يبقى الاتجاه العالمي هو اعتماد سياسة ربط العملة المحلية بعملات قوية اخرى وابرزها الدولار الاميركي. لكن ذلك يضعف قدرة البنوك المركزية على التحرك بسهولة لمعالجة المشاكل الداخلية فتبقى تحت رحمة السياسات النقدية الاميركية. لكن ربط العملة يحافظ على الاستقرار وخصوصا على مستوى التجارة الخارجية.
مع صعود وتقهقر مراكز القوة في العالم، تتحرك تقلبات اسعار العملات بوتيرة قياسية. وبالعادة ترتفع عملة دولة ما اذا كانت نقطة جذب للاستثمارات الخارجية. في المقابل، تتراجع هذه العملة في فترات عدم الاستقرار والاضطرابات على اختلاف اشكالها.
وتؤذي هذه التقلبات الحادة الشركات التي تشتري وتبيع في الاسواق الخارجية. ولكي تتجنّب الدول هذه الاضرار يثبّت الكثير منها (اكثر من 50 في المئة من الدول) سعر صرف عملاتها لربطها بعملات اخرى وأبرزها الدولار الاميركي بالدرجة الاولى ثم باليورو في حالات اخرى اقل انتشارا.
ومنذ الثمانينات ربطت الليرة اللبنانية بالدولار الاميركي، كذلك ربط دولار هونغ كونغ بالعملة الاميركية منذ العام 1983. وللسماهمة في تثبيت سعر صرف العملة، تسعى البنوك المركزية ال ضبط البيع او الشراء في اسواق الصرف.
لكن اذا ما ارتفع منسوب الضغوط على العملة الوطنية قد تضطر البنوك المركزية للتخلي عن ربط العملة مع كل ما سوف يسفر عن ذلك من تداعيات سلبية. وفي هذا الاطار صدمت سويسرا اسواق الصرف. لكن اذا ما ارتفع منسوب الضغط على العملة الوطنية قد تضطر البنوك المركزية للتخلي عن ربط العملة مع كل ما سوف يسفر عن ذلك من تداعيات سلبية.
وفي هذا الاطار تحركت سويسرا افي 15 كانون الثاني 2015 مع تخليها عن ربط سقف تحرك الفرنك السويسري باليورو. وادى ذلك الى تحقيق البعض ارباح خيالية والبعض الآخر تكبد خسائر ضخمة. ثم تحرك انتباه العالم ازاء الدانمارك التي خفضت اسعار الفائدة لتعديل سعر صرف الكورونة.
انشغلت روسيا في الاشهر الاخيرة من العام 2014 بمحاولة دعم سعر صرف الروبل الذي سجل اكبر تراجع له في 17 عاما مع انخفاض اسعار النفط. وبعد انفاقها اكثر من 88 مليار دولار تخلت روسيا عن جهودها لربط الروبل بسلة من العملات الاخرى.
ومطلع العام 2015 خفضت كل من مصر ونيجيريا اسعار صرف عملتيهما. غير ان الاتجاه العالمي يبقى معاكسا اذ تسعى اكثرية الدول الى الاستمرار بربط عملاتها، اذ تراجعت نسبة الدول التي تفضل حرية تحرك اسعار صرف العملة من 40 في المئة في 2008 الى 34 في المئة في العام 2014.
تضع سياسة ربط العملة البنك المركزي تحت رحمة السياسات النقدية لدولة اخرى. ولا يبقى امامها سوى التصرف باسعار الفائدة. وعليه، لن يعود في استطاعة البنك المركزي استخدام السياسات النقدية بحرية وبفعالية للتجاوب مع المشاكل الداخلية، مثل ضرورة خلق الوظائف الجديدة او ضبط الاسعار في السوق المحلية.
حركة الاسواق المالية
جرى تبادل 21 عملية بيع وشراء في بورصة بيروت الرسمية امس مع تداول خمسة اسهم ارتفعت منها اربعة وتراجع سهم واحد في جو بارد قلّل من الاقبال في الاسواق المالية عشية عطلة الاسبوع. وتراجع سعر سهم عودة فئة (GDR) بنسبة 6.75 في المئة و6.76 دولار، والفئة (ب) 1.45 في المئة الى 11.22 دولارا و11.19 دولارا على التوالي.
كما ارتفع سعر اسهم عودة العادية 1.38 في المئة الى 6.59 دولار، والفئة (F) بنسبة 0.19 في المئة الى 103 دولارات، فبلغ حجم التداول الاجمالي في البورصة امس 113891 سهما قيمتها 948746 دولارا.
في بورصة وول ستريت الاميركية، فتحت الاسهم على ارتفاع، فزاد مؤشر داو جونز 0.08 في المئة الى 17974 نقطة، وستاندرد اند بورز بنسبة 0.04 في المئة الى 2096 نقطة ومؤشر ناسداك 0.18 في المئة الى 4421 نقطة.
وقد زاد اقتراب موعد اجتماع يوناني مصيري من تحفظ المستثمرين واثرت بيانات المبيعات بالمفرق سلبيا على بورصات الاسهم الاوروبية، فتراجع مؤشر داكس الالماني 0.16 في المئة الى 10984.4 نقطة. وارتفع مؤشر فوتسي البريطاني 0.33 في المئة الى 6911.52 نقطة. في حين تراجع ايضا مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.11 في المئة الى 4828.09 نقطة.
تابع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو ارتفاعه ليقترب من اعلى مستوى له في 15 عاما فزاد 0.37 في المئة الى 18332.20 نقطة. كما زاد مؤشر شانغهاي للاسهم في الصين بنسبة 0.78 في المئة على 3247.43 نقطة. وارتفع مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ 0.19 في المئة الى 24832.08 نقطة.
تراجع سعر الذهب امس متجها الى تسجيل رابع اسبوع انخفاضي على التوالي بالتوازي مع المحادثات حول الملف اليوناني. فانخفض بنسبة 0.31 في المئة الى 1203.80 دولار للاونصة في تداولات بعد الظهر. لكن النقطة ارتفعت 0.02 في المئة الى 16.385 دولارا للاونصة. وتراجع النحاس 0.82 في المئة الى 2.5985 دولار.
الاسواق العالمية
في اسواق الصرف العالمية، هبط اليورو بنسبة 0.35 في المئة الى 1.1326 دولار وسط القلق الذي يسود اوساط المستثمرين في شأن المفاوضات
مع اليونان.
ومع تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.36 في المئة الى 1.5358 دولار، انخفضت العملة الاميركية بنسبة0.18 في المئة الى 118.72 ينا. وتراجع الدولار ايضا بنسبة 0.36 في المئة الى 1.2450 دولار كندي، وبنسبة 0.60 في المئة مقابل الدولار الاسترالي الى 0.7840 دولار. لكن الدولار ارتفع بنسبة 0.24 في المئة الى 1.2448 فرنك سويسري.