خلال الفترة الماضية، ذاع صيت زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، أبو بكر البغدادي، ليصبح الرجل الأكثر شهرة في الشرق الأوسط والعالم. وقد كتب عن هذا الرجل العديد من السير الذاتية، التي تناولت حقائق حول حياته والعلوم التي تلقاها وغيرها.
إلا أنّ وكالة الاستخبارات الأميركية جمعت مؤخراً عدداً من المعلومات الاستخباراتية، وتوصلت من خلالها إلى استنتاجات عن شخصية هذا الرجل، والسبل التي أوصلته إلى ما هو عليه اليوم. ولم يستبعد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن يكون الرجل متعصباً دينياً يحلم بتدمير العالم، وفي الوقت ذاته أن يكون شخصاً مجنوناً.
ووفق المسؤولين، يعتقد أنّ البغدادي، الذي ولد في سامراء بالعراق، في الأربعين من عمره، وحصل على شهادته في التاريخ الإسلامي وعلى الأرجح الشريعة الإسلامية من جامعة بغداد. والبغدادي متزوج على الأرجح من سيدتين، ولديه عدد غير معروف من الأطفال. ولم يبد من المعلومات التي قدمتها الاستخبارات أنّ البغدادي سافر خارج سوريا والعراق في حياته.
ولعل الخلفية الدينية للبغدادي، وخبرته كقائد رفيع، إضافة إلى علاقاته الواسعة في التنظيم جعله يقفز إلى قائمة الشخصيات الأكثر شهرة في أيار 2010، بعد مقتل أهم زعيمين في تنظيم “القاعدة”.
ومن الصعب على ما يبدو أن يعود البغدادي إلى “القاعدة”، كما يقول المسؤولون، خصوصاً وأنّ تنظيم “داعش” بدأ يحظى بشعبية واسعة بين أوساط الجهاديين حول العالم.
ويحمل البغدادي أجندة سلفه الزرقاوي في تأسيس دولة الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا وما حولها، ولكن كما هو واضح من صراع التنظيم مع الوجود السنّي في المنطقة، يبدو أنّ البغدادي أكثر انتهازية من الزرقاوي.
ويعتمد البغدادي في قراراته على مجموعة من المساعدين الموثوق بهم، ولكن لديه أيضاً عدداً من القادة العسكريين الذين يتخذون القرارات المهمة من مواقعهم من دون الرجوع إليه.
ويرى مسؤولو الاستخبارات الأميركية أنّ البغدادي من القلة الذين تبنوا استخدام الطرق الشنيعة في إرهاب المدنيين الذين يعيشون تحت حكم “داعش”، ويعتمد في تمويل المجموعة على أساليب مشابهة لتلك التي تتبعها العصابات المنظمة.