توجه الشركات الصينية للقطارات فائقة السرعة أنظارها إلى إبرام المزيد من العقود في الأسواق الخارجية .
وقال يوي وي بينغ, نائب رئيس شركة “سي إن آر” المحدودة, وهي إحدى الشركتين العملاقتين في الصين لصناعة معدات السكك الحديدية, والأخرى شركة “سي إس آر” المحدودة, قال إن شركته ستتخذ من الولايات المتحدة هدفا استراتيجيا قادما لها، وذلك بعد نجاحها في إبرام عقد مترو أنفاق بوسطن في الولايات المتحدة، حيث تعد هذه الصفقة الأولى من نوعها لدخول الشركات الصينية إلى السوق الأمريكي للنقل عبر السكك الحديدية.
وكانت شركة “سي إن آر” قد أبرمت في الـ 26 يناير الماضي, عقدا لتصدير قطارات مترو الأنفاق إلى الولايات المتحدة لتجهيز الخطين الأحمر والبرتقالي من مترو أنفاق بوسطن. وبموجب الاتفاق المبرم ستبيع الشركة الصينية 284 قطارا بقيمة 4.118 مليار يوان (حوالي 670 مليون دولار أمريكي) للجانب الأمريكي .
وبهذا, أصبحت شركات السكك الحديدية الصينية تغطي قارات العالم الست حالياً.
وأضاف يوي المسؤول عن أعمال الشركة الخارجية إن شركته تخطط أيضاً لإقامة قاعدة للبحوث والتطوير في الولايات المتحدة من أجل إنتاج بعض قطارات مترو الأنفاق محليا, لافتا إلى أن الشركة تبحث الآن عن فرص أكثر في مدن أمريكية أخرى مثل نيويورك وواشنطن.
تجدر الإشارة إلى أن الصين صدّرت معدات السكك الحديدية إلى أكثر من 80 دولة ومنطقة حتى الآن . ففي العام الماضي وحده, وصلت قيمة الصادرات الصينية من قاطرات السكك الحديدية إلى نحو أربعة مليارات دولار أمريكي, محتلة 10 بالمائة من حصة الأسواق في العالم.
وبالإضافة إلى ذلك, شاركت شركات صينية في إنشاء 348 مشروعا للسكك الحديدية خارج البلاد في عام 2014, حيث بلغ إجمالي العقود المبرمة 24.7 مليار دولار أمريكي. وبما في ذلك, وقعت شركتا “سي إن آر” و”سي إس آر” على مشاريع خارجية تبلغ قيمة عقودها ستة مليارات دولار أمريكي في العام الماضي, بزيادة أكثر من 60 بالمائة على أساس سنوي.
وقد أعلنت الشركتان اللتان تعتبران صانعين رئيسيين للقطارات فائقة السرعة الصينية عن اندماجهما يوم 30 ديسمبر الماضي ، لتصبحان بذلك شركة جديدة هي الأكبر من نوعها على مستوى العالم لصناعة معدات السكك الحديدية في العالم.
وفي السياق نفسه أشار الخبراء الاقتصاديون إلى أن الاندماج سيجنب قضايا التنافس الداخلي ويساعد على تشكيل قوة مشتركة لرفع التنافس الدولي خاصة في ظل شقّ القطارات الصينية فائقة السرعة طريقها نحو الأسواق الخارجية, حيث تجري الصين محادثات تعاونية بشأن مشاريع السكك الحديدية فائقة السرعة مع 28 دولة من بينها الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل وتايلاند .
من جانبه قال هان جيانغ بينغ, المتحدث باسم شركة الصين للسكك الحديدية, إن الصين وروسيا شكلتا فريق عمل لدفع مشروع يربط العاصمة الروسية موسكو مع كاشغار في منقطة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين.
وأكد هان أيضا أن الشركة قد أسست شركة دولية محدودة في شهر ديسمبر الماضي, مشيرا إلى أن إقامة الشركة الجديدة تستهدف بناء منصة تُمكن من تعزيز الاتصالات مع نظراء دوليين في مجال السكك الحديدية.
ومن جهة أخرى, قال لي ون, نائب المدير العام لقسم الشؤون التجارية في بنك الصين للتصدير والاستيراد , إن البنك يشارك في تعزيز مجموعة من مشاريع السكك الحديدية، ومن ضمنها مشروع للخط الحديدي فائق السرعة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة, مضيفا أن البنك قد قدم 13 مليار دولار أمريكي من القروض إلى 35 مشروعا خارجيا ذي صلة بتصدير معدات السكك الحديدية وإنشاء الخطوط الحديدية حتى نهاية شهر يناير من العام الجاري.