أوضح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ مخالفة الدستور والميثاق الوطني وصيغة العيش معا بلغت ذروتها في عدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ تسعة أشهر، وبالتالي في تعثر ممارسة صلاحيات المجلس النيابي، وأعمال الحكومة التي تختلط صلاحياتها الدستورية بصلاحيات رئيس الجمهورية هذه التي تتولاها بالوكالة، ولا مجال لممارستها إلا بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال لا بابتكار آليات تتنافى والدستور، وكأن الفراغ الرئاسي أمر عادي.
الراعي ترأس قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، وبعد الانجيل المقدس ألقى عظة بعنوان “إن شئت أنت قادر أن تطهرني” لفت فيها الى أنّ الطريق الأقرب والأسلم والأضمن لهاتين المؤسستين الدستوريتين من أجل استعادة مسارهما الطبيعي والدستوري، إنما هو انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، ما يقتضي السعي مع ذوي الارادات الطيبة ولدى الدول المعنية والصديقة لتسهيل إجراء هذا الانتخاب، وقال: “يجب أن نقرّ بالخطيئة السياسية، كما يجب أن نقر أنّ واحدًا يشفي هو يسوع المسيح”.
وأكّد لا أحد من البشر منزّه عن الأمراض الشخصية التي تظهر في نتائجها السيئة من خلافات ونزاعات الحياة الزوجية والعائلية والاجتماعية، كما تظهر في الممارسة السياسية السيئة، حيث تغيب خدمة الخير العام، ويحل محلها السعي إلى المصالح والمكاسب الشخصية والفئوية والمذهبية.