طوني رزق
تُعتبر اليابان مثالاً يُحتذى به في استفادة الدول التي تعتمد على استيراد النفط من الهبوط الكبير للاسعار. فقد أعلنت تراجع عجزها التجاري الخارجي 60 في المئة في الشهر الماضي. كذلك، فإنّها تأثرت من جهة أخرى إيجاباً من انخفاض عملتها لدعم صادراتها.
انخفض العجز في الميزان التجاري الياباني نحو 60 في المئة خلال شهر كانون الثاني 2015 مقارنة مع الفترة نفسها في العام 2014. وجاء ذلك تحديداً جراء انخفاض اسعار النفط اضافة الى تحسّن الصادرات اليابانية على خلفية تراجع سعر صرف الين الياباني مما دون الـ90 يناً للدولار الواحد الى ما يقارب الـ119 يناً. وانخفض العجز التجاري من 2.8 تريليون ين في كانون الثاني 2014 الى 1.18 تريليون ين الشهر الماضي.
والشهر الماضي هو الشهر الـ31 الذي تسجّل فيه اليابان عجزاً تجارياً متواصفاً. وقد بدأ العجز يظهر بعد أن أغلقت منشآتها النووية عقب الكارثة التي ضربت منشأة فوكوشيما في العام 2011. ودفع ذلك الى ارتفاع كبير في حجم الاستيراد الياباني من النفط للتعويض عن فقدان قدراتها في إنتاج الطاقة.
واستفادت اليابان ايضاً من انخفاض كلفة استيراد سلسلة من السلع الاخرى نتيجة تراجع اسعار السلع عموماً. وكانت سياسات جريئة لتحفيز النموّ الاقتصادي ودعم شبه االتضخم ساهمت في خفض اسعار الين الياباني مقابل ارتفاع قوي للدولار الاميركي.
واستفادت اليابان ايضاً من تحسّن الاقتصاد الاميركي مع زيادة صادراتها الى الولايات المتحدة الاميركية. فزادت الصادرات الى السوق الاميركية بنسبة 16.5 في المئة خلال الشهر الماضي مقابل تراجع الاستيراد من هذه السوق بنسبة 1.4 في المئة.
فجاءت النتيجة فائضاً في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة الاميركية قيمته 545.4 مليار ين او 4.6 مليارات دولار اميركي. وفي المقابل وعلى رغم تحسّن التجارة اليابانية الخارجية مع الصين إذ زادت الصادرات 16.5 في المئة مقابل تراجع الاستيراد 1.4 في المئة فإنّ العجز التجاري مع الصين بقي نحو 6.2 مليارات دولار مع تراجعه بنسبة 30 في المئة.
وانعكس التحسّن في الميزان التجاري الياباني ارتفاعاً كبيراً في أسواق الاسهم في بورصة طوكيو التي ارتفعت الى أعلى مستوى لها في 15 عاماً. وكانت الصادرات اليابانية الاكبر في قطاع صناعة الآلات والالكترونيات والسيارات.
وعلى غرار اليابان سوف تستفيد دولٌ كثيرة مستورِدة للنفط من تراجع الاسعار ومنها لبنان مع تراجع كلفة المحروقات المستوردة للاستهلاك أكان على مستوى الآليات او على مستوى شركة كهرباء لبنان. غير أنّ لبنان لن يستفيد من اسعار صرف الليرة التي تشهد ارتفاعات في مقابل العملات الرئيسة الاخرى على خلفية ربطها الثابت بالدولار الاميركي…
حركة الأسواق المالية
عادت اسعار النفط للتراجع الحاد امس الخميس بعد بيانات اظهرت ارتفاع حجم المخزنات الاستراتيجية الاميركية من النفط. وتراجع سعر النفط الاميركي في نيويورك امس بنسبة 4.16 في المئة كما في تداولات بعد الظهر الى 49.99 دولاراً للبرميل. كما تراجع سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 2.54 في المئة الى 58.99 دولاراً للبرميل. وجاء ذلك مع توقع ارتفاع كبير في مخزونات المملكة العربية السعودية ايضاً.
لكنّ أسعار الذهب ارتفعت بعد اجتماعات الاحتياطي الفدرالي الاميركي وظهور اتجاه لتأجيل رفع اسعار الفائدة في الولايات المتحدة الاميركية. فزاد سعر اونصة الذهب 1.40 في المئة الى 1216.90 دولاراً. كما زادت اونصة الفضة بنسبة 2.15 في المئة الى 16.615 دولاراً.
وفي اسواق الاسهم فتحت بورصة وول ستريت الاميركية على تراجع طفيف نتيجة تراجع اسعار النفط واستمرار القلق بشأن اليونان فانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.10 في المئة الى 18029.85 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.03 في المئة الى 2099.68 نقطة لكنّ مؤشر ناسداك كان مرتفعاً بنسبة 0.14 في المئة الى 496.36 نقطة.
وفي اوروبا كان الوضع افضل امس مع طلب اليونان تأجيلاً لاستحقاقات تسديد ديونها. فزاد مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.16 في المئة الى 10978 نقطة. كما زاد مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.33 في المئة الى 4814.79 نقطة. وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.11 في المئة الى 6890.42 نقطة.
وبعد بيانات الصادرات اليابانية القوية ارتفعت بورصة طوكيو لأعلى مستوى لها في 15 عاماً فزاد مؤشر نيكي 0.36 في المئة الى 18264.79 نقطة. وزاد مؤشر الصين 0.78 في المئة الى 324745 نقطة. كما زاد مؤشر هونغ كونغ بنسبة 0.19 في المئة الى 24832.08 نقطة.
تداول كبير في أسهم «عودة»
اما في بورصة بيروت الرسمية فارتفع حجم التداولات بشكل لافت امس الى 18858600 سهم قيمتها 122.616.194 دولاراً اميركياً مع تبادل 62 عملية بيع وشراء داخل الردهة تناولت ستة اسهم مختلفة.
وجرى تبادل 137055 سهماً لبنك بيبلوس بسعر تراجع 1.17 في المئة الى 1.68 دولار. وتراجعت اسهم شركة سوليدير الفئة (أ) 0.63 في المئة والفئة (ب) 1.07 في المئة الى 11 دولاراً و11.03 دولاراً على التوالي. وتراجعت اسهم عودة العادية 1.51 في المئة الى 6.50 دولارات.
اما الصفقة الكبيرة فجرت على اسهم عودة العادية بسعر 6.51 دولارات حجمها 18.0649.065 سهماً وقيمتها 121.405.413.75 دولاراً. وفي صفقة مباشرة سجلت في البورصة.
وفي اسواق الصرف العالمية، تراجع سعر صرف اليورو 0.06 في المئة الى 1.1288 دولار، وزاد سعر الدولار بنسبة 0.10 في المئة الى 118.90 يناً وذلك على رغم الاتجاه الى تأجيل رفع اسعار الفائدة الاميركية الامر الذي ضغط على سعر الدولار أمس عالمياً.