ذكرت الوكالة “المركزية” أنّ رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لم يبارح رهانه ولا ايمانه بامكانات وصوله الى كرسي بعبدا، على رغم مرور ما يقارب تسعة اشهر على الشغور بفعل غياب التوافق السياسي على هوية الرئيس العتيد، واخفاق تسع عشرة جلسة نيابية في تأمين النصاب لانتخاب ايّ من المرشحين من بين القادة المسيحيين الاربعة.
وتقول اوساط سياسية في “التيار الوطني الحر” لـ”المركزية”، انّ تفاؤل عون ليس نابعاً من عدم، بل يستند الى جملة مؤشرات داخلية وخارجية من شأنها اذا ما اكتملت مقوماتها كافة ان ترفع حظوظ انتخاب عون رئيساً للبلاد. وتنطلق هذه المؤشرات من الداخل عبر حركة الانفتاح التي تبديها القوى السياسية كافة في فريقي 8 و14 آذار على التيار العوني، بداية مع الحوار الذي انطلق مع “القوات اللبنانية”، وسيتوج في ايّ لحظة بلقاء عون مع رئيس حزب القوات سمير جعجع بعدما شارف بيان “اعلان النيات” على صيغته النهائية في اعقاب اجتماع عقد مساء السبت الماضي في الرابية بين امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان ومسؤول جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي شارك فيه عون طارحاً بعض الافكار الاضافية ومبلوراً اخرى، قبل ان ينقل رياشي الصيغة المنقحة الى جعجع لوضع ملاحظاته وتوقيعه على ان يحدد موعد لقاء الرجلين في ضوء انتهاء البيان.
والى الحوار مع القوات، تشير اوساط “التيار الوطني الحر” الى تواصل مع قوى الوسط بلقاءات واتصالات تعقد بين نواب من “التيار” ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط الذي كان اوفد الاسبوع الماضي وزير الصحة وائل ابو فاعور الى الرابية وتشاور مع عون في مجمل التطورات، وليست الرئاسة بعيدة منها، وقالت الاوساط انّ ابو فاعور حرص في اللقاء على شرح موقف جنبلاط المتصل بعدم حصر المشاورات الرئاسية بالمسيحيين والى انّ عون ليس مستهدفاً. كما يزور نواب آخرون مقار سياسية لفرقاء آخرين من بينها بنشعي لوضع الحليف المسيحي رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية في اجواء الحوار مع “القوات” الهادف الى خلق مظلة مسيحية تحفظ حقوق الطائفة وتحصنها، وقد اكد فرنجية تكراراً وقوفه خلف عون في ترشحه للرئاسة.
امّا التواصل مع “تيار المستقبل” الذي كان شهد في مرحلة ماضية زخماً قوياً قبل ان يتوقف، فبدا من مشهد الاحتفال بالذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في البيال السبت انّ العلاقات على افضل ما يرام في ضوء نوعية الحضور نيابياً ان من تكتل “التغيير والاصلاح” او وزارياً بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حتى انّ مصادر نيابية في التكتل قالت لـ”المركزية” انّ عون كان يعتزم الحضور في ما لو حضر الحريري شخصياً، غير انّه عدل عن قراره في اللحظات الاخيرة.
وتبعاً لذلك تقول الاوساط انّ الارضية الداخلية بدأت تتهيأ لاستيعاب فكرة انتخاب عون رئيساً باعتباره توفيقياً وليس توافقياً، ولكونه الزعيم المسيحي القوي المفترض وصوله الى بعبدا على غرار سائر الرؤساء الاقوياء داخل طوائفهم ان لدى الفريق السنّي او الشيعي.
امّا المؤشرات الخارجية التي تشكل اساسا لتفاؤل عون، فتقول المصادر انّ ركنها يستند الى مسار المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وايران والتقدم الذي احرزته الملفات السياسية الكفيل بتحقيق انجاز توقيع اتفاق الاطار في آذار المقبل على ان يليه الاتفاق السياسي حول ازمات المنطقة بما فيها الازمة السورية، التي بدأت تظهر ملامح جديدة على خطها تطيح الرهان على تنحي الرئيس بشار الاسد وعدم وجوده في معادلة التسوية، وفق ما اعلن الموفد الاممي ستيفان دوميستورا، بما يرجح كفة ميزان فوز مشروع المقاومة في المنطقة.
والى المفاوضات النووية تضيف الاوساط عاملاً بالغ التأثير على المستوى الاقليمي يتمثل بالنقلة النوعية على مستوى الحكم في المملكة العربية السعودية مع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز والرؤية الجديدة، التي يبدو انّه سيرسيها في شبكة علاقاته مع الخارج وخصوصاً ايران وتحدثت عن رسائل سعودية ايجابية نقلها زوار الرابية يمكن التأسيس عليها في الملف الرئاسي.