IMLebanon

السفير: العونيون لا يمانعون “الرايات” في طرابلس

michel aoun

مع تعيين محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا المقرب من “التيار الوطني الحر”، وجدت قيادة التيار أن الوجود الدائم للمحافظ الجديد في سرايا طرابلس وتواصله اليومي مع مختلف المكونات في عاصمة الشمال، سيؤدي الى كسر الجليد الذي كان تراكم خلال السنوات الماضية بين أكثرية الطرابلسيين وبين التيار على خلفية التعاطي السياسي لقيادته مع الوضع الطرابلسي والتي كان يعتبرها أبناء المدينة بأنها ظالمة حينا ومجحفة أحيانا.

وفي الوقت الذي قرر فيه العماد ميشال عون الحوار مع “القوات اللبنانية”، والانفتاح على الرئيس سعد الحريري و “تيار المستقبل”، كان يضع نصب عينيه تعزيز حضور تياره في طرابلس، سواء من خلال المحافظ نهرا، الذي من المفترض أن يكون الآمر الناهي من النواحي الادارية، أو عبر قيادة التيار التي تنشط في التواصل مع كل الأطراف السياسية في المدينة.

ولعل تركيز عون على طرابلس يأتي من الموقف السلبي السائد في المدينة تجاه “القوات اللبنانية” على خلفية اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، فضلا عن الغياب والانقطاع الدائمين لنائب “الكتائب” سامر سعادة المحسوب عدديا على المدينة، الأمر الذي يقنع عون بأن لدى تياره فرصة سانحة لتعزيز حضوره على المستوى الشعبي في الفيحاء كخيار سياسي مسيحي لأبنائها، بعدما نجح خلال الفترة الماضية في التواصل مع كل مكوناتها السياسية.

لم تساعد “كاريزما” المحافظ نهرا وشخصيته “التيار الوطني” على كسر هذا الجليد، أو تخطي بعض العقبات. وقد جاء تعاطيه الارتجالي مع قضية إزالة الرايات الاسلامية من ساحة عبدالحميد كرامي ليرفع من منسوب النقمة في المدينة.

وقد سعى منسق التيار في طرابلس طوني ماروني لاحتواء الزوبعة التي أحدثتها قضية الرايات، ووقف الى جانب الهيئات الاسلامية المطالبة ببقائها، معلنا أن “طرابلس قلعة المسلمين” وهي نموذج يحتذى للعيش المشترك والتنوع، وأن لفظ الجلالة المرفوع في الساحة لا يثير حفيظته ولا تخيفه كمسيحي.

وقد استكمل ماروني ذلك بالتواصل مع الهيئات الاسلامية، حيث عقد اجتماع في منزل رئيس “هيئة علماء المسلمين” الشيخ سالم الرافعي.

وعلمت “السفير” أن هناك مشاورات لقيام وفد من “الهيئة” بزيارة عون في الرابية، خصوصا أن الرافعي كان سلم ماروني هدية عبارة عن كتاب طلب منه تسليمه بشكل شخصي الى عون ونقل تحياته له.

ويقول ماروني لـ “السفير”: نحن منفتحون، ولدينا صداقات وعلاقات مع الجميع من دون استثناء.

وأكد أن “العلاقة الجيدة مع المدينة ناتجة عن سلوكنا في التيار ولا تدخل ضمن حسابات الربح أو الخسارة”.