إيلي قهوجي
أجواء البلبلة السياسية المخيّمة على البلاد، وما يواكبها من حديث عن تطورات أمنية خطيرة قد تواجهها بعد ذوبان الثلوج عن سلسلة جبال لبنان الشرقية، أبقت الأسواق المالية على حالها من الحذر آخر أيام الأسبوع. وهكذا ظلت مقاربة المتعاملين في بورصة بيروت الصكوك المدرجة على لوائحها مترددة في كل ما يتعدى الحالات التي تتكرر يومياً من حيث تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات قليلة منها، أو استثنائياً من خلال صفقات خاصة تتناول تبادل كميات أكبر دفعة واحدة وبأسعار تتحدد بالتراضي. وأدى ذلك امس الى اقتصار النشاط في المجال الأول على أسهم “سوليدير” و”بنك عوده” وفي المجال الثاني على شهادات إيداع هذا المصرف اذ تبودلت 78284 شهادة بعد الاقفال بسعر تحدد بـ7,60 دولارات، علماً أنه في المجال الأول تبودل من هذه الشهادات 2000 وفقاً لقاعدة العرض والطلب بـ6,76 دولارات للشهادة في مقابل 7,25 دولارات الأربعاء الى 5350 سهماً مدرجاً عائدة الى “عوده” بـ6,59 دولارات في مقابل 6,50 أول من أمس و7,50 سهماً تفضيلياً – F بـ103,00 دولارات في مقابل 102,80 في قطاع المصارف الى 7424 سهماً فئة “أ” من “سوليدير” بـ11,22 في مقابل 11,00 دولاراً و2083 سهماً فئة “ب” بـ11,19 في مقابل 11,03 دولاراً أول من أمس. وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم بنك” للأسهم اللبنانية بارتفاع طفيف نسبته 0,01 في المئة على 1201,86 نقطة في سوق أقل نشاطاً تبودل فيها 113891 صكاً قيمتها 948746 دولاراً في مقابل تداول 18,858,600 صك قيمتها 122,616,193 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، خيّم تفاؤل حذر على أسواق المال العالمية في انتظار ما سيفضي اليه اجتماع الفرصة الاخيرة بين أثينا ودائنيها الذي انعقد امس في بروكسيل في ظل تباين التوقعات لما سيفضي اليه من نتائج راوحت بين التوصل الى مخرج لأزمة الديون في ضوء مقترح يوناني تحفظت عنه ألمانيا وغيرها من الدول، فيما رأى فيه آخرون “إشارة طيبة” تسمح بالعودة عن التدابير التقشفية المتشددة مع الحصول على التمويل الكافي لمدة ستة أشهر بما يجنبها التوقف عن ايفاء ديونها، وخروج أثينا من الوحدة النقدية الأوروبية، وكل ذلك بمواكبة تدخلات سياسية على أعلى المستويات. وفي انتظار ذلك، تجاهل المستثمرون ما صدر من بيانات اقتصادية على جانبي الأطلسي أمس (ارتفاع مؤشر مديرية المشتريات في قطاع الصناعة في منطقة الأورو في 52,6 نقطة في كانون الثاني الى 53,5 في شباط وفي الولايات المتحدة من 53,9 نقطة الى 54,3 في الفترة عينها، وتراجع أسعار الانتاج في ألمانيا بنسبة 0,6 في المئة شهرياً و2,2 في المئة سنوياً في كانون الأول)، فنشطت المضاربات تارة ضد الأورو دافعة به نحو عتبة الـ1,13 دولار وطوراً لصالحه فوق عتبة الـ1,14 دولار ليقفل في نيويورك بـ1,1385 دولار في مقابل 1,1360 أول من أمس، بعدما تردد ان اليونان توصلت الى اتفاق مع دائنيها بتمديد برنامج انقاذها المالي أربعة أشهر بدل ستة على ان تشرح لدائنيها الاثنين الاجراءات الضامنة لذلك. وسبق ذلك تردد الأسهم الأوروبية في اتخاذ اتجاه واضح خلافاً للاميركيين التي تفاعلت ايجاباً مع هذا التطور ليقفل داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 154,67 نقطة على 18140,44 نقطة و31,27 نقطة على 4955,97 نقطة توالياً.