أسف المطارنة الموارنة لاستمرار البلاد من دون رئيس للجمهورية وتخلّف المجلس النيابي عن انتخابه كما يوجب عليه الدستور وقد بات انتخابه أكثر من ضرورة بسبب ما آلت إليه أحوال الوطن والحكم ولدخول البلاد مرحلة جديدة على صعيد الأزمة الحكومية، هي أشبه بحال الآبار المشققة التي لا ينفع معها أي علاج.
المطارنة، وفي بيان إثر اجتماعهم الدوري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، سألوا “ما البحث عن مخارج من دون انتخاب رئيس سوى أخذ للبلاد الى مستقبل مجهول على الصعيد السياسي والى تفاقف الأزمة الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية فضلاً عن تهديدات الاوضاع الأمنية”؟
وجدّد الآباء ترحيبهم بجوّ الحوار القائم بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، على أن يكون هدفهم التوصل الى انتخاب رئيس للدولة لا الإحلال بديلاً منه، عبر الإتفاق على ملفات هي من مسؤولية الدولة من الدرجة الأولى. إنّ حوارًا حقيقيًا لا يجب أن يتخطّى اتفاق سبل التعاون لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة وإلا أسهم بدوره في تعزيز إضعاف الدولة.
وأثنى الآباء على دور الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية لما تفعله من تصدٍ للإرهاب والسهر على توفير الأمن للبنانيين، وحثّوا الجميع الى الوقوف بجانبها ودعمها بكل الوسائل التي تتيح لها القيام بالواجب الوطني المقدس، ما يقتضي رفع الوعي لدى جميع المواطنين والمسؤولية لدى السياسيين.
الآباء جدّدوا رفضهم لربط لبنان بالمحاور الإقليمية والإنخراط بما يجري فيها من أحداث مما يعني اختزالاً للبنان لخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني في فهمه الأصيل، وجدّدوا دعوتهم كلّ اللبنانيين الى وعي أهمية دور لبنان في هذه المرحلة بالإسهام في إخراج المنطقة من أزمة العيش معًا ولن يكون له هذا الدور إلا بإجماع اللبنانيين على الخروج من الخيارات الفئوية والمذهبية والإرتقاء الى مستوى الدولة الجامعة والحاملة رسالة الحرية والديمقراطية والسلام.
واستنكر المطارنة جريمة “داعش” الإرهابية في ليبيا بحق الأقباط الـ21 المصريين، ووصفوها بـ”البربرية” وغير الإنسانية، تقدّموا من عائلات الشهداء والكنيسة القبطية والشعب المصري بالتعازي الحارة، سائلين الله أن يقبل هذه الشهادة ويثبت المسيحيين المضطهدين في العالم بإيمانهم.