IMLebanon

داعية إسلامي: العمل العسكري ضد “داعش” لن يجدي ومقبلون على “كارثة”!

fadel sleiman

 

 

كتب محمد نمر في صحيفة “النهار”:

 

ماذا لو كان فعلاً القضاء على تنظيم “الدولة الاسلامية” واخواته مستحيلاً، على رغم غارات التحالف والمواجهات البرية المحلية؟ فاستئصال هذا الورم في العراق مثلاً “يستدعي قصف الموصل بأكملها وطحن أكثر من مليوني شخص، وهذا مستحيل” وفق مدير مؤسسة جسور للتعريف بالاسلام، الداعية الاسلامي المصري فاضل سليمان لـ”النهار”.

 

على رغم المواجهة، يزداد حجم التطرف ويستولد تطرفاً مقابلاً، ويرى سليمان أن “الأمر لا يتوقف على المسلمين فحسب بل على غيرهم أيضاً، فالأحزاب اليمينية المتطرفة، التي كانت تكسب مقعداً أو ثلاثة في البرلمان، باتت اليوم تسيطر على نصفه، فضلاً عن وصول التطرف إلى كراسي الحكم”، واصفاً الحكومة المصرية بـ”الانقلابية” والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ”المتطرف”، ويسأل: “أليس من يقتل الناس في الشوارع متطرفاً؟”. ولهذا فإن “العالم يتجه نحو كارثة، إذا لم تستطع الشعوب الإطاحة بكل المتطرفين”.

 

لا يرفض سليمان العمل العسكري، لكنه لا يراه مجدياً مع “داعش لأنها تعيش بين المدنيين، وللقضاء عليها سيكون الثمن غالياً جداً”، وهو يشكك في نية الدول تثبيت “داعش”، لأن مهاجمتها من 80 دولة والانتهاء بالفشل يعني تثبيتها. إذاً ما العمل؟ يجيب سليمان: “لا بد من سحب وقود الشباب الذي يغذي هذا التنظيم، عبر اعطاء فرصة جديدة لهم للمشاركة وتحقيق الحلم بالوسائل السلمية”.

 

 محاضرة في بيروت

 

للمهندس سليمان وجهة نظر في مواجهة التطرف ومقاربة الأمور. يصب كل اهتمامه في الدعوة الى الاسلام الصحيح. يتنقل بمؤسسته بين دول العالم، خصوصاً الغربية منها، ليحاضر بخطاب اسلامي حديث، وقد خص بيروت بمحاضرة، تنظمها مؤسسة “بريدجز – لبنان” بالتعاون مع حملة “طلع البدر علينا” التابعة لدار الفتوى، بعنوان: “متى تكون حرية التعبير لا حدود لها في الاسلام؟”، عند السابعة من مساء اليوم في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد الأمين – وسط بيروت. فما هو موقفه من رسوم “شارلي ايبدو” وردود الفعل تجاهها؟

 

هذه المجلة الكاريكاتورية “تسخر من النبي منذ نحو 21 عاماً، والرسم الأخير كان يظهر داعشياً يذبح شخصية يفترض انها النبي، والاخير يقول: “انا نبي الاسلام”، فيما الداعشي يقول له: “انت مرتد”. يعتبر سليمان أن هذه الرسمة “تبرّئ النبي وتدافع عن الاسلام، و”داعش” لم تدافع عن النبي بل انتقمت لنفسها ووضعت مدارس النبي في وضع حرج وخطر”. ويعود أيضاً إلى حال الجنون التي طالت البعض بعد نشر الرسوم المسيئة للنبي في الدنمارك، يقول: “بدأت حينذاك مؤتمرات وتظاهرات، وانفقت الملايين، فيما أعداء الاسلام انتجوا في العام 2007 فيلماً ووزعوا 28 مليون نسخة منه في يوم واحد، لأنهم يعتبرون ان الاسلام دين يستحق الهجوم عليه، بينما نحن ليس لدينا ما يستحق الدفاع عنه، وبدلاً من المؤتمرات والأكل والشرب وحجوز الطائرات كان يمكن الانفاق على شركات انتاج تعليمية… المفترض أن 20 مليوناً تصرف في شركات انتاج افلام تعليمية وتوعية ترد على الرسوم”.

 

“جسور” سلكت هذا الطريق، وتهتم بـ”المسلمين، غير المسلمين، المرتدين”. تدرب المسلمين على التكلم على الاسلام، وتنصح المسلم الراديكالي بأن التطرف لا يعني زيادة اسلام بل مرحلة تسبق ترك الاسلام، ولغير المسلمين سلسلة محاضرات وأفلام عن الاسلام الصحيح، وللمسلمين “المرتدين” النصيحة والارشاد.

 

استقبلوهم بالورود

 

يقسم سليمان الاسلاميين إلى فئتين، فئة تريد أن تحقق اهدافها بالوسائل السلمية، وثانية من خلال العنف ويضيف: “الشباب ينضم إلى الفئة الناجحة، فزملاء زعيم القاعدة أيمن الظواهري في مصر، عند اسقاط حكم الرئيس مبارك، نبذوا العنف وأنشأوا حزبين سياسيين، لكن بفعل المؤامرة وإلقائهم في السجون، هاجرت هذه الفئة إلى مربع العنف، وصب ذلك في مصلحة “داعش”، ولهذا السبب ازدهر هذا التنظيم خلال اشهر بعدما كان عمره 12 سنة”، داعياً إلى “سحب الشباب من مربع العنف الى مربع السلم”.

 

يُعتبر هذا الرجل مرجعاً بالنسبة إلى البعض، وغير مسلم بالنسبة إلى “داعش” الذي هدّده غير مرة عبر حسابات أنصاره التويترية، ويتحدث سليمان عن استعانة شرطة دول اسكندينافية به، في كيفية التعامل مع الشبان الذين هاجروا للقتال في سوريا في حال قرروا العودة؟ فكان الحل بالنسبة إليه: “ارسال وفد إلى المطار لاستقبالهم بالورود، لأنه عندما يظهر له بلده هذا الاحتضان لن ينقل العنف إليه، فيما اذا تم اعتقاله وتعذيبه فحينها نكون صنعنا مجرماً رسمياً”. مشدداً على أن “كل حادثة ستؤدي إلى تجييش اكثر ضد الاسلام وتصب في صالح المتطرفين غير المسلمين، ما يزيد من التطرف وسط المسلمين”.