عدنان الحاج
كانت الأسواق المالية هذا الأسبوع تتابع تطورات تنفيذ اصدار سندات اليوروبوند بقيمة حوالي المليار دولار وما فوق لتغطية بعض استحقاقات العام 2015، إضافة لتمويل احتياجات عجز الخزينة للعام الحالي، في ظل غياب الموازنة العامة، من جهة، وعدم توافر عناصر التمويل اللازمة لبعض الاستحقاقات.
وكانت المالية لزمت هذا الإصدار لمصرفي «سوسيتيه جنرال» و «بلوم بنك» على الصعيد المحلي و «سيتي بنك» كمصرف اجنبي لتسويق الإصدار داخلياً وخارجياً. وكان مصرف لبنان ارسل إشارات واضحة تدعم إنجاح الإصدار لجهة السماح للمصارف بتسييل شهادات الإيداع بالعملات الأجنبية قبل استحقاقها في حال استخدام الأموال المسيلة في الاكتتابات بإصدار سندات اليوروبوند للدولة اللبنانية.
على هذا الصعيد اقدم مصرف لبنان على المباشرة بحسم شهادات الإيداع للمصارف بهدف تسهيل الاكتتاب بإصدار اليوروبوند كما اقدم على خفض الفوائد في الأسبوع الماضي على سندات الخزينة لتشجيع دفع المصارف باتجاه الاكتتاب بسندات «اليوروبوند» حيث تردد ان آجال الإصدار ستتراوح بين 10 و15 سنة بفوائد ستكون بين 6.10 و6.70 في المئة تبعاً للآجال.
وتوقفت الأسواق عند اكتتابات سندات الخزينة بالليرة حيث توجهت المصارف نحو الفئات الطويلة بنسبة 40 في المئة من قبول الاكتتابات، بينما كانت حصة الآجال بين 8 و25 في المئة لفئة الثلاثة أشهر وسنة.
من جهة ثانية، كانت مفاعيل اصدار التطورات الداخلية بين الأقطاب من القوى السياسية على خطي «المستقبل» و «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» حاضرة بخجل لجهة التأثير في الأسواق المالية. أما الحديث عن الخطط الأمنية في بعض مناطق البقاع وغيرها فكان غائبا عن التأثير في الأسواق حيث تخطت المفاعيل الأخرى والتطورات المالية في أوروبا وأسعار النفط هذا العنصر في توجهات الأسواق المالية نتيجة تعدد الانعكاسات السلبية للتطورات في المنطقة.
بالنسبة للوضع النقدي، فقد استقرت التداولات في سوق القطع على معدلات متوسطة وسط تراجع الطلب على الدولار مع انعدام العروض بشكل كبير، حيث تراوحت الأسعار بين المصارف حول سعر 1510 و1512 ليرة للدولار من دون استدعاء تدخل لمصرف لبنان، مع تسجيل ملاحظة لوجود بعض الطلب خلال اليومين الأخيرين عند سعر 1512 و1514 ليرة للدولار.
بالنسبة لتداولات بورصة بيروت فقد استمرت على أدائها الضعيف نسبياً مع تحرك محدود لأسعار الأسهم الأساسية لا سيما الأسهم المصرفية واسهم سوليدير التي تشكل القسم الأكبر من حجم تداولات البورصة.
تضاف إلى ذلك ملاحظة ان قرب الإعلان عن توزيع انصبة أرباح للمصارف حرك بعض الطلب على الأسهم المصرفية سعياً وراء انصبة الأرباح السنوية للمصارف المدرجة في البورصة.
بالنسبة لاكتتابات سندات الخزينة فقد سجلت خلال الأسبوع الماضي عجزاً قدره حوالي 204 مليارات و314 مليون ليرة، حيث بلغت الاكتتابات حوالي 265.9 ملياراً مقابل استحقاقات بحوالي 526 مليار ليرة.
البورصة: نشاط محدود
سجلت تداولات البورصة خلال الأسبوع الحالي المنتهي في 13ـ2ـ2015 ما مجموعه حوالي 554 الفا و146 سهما قيمتها حوالي 4 ملايين و315 الفا و222 دولارا، مقابل تداولات للأسبوع الماضي بلغت حوالي المليون و291 الفا و153 سهما قيمتها حوالي 15 مليونا و370 الف دولار، أي بتراجع من حيث القيمة بلغ حوالي 11 مليون دولار تقريباً.
اما الأسهم التي تغيرت أسعارها خلال الأسبوع فكانت على الشكل الآتي:
1 ـــ ارتفع سهم سوليدير «أ» بنسبة 3.6 في المئة واقفل على سعر 11.4 دولاراً مقابل 11 دولاراً للأسبوع الماضي.
كما ارتفع سهم سوليدير «ب» بنسبة 2.3 في المئة واقفل على سعر 11.18 دولاراً مقابل حوالي 10.93 دولارات للأسبوع الماضي.
2 ـــ ارتفعت أسعار اسهم عوده العادية بنسبة 1.2 في المئة وأقفلت على سعر 6.50 دولارات مقابل 6.42 دولارات للأسبوع الماضي. كما ارتفعت شهادات إيداع عوده بنسبة 1.4 في المئة وأقفلت على سعر 7 دولارات مقابل 6.90 دولارات للأسبوع الماضي. كذلك ارتفع سهم عوده التفضيلي «H» بنسبة 1.5 في المئة واقفل على سعر 103 دولارات مقابل 101.50 دولارات للأسبوع الماضي.
3 ـــ تراجع سعر شهادات إيداع بلوم بنسبة نصف في المئة وأقفلت على سعر 9.91 دولارات مقابل 9,96 دولارات للأسبوع الماضي.
4 ـــ ارتفع سهم بيبلوس العادي المدرج بنسبة 0.6 في المئة واقفل على سعر 1.69 دولار مقابل 1.68 دولار للأسبوع الماضي.
5 ـــ ارتفع سهم «هولسيم ليبان» للاسمنت بنسبة 3.3 في المئة واقفل على سعر 15.50 دولاراً مقابل 15.01 دولاراً للأسبوع الماضي.
الدولار خارجياً
دعم ضعف الدولار النفط والذهب هذا الأسبوع، إذ إن تراجع العملة الأميركية يجعل السلع المقومة بها أقل تكلفة على حائزي العملات الأخرى. كما نما الاقتصاد الألماني بوتيرة أعلى بكثير من المتوقع بلغت 0.7 في المئة في الربع الأخير من عام 2014 بدعم من الطلب المحلي الذي انتشل أكبر اقتصاد في أوروبا من الفتور الذي شهده في منتصف العام، ليدفع معدل نمو العام بأكمله إلى 1.6 بالمئة وينعش الآمال بأداء قوي في 2015.
النفط
ارتفع سعر النفط فوق 60 دولارا للبرميل أمس، للمرة الأولى هذا العام ليصعد نحو 4 في المئة منذ بداية الأسبوع بدعم من علامات تشير إلى أن خفض إنفاق الشركات العاملة بالقطاع قد يحد من وفرة المعروض. وارتفع سعر الخام الأميركي 1.39 دولار إلى 52.60 دولارا للبرميل.
الذهب
ارتفع سعر الذهب فوق أدنى مستوياته في خمسة أسابيع أمس، في ظل تراجع الدولار والغموض الذي يكتنف أزمة ديون اليونان، لكن المعدن يتجه لتسجيل ثالث خسائره الأسبوعية على التوالي بفعل توقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية. وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 1230.60 دولارا للأوقية (الأونصة). وبلغ المعدن الأصفر أدنى مستوياته في خمسة أسابيع عند 1216.45 دولارا للأوقية في الجلسة السابقة قبل أن يتعافى ويغلق مرتفعا 0.3 في المئة.
الأسهم الأميركية
ارتفعت الأسهم الأميركية في بداية التعاملات أمس، عقب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا وإجراءات تحفيزية فاجأ بها البنك المركزي السويدي الأسواق. وزاد مؤشر داو جونز الصناعي 27.11 نقطة بما يعادل 0.15 في المئة إلى 17889.25 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 8.05 نقاط، أو 0.39 في المئة إلى 2076.58 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 31.21 نقطة بما يوازي 0.65 في المئة إلى 4832.39 نقطة مدعوما بقفزة لسهم سيسكو بلغت حوالي 9 في المئة.