عزة الحاج حسن
ينعكس انخفاض أسعار النفط عالمياً على أسعار النقل الجوي، إذ وبخلاف نظرية تحديد الأسعار في لبنان على قاعدة “الأسعار يللي بتطلع ما تنزل”، قررت شركة طيران الشرق الأوسط خفض أسعار تذاكرها، بخلاف وسائل النقل البري التي رفضت خفض تعرفتها.
وما إن أعلنت الشركة خفض أسعار التذاكر حتى هبّت موجة التوقعات المتفائلة بـ”اجتياح” مكاتب السياحة والسفر من قبل الزبائن، وارتفاع نسبة الحجوزات من والى لبنان، وتطور الحركة السياحية بشكل ملحوظ… وغيرها من التكهنات والآمال، وهو ما دفع بوزير السياحة ميشال فرعون الى التبشير باستقطاب السياح في المرحلة المقبلة.
لكن، خطوة “الميدل ايست” وعلى الرغم من أهميتها لا تعني عودة القطاع السياحي إلى سابق عهده، ولا تعني كذلك توافد السياح العرب بكثافة إلى جبالنا ومطاعمنا وملاهينا… وهذا ليس استخفافاً بالخطوة المذكورة، وإنما للتدقيق أكثر فيها منعاً للاسترسال بالتفاؤل.
بداية عندما أعلن رئيس مجلس ادارة “الميدل إيست” محمد الحوت خفض الشركة للأسعار بنسبة 50 في المئة، ركز على أن الخفض طال العلاوات أي الرسم على النفط (Fuel Surcharge) في اسعار بطاقات السفر وليس على اسعار تذاكر السفر بصورة عامة، واعطى حينها أمثلة كانخفاض سعر بطاقة السفر الى افريقيا في الدرجة السياحية نحو 100 دولار اميركي، وحوالي 85 دولاراً الى باريس أو لندن، وهذا يعني أن تذكرة السفر انخفض سعرها الحقيقي بين 8 و10 في المئة. أي أن المسافر الذي كان يدفع ألف دولار ثمناً لتذكرة السفر الى باريس اصبح يدفع اليوم 900 دولار ومن كان يدفع 300 دولار للسفر إلى مصر أصبح يدفع اليوم نحو 255 دولاراً.
أما السؤال عمّا إذا كان خفض أسعار تذاكر الطيران سيؤثر بشكل مباشر على نشاط حركة السياحة والسفر، فيجيب عليه الحوت، بأن حركة السياحة والسفر الى لبنان لن تتأثر بخفض أسعار تذاكر “طيران الشرق الأوسط” أو غيرها من الشركات، ولن تشهد أي تغيير إيجابي، “باعتبار أن موضوع السياحة والسفر لا يتعلّق سوى بالوضع الأمني فحسب. فعندما يستقر البلد أمنياً وسياسياً يمكن حينها أن نشهد نشاطاً في حركة السياحة والسفر”.
وعن خفض أسعار العلاوات على اسعار بطاقات السفر وليس البطاقات بحد ذاتها أوضح الحوت في حديث إلى “المدن” أن الشركة عمدت الى خفض الأسعار بالنسب التي تتلاءم مع المكاسب التي تجنيها من انخفاض سعر النفط عالمياً. أي أن “الميدل ايست” حوّلت المبالغ التي جنتها من فارق سعر النفط الى المستهلك بشكل مباشر. وذكّر الحوت بأن الشركة كانت السبّاقة بين شركات الطيران العالمية الى خفض اسعارها بما يتناسب مع أسعار النفط الجديدة.
رأي الحوت بعدم تأثر حركة السياحة والسفر بانخفاض أسعار تذاكر السفر يخالفه رأي نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبّود، الذي اعتبر في حديثه الى “المدن” أن خفض سعر التذكرة سينشّط حركة السياحة في لبنان “وهي خطوة مشجعة نأمل أن تنسحب على بقية شركات الطيران العاملة في لبنان”.
وللتوضيح أكثر، فإن تحديد سعر بطاقة السفر يتم وفقاً لعوامل عديدة وليس وفقاً لارتفاع أو انخفاض سعر الكيروسين (الكيروسين Kerosene هو وقود الطائرات ويتم استخراجه بعد تكرير النفط) فحسب، وأبرز تلك العوامل هي مسافة الرحلة وفئة المقعد الذي يختاره الراكب والجهة المقصودة، ووجبات الطعام، والصيانة والضرائب الملاحية وتكاليف أفراد الطاقم وكلفة استهلاك الطائرات، إلى جانب كلفة الكيروسين.
يذكر أن سعر الكيروسين لا ينخفض بالسرعة نفسها لسعر برميل النفط الخام، إذ يكون انخفاضه أقل دائماً بنسبة 10% عن نسبة انخفاض سعر برميل النفط الخام.