IMLebanon

ماذا تحضّر “النصرة” و”داعش” عند الحدود الشرقية؟

arsal-jered

 

 

 

كتب محمد نمر في صحيفة “النهار”:

 

خلّفت ثلوج العواصف وأمطارها برودة على طول الحدود الشرقية الموازية لجرود القلمون، وآخر عملية تمثلت في سقوط مخطط “داعش” للتسلل إلى مراكز الجيش في رأس بعلبك قبل نحو شهر. ثم شهدت الجرود بعض التحركات بهدف ضرب مواقع “حزب الله”، تم الرد عليها سريعاً بقصف الجرود.

 

منذ ذلك الوقت الجبهة نائمة، وقد حذر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله من مرحلة ما بعد ذوبان الثلوج. ولا تخفي مصادر سورية مقربة من “جبهة النصرة” أنّ “هناك تطورات يتم التحضير لها”، مشددة على أن “هم النصرة الأول هو ألا تسمح للحزب بالوصول إلى الجرود”.

 

وسط حديث عن نية لدى المسلحين لدخول لبنان وخوض المعارك هناك، تستبعد المصادر “لجوء النصرة إلى اشعال معركة في أي مدينة في لبنان، وتعتبر أن معركة يبرود كانت آخر معارك المدن، وتزيد استعدادها لمعارك العصابات التي تهدف إلى ضرب مناطق “حزب الله”، مثلما حصل في جبل محسن”، في اشارة إلى التفجير الانتحاري الاخير في الجبل. وتذكر بما قاله أمير “النصرة” أبو مالك الشامي قبل أشهر إن “هناك جنودا له في لبنان ينتظرون الأوامر، ومن الطبيعي أن يزيد الضغط على لبنان عندما يزداد الضغط على القلمون وجرودها”.

 

يقتصر الوضع الراهن على العمليات العسكرية الخاطفة ومعركة نصب المكامن، لكن ماذا عن تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي بات عديد افراده خلال أقل من شهر أكثر من 1000 عنصر؟ ألا يسعى إلى دخول لبنان؟ تجيب المصادر: “الدولة لديها نية السيطرة على سوريا ولبنان وفلسطين والاردن، وعناصرها يحسبون أنفسهم انهم المسلمون والمحقون الوحيدون”. وتضيف: “الله يبعد الدولة الاسلامية عن المعركة كلها في الجرود، لان دخولها عبء على لبنان والنصرة في الوقت نفسه، فهي تحاول السيطرة على مناطق من أجل دولتها البغدادية، فيما النصرة ستكون بالمرصاد”.

 

تعتبر المصادر أن الحديث عن دخول “داعش” إلى لبنان من أجل الحصول على مرفأ بحري “افراط في تضخيم الامور”، وتقول: “في حال لم يتوافر للدولة الاسلامية اشخاص من لبنان يفتحون لها الطريق، فلن يستطيع دخول لبنان أبداً، فعناصر “داعش” لا تملك المعرفة الحقيقية بمعارك الجبال، وليست قادرة على مثل هذا الحمل”.

 

وعلى رغم تفوق “داعش” بأعداد العناصر على “النصرة” في الجرود، تعتبر المصادر أن “النصرة في شكل عام هي الأقوى في القلمون، لأن لديها أكثر من 4 آلاف مقاتل، موزعين بين الجرود والقلمون الشرقي والزبداني ووادي بردى، فيما “داعش” يسعى إلى زيادة عديده ليحاول الدخول في عملية قتال في اتجاه القلمون”. وكانت معلومات سابقة ترددت عن أن “داعش” لا يمكنه أن يخطو خطوة إلى الأمام من دون السيطرة على احدى بلدات القلمون وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، تؤمن له الامداد اللازم الذي يضمن له البقاء اذا طالت المعارك.

 

لا تخفي المصادر أن التشنج بين “النصرة” و”داعش” يزداد يومياً، “وتدور نقاشات محتدمة ومحاولة للعب على جنود النصرة حتى يبايعوا “داعش”، لكنها تعيد سبب عدم القتال إلى “سياسة أبو مالك الشامي في استيعابهم”، وتؤكد أنه “ما إن تطلق داعش الطلقة الأولى فان المعركة ستتحول إلى حرب قاسية”، معربة عن أسفها “لدعم الاعلام لداعش بطريقة غير مباشرة”.

 

ليس لدى المصادر المعطيات الكافية عن العسكريين المخطوفين، وجلّ ما تعرفه أنه “بعد العملية الأمنية في سجن رومية، تشكلت هيئة شرعية وصدر الحكم باعدام العسكريين، لكنه تأجل وعلّق بعد نتائج عملية جبل محسن التي كانت السبب الرئيسي في تأخيره”، مؤكدة أن “جميع المخطوفين بخير”.

 

وبحسب المصادر، فإن “النصرة اوقفت المفاوضات على المخطوفين، ولن تعود إلا بإخراج المعتقلين والمعتقلات الذين طالبت بهم”، فيما يتحدث مسؤولون أمنيون في لبنان عن عمل مستمر، فضلا عن تردّد معطيات عن مفاجآت ايجابية قريبة، نافية أن “يكون قد ألقي القبض على شقيقة ابو مالك الشامي”.

 

وعندما وصفنا أعمال “النصرة” بالارهابية لأنها تقتل المدنيين، علقت المصادر بالقول: “جبهة النصرة احرص ما تكون على الارواح، الا ممن ثبت تلطّخ ايديهم بالدم المسلم ولم يعد خفياً اشتراك الحزب في قتلنا، وبالتالي فإن موقع الحزب الاساسي في لبنان وضربه أمر طبيعي، فالنصرة لم تقدم على ضرب مناطق مسيحية او يهودية في لبنان، بل مناطق علوية وشيعية، وهذا قصاص”.