرف الدنيا مقابل اليورو كانت تمثل مؤشراً واضحاً جداً للتجار بأن التوقعات بعيدة الأمد لليورو ظلت غير مستقرة تماماً.
وثمة توقع كبير لما يتعلق بوصول قيمة اليورو إلى نسبة 1:1 مقابل الدولار خلال هذا العام. وعلى الرغم من إن هذا يظل ممكناً على المدى الأبعد، فإن قرار البنك الوطني السويسري بوقف ربط نسبة صرف العملة الدنيا قد سارعت في هبوط قيمة اليورو مقابل الدولار. لقد هرع المتاجرون إلى تسعير الخسائر باليورو والدولار حيث هبطا من قيمة 1,1791 إلى 1,096 خلال أسبوع واحد فقط. دبي – البيان
نمو التحويلات
من المتوقع أن ينمو حجم التحويلات ليصل إلى 534 مليار دولار خلال العام 2015، وذلك بحسب دراسة حديثة حصل البيان الاقتصادي على نسخة منها. وتوقّع أسامة آل رحمة أن يسجل حجم التحويلات عالمياً إلى الدول النامية، نمواً بنسبة 11% في 2015، في ظل التوقعات بتفوق أداء الأسواق الناشئة على المتقدمة، بين أعوام 2013-2016.