طوني رزق
زادت سياسات اسعار الفائدة السلبية في اوروبا من الضغوط على المستثمرين الكبار في صناديق استثمارية وشركات التأمين. وسوف تدفعهم الى الذهاب الى توظيفات بدرجات مخاطرة كبيرة، ولا يستبعد خروج اكثر من تريليون يورو الى اسواق اخرى.
يحذّر كبار الخبراء الماليون في العالم من التأثير العميق على النظام المالي العالمي، جراء اعتماد اوروبا على اسعار الفائدة السلبية . ويبقى التأثير الاكبر على صناديق التعويضات والتقاعد وعلى شركات التأمين. وهذا ما يضع هذه المراكز الاستثمارية تحت ضغط شديد. وعندما يوضع المستثمرون تحت الضغط الكبير فانهم سيكونون على استعداد للتوظيف في مخاطر كبيرة.
وتعني الفائدة السلبية ان المستثمرين يدفعون المال لاقراض اموالهم. واذا كانت الحكومات تستفيد من الاقتراض بفائدة سلبية فأي فائدة يجنيها المقرضون من ذلك؟
تبلغ قيمة السندات الحكومية الاوروبية والتي تفوق مدة استحقاقها السنة الواحدة نحو تريليوني دولار والتي هي بفائدة سلبية. وكانت تحركات البنك المركزي الاوروبي وراء هذه التطورات في منطقة اليورو. وكانت سندات الخمس سنوات في كل من الدانمارك والسويد انهت الاسبوع الماضي على فائدة سلبية نسبتها 0.48 في المئة و0.02 في المئة على التوالي.
واذا ما استمرت هذه العمليات فانها سوف تؤثر على حركة الاموال. وتجاوزت الفائدة السلبية السندات الحكومية الى سندات الشركات الخاصة. وهذا ما حصل بالنسبة لسندات دين تابعة لشركة Nestlé السويسرية بعد تراجع الفائدة الى السلبية على مستوى السندات السويسرية الحكومية. ولا يتوقع الخبراء نهاية قريبة لهذه الاتجاهات.
وكانت سندات العشر سنوات في المانيا أنهت الاسبوع الماضي على 0.34 في المئة نزولا من 0.54 في المئة مطلع العام الحالي. ومن الناحية الايجابية يتوقع ان تنعكس هذه السياسات جيدا على الاقتصاد الاوروبي عموما، اذ توفر افضل الظروف لتحسين الانتاج الاوروبي ومحاربة الركود.
غير ان الاتجاهات في كل من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا معاسكة تماما لما يحصل في اوروبا وذلك مع توقع اقرار رفع اسعار الفائدة الاميركية والبريطانية خلال العام الجاري.
وكان البنك المركزي الاوروبي اعلن ان البنوك المركزية في 19 دولة في منطقة اليورو سوف يعيدون شراء والاحتفاظ بسنداتهم الحكومية. لكن البعض من المراقبين لا يستبعد ان نحو 1.1 تريليون يورو او 1.3 تريليون دولار وهي الاموال التي سوف تضخ في الاسواق قد تخرج من السوق الاوروبية الموحدة الى اسواق عالمية اخرى.
حركة الاسواق المالية
تباينت اسهم سوليدير امس الاثنين في بورصة بيروت الرسمية اذ سجلت الفئة (أ) انخفاضا بنسبة 1.49 في المئة الى 11.23 دولارا، وارتفعت الفئة (ب) بنسبة 0.53 في المئة الى 11.24 دولارا. وجاء ذلك مع تفاؤل الاسواق بعودة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الى بيروت بالتوازي مع استمرار المحادثات بين الطرفين السني والشيعي في البلاد.
وارتفعت اسهم بنك عودة فئة GDR بنسبة 2.42 في المئة الى 7.17 دولار في حين تراجعت اسهم بنك بيبلوس العادية 0.59 في المئة الى 1.68 دولار. واستقرت اسهم عودة العادية على 6.50 دولار وانخفضت ايضا اسهم بيبلوس فئة (2008) بنسبة 0.9 في المئة الى 102 دولار. وسجل امس تبادل 30 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة مع تداول 129929 سهما بقيمة 805558 دولارا.
في الاسواق العالمية، ارتفع سعر صرف اليورو بنسبة 0.27 في المئة الى 1.1414 دولار، بالتوازي مع تراجع الدولار بنسبة 0.12 في المئة مقابل الين الى 118.58 ينا. كما تراجع الدولار 0.08 في المئة الى 1.2438 دولار كندي، وبنسبة 0.06 في المئة الى 0.9316 فرنك سويسري.
وزاد الدولار الاوسترالي بنسبة 0.27 في المئة الى 0.7783 دولار وتلقى اليورو دعما قبيل اجتماعات اليونان.
ارتفعت الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت بدعم من تحسن اسعار النفط. فزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0.41 في المئة الى 18019.35 نقطة. كما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.41 في المئة الى 2096.99 نقطة. كما ارتفع مؤشر ناسداك المجمّع بنسبة 0.75 في المئة الى 4893.84 نقطة. لكن البورصات الاوروبية تراجعت بتأثير الملف اليوناني ومع تراجع الاسهم اليونانية بنسبة 4 في المئة.
وانخفض مؤشر داكس الالماني بنسبة 0.30 في المئة الى 10931.09 نقطة. وانخفض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.22 في المئة الى 6858.57 نقطة. كما تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.03 في المئة الى 4758.11 نقطة.
في آسيا، قادت الاسهم اليابانية موجة ارتفاع. فزاد مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 0.51 في المئة الى 18004.77 نقطة مسجلا اعلى مستوى في ثمانية سنوات. وارتفع مؤشر شانغهاي بنسبة 0.60 في المئة الى 3223.16 نقطة. وارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.18 في المخئة في بورصة هونغ كونغ الى 24726.53 نقطة.
في اسواق المعادن الثمينة، ارتفع سعر الذهب امس بنسبة 0.52 في المئة الى 1233.50 دولارا للاونصة. كما زاد سعر الفضة بنسبة 0.18 في
المئة الى 17.32 دولارا للاونصة.
الى ذلك، ارتفع سعر النفط في نيويورك بنسبة 0.34 في المئة امس الى 52.96 دولارا للبرميل. كما زاد سعر نفط برنت الخام في سوق لندن بنسبة 1.04 في المئة الى 62.16 دولارا للبرميل.
