أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أنّ الفراغ في سدّة الرئاسة يؤدي يومًا بعد يوم الى تآكل الدولة رويدًا رويدًا والى الإنكماش الإقتصادي عدا عن اليأس والقرف التي يشعر بهما الواطن اللبناني.
كلام جعجع جاء في مؤتمر صحافي إثر إرجاء الجلسة 19 لإنتخاب رئيس للجمهورية الى 11 آذار المقبل لعدم اكتمال النصاب، حيث لفت الى أنّه كان يجب على الكتل أن تنتخب رئيسًا من اليوم الأول، محمّلاً المسؤولية للكتل التي لا تحضر ممّا يتسبّب بهذه التداعيات.
وأضاف: “لم نخسر بعد لبننة الإستحقاق الرئاسي، وباستطاعتنا استردادها إذا نزل الـ128 نائبًا الذين انتخبهم الشعب اللبناني في لبنان الى المجلس وينتخبوا الرئيس الذي يريدونه، ولكنّهم عمليًا لا يريدون ذلك لمصالح ما في إحدى زوايا اللعبة الإقليمية أو الدولية”.
جعجع أكّد أنّ نقطة البداية هي بانتخاب رئيس للجمهورية من دون أن نجهد بأشياء أخرى، وردّ على سؤال بأنّه لا يرى حلاً في الوقت الحاضر إلا إذا أرادت إحدى الكتلتين المعطلتين المشاركة في الجلسة المقبلة، إلا أنّه استبعد ذلك.
وجدّد التأكيد على أنّ الحوار مع “التيار الوطني الحر” مستمرّ وأنّ “القوات اللبنانية” تضع كلّ جهدها لإنجاحه، لافتًا الى أنّ الاختلاف كبير في ملف الرئاسة، لذا تمّ وضعه جانبًا لعدم عرقلة المشاريع الأخرى، وأنّه تم اجتياز جزء كبير من الحوار.
ولفت الى أنّه على الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عدم انتظار أي اتفاق إقليمي أو خارجي، داعيًا إيّاه لإرسال كتلته الى الجلسة المقبلة وانتخاب رئيس للجمهورية . وقال: “نتفق مع نصر الله على أنّ الإرهاب وإسرائيل عدوان للبنان ولكن لا نتفق معه على مصادرة القرار الإستراتيجي للدولة اللبنانية”.
وعن الكلام الأخير لنصرالله بشأن الوضع في سوريا، سأل: “كيف يعتبر نصرالله أنّ ما يحصل في البحرين قمع، في حين أنّ جيش النظام السوري يقتل المئات من شعبه بالقذائف والبراميل ويعتبره حربًا ضدّ الإرهاب”؟
وردًا على سؤال، قال: “كيف يمكن أن نتعامل مع السرطان الأساسي وهو النظام السوري لمحاربة السرطانات الأخرى التي تفرّعت عنه؟ إنّ 60 إلى 70% من الشعب اللبناني على الأقل يعتبر أنّ النظام السوري عدوًا وأنّ الحكومة السورية غير موجودة”.
وجدّد جعجع التعازي الحارة للشعب المصري رئاسة وشعباً بالـ21 مصريًا قبطيًا الذين ذُبحوا على يد “داعش” في ليبيا، مطالبًا بوجوب القضاء على هذا التنظيم وعلى المجموعات المتطرّفة وعلى الأسباب الرئيسية أي تسوية الأوضاع السياسية في هذه الدول. وتابع: “حان الوقت لتحرّك جدي، فهناك نوع من تخاذل دولي في وجه كلّ ما يحصل”.
وإذ أكّد دعم مصر في طلب تشكيل ائتلاف للحسم في ليبيا، طالب جعجع المجموعتين العربية والدولية بالتحرك سريعاً في اليمن وفي ليبيا وخاصة لأنّ الوضع في اليمن ينذر بالأسوأ ويتجه للتحول إلى الوضع الليبي.