أكدت مصادر موثوقة لصحيفة «اللواء»، أن اللقاء بين رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون كان طيباً ولطيفاً في آن، حيث جرى بحث مجمل التطورات التي يشهدها الوضع الداخلي، لكن في إطار العموميات ولم يتم التطرق إلى تفاصيل القضايا والملفات التي يجري بحثها في إطار الحوارات الجارية، لكن التوافق كان واضحاً وصريحاً بين القطبين على أنه لا يجوز أن يستمر البلد من دون رئيس للجمهورية، وبالتالي لا بد من إنجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقت لما فيه مصلحة للبلد، وكذلك الأمر فإن الوضع الحكومي احتل حيزاً لا بأس به من اللقاء، بحيث أن الرجلين توافقا على أنه لا يمكن أن يكمل البلد في ظل حكومة مشلولة، وبالتالي لا بد من توفير كل الدعم المطلوب لهذه الحكومة لتتمكن من إنجاز مهمتها والعمل على إزالة العقبات التي تعترض طريقها. واستناداً إلى معلومات المصادر، فإن رئيسي «المستقبل» و«التغيير والإصلاح» أجمعا على ضرورة تأمين كل الدعم المطلوب واللازم للجيش والقوى الأمنية في المعركة ضد الإرهاب لحماية لبنان ودفع المخاطر عنه، وكان تأكيد على أهمية السعي للتوصل إلى استراتيجية ضد الإرهاب، لمواجهة المخاطر التي تتهدد البلد على أكثر من صعيد.
وتقول المصادر إن المجتمعين أعربوا عن دعم الحوارات القائمة بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» وبين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، لأنها أثمرت إيجابيات وساعدت على التهدئة وإزالة أسباب التوتر والتشنج المذهبي والطائفي السائدة، بحيث أثبتت جدواها وضرورة استمرارها وتوسيع مروحة الملفات التي تناقشها، وقد ظهر التفاهم واضحاً بين وفدي «المستقبل» و«حزب الله»، في جلسة الحوار السادسة، على وجوب المضي في سياسة الانفتاح والتهدئة ودعم الجيش في مهماته الأمنية، بالتوازي مع السعي للسير بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب التي طالب بها الرئيس الحريري وسانده فيها السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بذكرى الشهداء، مع التأكيد في المقابل على الاستمرار في معالجة بقية الملفات المتصلة بالشأن الأمني، سيما سرايا المقاومة التي يطالب «المستقبل» بوضع ملفها على الطاولة، في الجلسة السابعة المقررة في الأسبوع الأول من آذار المقبل، باعتبار أنه ما عاد ممكناً تقبل ممارساتها الميليشياوية في حق المواطنين، وتعمّد أفرادها استغلال شعار المقاومة للاعتداء على الناس في كراماتهم وأرزاقهم، لكن من دون أن يكون لـ«حزب الله» موقف واضح وصريح من هذا الموضوع حتى الآن.