يخوض الاوروبيون الثلاثاء سباقا مع الزمن من اجل التوصل الى حل للازمة في اليونان وتفادي خروجها من منطقة اليورو غداة فشل مفاوضات جديدة ارفقت بتحديد مهلة لليونان.
وصرح وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن عند وصوله للمشاركة في اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل “نصل الى لحظة حرجة بالنسبة الى اليونان ومنطقة اليورو”. واضاف “اطلب من جميع الاطراف التوصل الى اتفاق لان عدم التمكن من ذلك سيترتب عليه عواقب خطيرة بالنسبة الى الاقتصاد والاستقرار المالي”.
من جهته دعا المستشار النمساوي الاشتراكي-الديموقراطي فيرنر فايمان الثلاثاء اثينا الى “عدم التلويح” بالخروج من منطقة اليورو، مشيرا الى احتمال حصول “عدوى” تمتد لدول اخرى.
ولا توحي تصريحات المسؤولين اليونانيين باي ليونة.
فقد اعلن رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس الثلاثاء ان البرلمان سيصوت على تدابير اجتماعية ابتداء من يوم الجمعة، وهو الموعد النهائي الذي حددته المجموعة الاوروبية لليونان من اجل طلب تمديد برنامجها للمساعدة.
وتتناقض هذه التدابير مع توصيات برنامج المساعدة. وقال تسيبراس بلهجة حاسمة ان “اليونان لا توافق على الشروط والانذارات وتقول لا”، متهما وزير المال الالماني فولفغانغ شويبله بأنه “خرج عن هدوئه” و”خاطب اليونان بطريقة مهينة”.
وبدات الاسواق المالية صباح الثلاثاء تبدي مخاوف من فشل المفاوضات مما يزيد الخشية من خروج اليونان من منطقة اليورو. ويرى محللو مصرف “كومرزبنك” ان هذه المخاطر باتت بنسبة 50%.
وسجلت بورصة اثينا خسارة باقل من 1% بعد الساعة 10,00 تغ الثلاثاء بعد تراجع باكثر من 4% عند الافتتاح.
وخلال اقل من اسبوع فشلت المفاوضات بين اليونان ومنطقة اليورو مرتين. وكان الهدف في كل مرة التوصل الى سبيل لضمان تمويل اليونان على المدى القصير بينما تنتهي مهلة خطة الانقاذ الاوروبية في 28 شباط/فبراير.
وبدون برنامج المساعدة من الاتحاد الاوروبي والمصرف المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي ستفقد البلاد مساعدة حيوية لمصارفها وهي قروض الحالات الطارئة التي يمنحها المصرف المركزي اليوناني لكن يجب ان تحصل على موافقة المصرف المركزي الاوروبي.
وقال جورج سارافيلوس من مصرف دويتشه بنك ان “نهاية برنامج المساعدات اليوناني ليست نقطة لا عودة لكنها تقرب البلاد من مرحلة نفاد الاموال الحكومية”.
ومع نقص السيولة في المصارف ومشاكل التمويل باتت اليونان تقترب من الافلاس ومن الخروج من منطقة اليورو بشكل لا يمكن تفاديه.
ويرى الاوروبيون ان الخيار الوحيد هو ان تطلب اليونان تمديد برنامج المساعدة الحالي. وقد اعطيت مهلة حتى نهاية الاسبوع كما ان مجموعة اليورو لن تعقد اجتماعا جديدا ما لم تقدم اليونان طلبا رسميا بذلك وتتم الموافقة عليه.
الا ان حكومة اليسار الجديدة في اليونان ترفض بشكل قاطع اي تمديد للخطة التي تشترط اجراءات تقشف صارمة. وتريد اثينا في المقابل فترة سماح من اربعة اشهر للتفاوض حول مشروع مساعدة جديد.
واصرت اثينا الثلاثاء على موقفها واكدت انها “لن تقبل تحديد مهل” رغم انها “تبقى على التزامها ايجاد حل مفيد للطرفين مع شركائها الاوروبيين عبر مواصلة المفاوضات” كما قال مصدر في اثينا.
وقال دبلوماسي في بروكسل الثلاثاء ان “موقف اليونانيين قوي جدا، ولم يتركوا لنا هامش مناورة”.
واعتبر يورون ديسلبلوم رئيس مجموعة اليورو الثلاثاء ان “الكرة في ملعب اليونان… المرحلة الاولى من الاجراء هي ان يطلبوا تمديد البرنامج وبعد ان نقوم بذلك سيكون بالامكان التفاوض دون ضغوط للمرحلة التالية. لكن خطط اليونان في الوقت الحالي ليست ملموسة بشكل يكفي للتحرك”.
وشددت المفوضية الاوروبية الثلاثاء على القول ان “ليس هناك خطة بديلة مطروحة على الطاولة” ودعت اليونان الى “الانتقال من النظرية الى المنطق”.
من جهته، اعتبر وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس ان “المرحلة التالية هي مرحلة المسؤولية. نحن نعلم في اوروبا كيف نتوصل الى حل مرض رغم الخلافات الاساسية”.
واعرب فاروفاكيس عن ثقته بالتوصل الى اتفاق في ال48 ساعة المقبلة طالما المبادرة تاتي من منطقة اليورو، على حد تعبيره.
واكد مصدر قريب من المفاوضات “نحن نتباحث مع الجميع لكننا لا نتوقع شيئا في الوقت الحالي”.