من المتوقع أن تتنافس شركات السلاح العالمية على إبرام تعاقدات جديدة عندما يفتتح أكبر معرض للسلاح في الشرق الأوسط في أبوظبي الأسبوع المقبل مع إقبال دول الخليج على شراء السلاح في ضوء أحداث العنف التي هزت استقرار المنطقة.
والشرق الأوسط هو أكبر سوق للسلاح إذ تنفق دوله مليارات الدولارات كل عام على شراء العتاد الحربي الجديد من طائرات دون طيار إلى المقاتلات النفاثة إلى الصواريخ الموجهة.
وتعرض نحو 1200 شركة من 55 دولة أحدث منتجاتها من المعدات العسكرية وتقنياتها في معرض الدفاع الدولي (آيدكس) الذي يقام مرة كل عامين ويبدأ في أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة يوم الأحد.
ومن المرجح أن يشهد السوق تحولا في مشتريات السلاح مع سعي الدول لزيادة قدراتها في التصدي للإرهاب في أعقاب التهديدات المتواصلة التي تمثلها تنظيمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية التي ينتشر نفوذها سريعا وكذلك من تنظيم القاعدة.
وقال مصطفى العاني مدير قسم الأمن والدفاع بمركز الخليج للأبحاث إن هناك اتجاها “لإعادة التفكير في الاستراتيجية العسكرية في المنطقة للسنوات من الخمس إلى العشر المقبلة بداية من الآن بسبب مثل هذه التهديدات.”
وأضاف أن العديد من الدول تستثمر في العتاد الخاص بقوات العمليات الخاصة والطائرات دون طيار للتعامل مع التهديدات الجديدة.وللمرة الأولى في معرض آيدكس يخصص جناح خاص لعرض النظم الآلية يشارك فيه 33 عارضا.
ومن بين العارضين في معرض آيدكس كبرى شركات المعدات الدفاعية في الولايات المتحدة ومن بينها لوكهيد مارتن ونورثروب جرومان وبوينج وريثيون وفي أوروبا ومنها بي.ايه.إي وتاليس وداسو للطيران وفينميكانيكا.
* صفقات فرنسية
وقال ريتشارد أبو لافيا نائب رئيس وحدة التحليلات بمجموعة تيل “عدم الاستقرار الإقليمي أمر جيد عموما لمبيعات السلاح. فهذا المزيج من التهديدات العسكرية والثروة المحلية وعدم وجود بدائل مصنوعة محليا يجعل المنطقة الأفضل في العالم لمصدري السلاح.”
وحسب أحدث البيانات من معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام فإن الانفاق الدفاعي في الشرق الأوسط ارتفع بنسبة أربعة في المئة بالأسعار الحقيقية عام 2013 وبنسبة 56 في المئة فيما بين 2004 و2013 ليصل إلى ما يقدر بمبلغ 150 مليار دولار قبل عامين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري اتفقت مصر على شراء 24 طائرة مقاتلة رافال من شركة داسو الفرنسية فيما يمثل أول طلب من الخارج لشراء الطائرة وهو الأمر الذي قد يفتح الباب أمام إبرام المزيد من التعاقدات.
وتجري الإمارات محادثات لشراء 60 طائرة رافال وتدرس في الوقت نفسه خيارات لشراء المقاتلة الأوروبية تايفون من شركة بي.ايه.إي سيستمز. وقال مصدر دفاعي في الإمارات لرويترز “المحادثات تسير على نحو طيب مع الطرفين” وامتنع عن الخوض في التفاصيل.
كذلك فإن فرنسا وصلت إلى “المراحل النهائية” من مفاوضات لبيع 36 طائرة رافال لقطر حسب ما ذكره مصدر فرنسي رفيع في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وفي دول أخرى في منطقة الخليج تتنافس المقاتلة الأوروبية والطائرة اف-18 على صفقة من المحتمل أن تطلب فيها الكويت 28 طائرة. كما تجري سلطنة عمان مفاوضات لشراء طائرات.
وقال منظمو المعرض أن دولا في المنطقة تتطلع لشراء طائرات هليكوبتر ودبابات وطائرات دون طيار وذخائر لتعزيز أمنها وإن من المتوقع أن يتم توقيع عدد من الصفقات العسكرية خلال آيدكس.
وقال أبو لافيا إن المعرض ينمو إذ أن دول الخليج الغنية تدعم مشتريات الأسلحة التي تبرمها جيوش في دول أخرى ذات امكانيات أقل. وأضاف “صفقة طائرات رافال المصرية هي أفضل مثال على ذلك.”