IMLebanon

صفقات مصرية لدعم الاقتصاد‮ :‬ المفاعل النووي‮ ‬وإستبعاد الدولار وتحلية مياه البحر

EgyptEconMoney
نعمان الزياتى

تمثل زيارة الرئيس بوتين للقاهرة مرحلة جديدة لتقوية التعاون الاقتصادي‮ ‬والعسكري‮ ‬بين البلدين خاصة لما تمتلكه روسيا من عناصر قوة قل أن‮ ‬يرصدها الخبراء في‮ ‬الشئون الدولية‮ ‬،‮ ‬فخلال السنوات الأخيرة شهدت روسيا تغييرات جذرية،‮ ‬حيث بدأت تنشط في‮ ‬التعامل مع مشاكل المجتمع الدولي،‮ ‬وتشارك بفاعلية في‮ ‬حل الأزمات العالمية،‮ ‬وحصلت على العضوية الكاملة في‮ ‬مجموعة الدول الصناعية المتقدمة‮. ‬كما تمكنت الشركات الروسية من تحقيق نمو كبير في‮ ‬رءوس اموالها وأنشطتها الاقتصادية والتجارية،‮ ‬وهو ما وفر الفرصة لكي‮ ‬تصبح روسيا لاعبا أساسيا في‮ ‬السوق العالمية‮. ‬وتنتهج روسيا اليوم سياسة حازمة بل متشددة في‮ ‬الحرص على مصالحها الوطنية وتتصدى لكل محاولات التدخل في‮ ‬شئونها الداخلية في‮ ‬المجالين السياسي‮ ‬والاجتماعي‮. ‬وفي‮ ‬المجال الاقتصادي‮ ‬تحتفظ روسيا بحقها في‮ ‬اختيار من تراه مناسبا للشراكة التجارية من دون أن تقسم بلدان العالم إلى‮ «‬بلدان حرة‮» ‬و»بلدان مارقة‮». ‬ولم تعد روسيا تكبد نفسها خسائر اقتصادية كبيرة مقابل أن‮ ‬يدين لها زعيم هذه أو تلك من الدول الأجنبية بالولاء السياسي‮. ‬ولم تعد تعتمد استراتيجية روسيا الجديدة في‮ ‬التعامل مع بلدان العالم على أسلوب المواجهة والصراع بين الشرق والغرب،‮ ‬بل أصبحت تحرص على تطوير التعاون السياسي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والثقافي‮ ‬مع دول الغرب والشرق على أرضية المنفعة المتبادلة‮. ‬وقد نبهنا في‮ ‬مقالات سابقة أن اقتصاد المصالح هو المسيطر على خريطة الاقتصاد العالمي‮ ‬،‮ ‬وأن اقتصاديات السوق تجعلني‮ ‬حرا في‮ ‬اختيار ما‮ ‬يناسب مصلحتى القومية‮ . ‬وحتى لحظة إرساء العطاءات النووية المصرية لإنشاء مفاعل الضبعة على شركة بكتيل الأمريكية‮ – ‬عارضنا بشدة هذا الاتجاه وأوضحنا في‮ ‬أكثر من مقالة تحت عنوان‮ « ‬هل تفوز روسياء ببناء المفاعل النووي‮ ‬المصري‮» ‬وأحصينا مميزات هذا الاتجاه حتى‮ ‬يقتنع صانع القرار بحسن توجهنا نحو الروس لبناء المفاعل النووي‮ ‬في‮ ‬الضبعة‮ . ‬فإبداء الاستعداد من قبل إحدى الدول المتقدمة صناعيا لتوريد المحطة النووية هو من أهم العوامل لتحقيق وتنفيذ أي‮ ‬مشروع نووى‮ . ‬فقد أصبح نقل التقنية النووية حاليا‮ ‬يرتبط أكثر وأكثر مع السياسات الدولية‮ ‬،‮ ‬على‮ ‬غير ما هو الحال بالنسبة للمجالات التقنية التقليدية‮ . ‬بالإضافة إلى أن استمرار توريد الوقود وتقديم خدمات دورة الوقود طوال عمر المحطة‮ ‬يعتبر واحدا من أهم النواحي‮ ‬الصعبة بل لعله من أصعب المسائل وأكثرها إثارة للتشكك‮ ‬،‮ ‬ويجب أن‮ ‬يكون موضعا للعناية الشديدة خاصة بعد أن أصبحت بعض خدمات دورة الوقود‮ ‬،‮ ‬مثل إثراء اليورانيوم وإعادة معالج الوقود المستنفد‮ ‬،‮ ‬احتكارا لعدد صغير من الدول كما تخضع لرقابة ولاتفاقيات حكومية خاصة‮ . ‬ويحتاج الأمر إلى فترة انتظار طويلة للحصول على هذه الخدمات بما‮ ‬يقتضي‮ ‬التزامات مالية مسبقة ونظم إدارة وتخطيط معقد‮ . ‬ولم‮ ‬يعد اليورانيوم اليوم متاحا في‮ ‬السوق المفتوحة كما استمر سعر العجينة الصفراء في‮ ‬سوق اليورانيوم في‮ ‬ارتفاع مستمر خلال السنوات الأخيرة‮ . ‬ومن ثم‮ ‬يجب تأمين توريد الوقود والحصول على خدمات دورة الوقود طوال عمر المحطة مما‮ ‬يقتضي‮ ‬ذلك الحصول على ضمانات كافية من المورد والمصنع قبل إنهاء إجراءات التعاقد على المشروع‮ . ‬فالروس أكثر وضوحا في‮ ‬تعاملاتهم مع مثل هذه البرامج المعقدة‮ ‬،‮ ‬ويعتبر موضوع توليد الكهرباء من المحطات النووية من الموضوعات الشائكة والمعقدة‮ ‬،‮ ‬ويصعب علي‮ ‬جهة معينة أن تلم بكل أبعاده وبحياد علمي‮ ‬،‮ ‬ورغم أن موضوع الطاقة النووية‮ ‬يعكس درجة تقدم المجتمع في‮ ‬المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية‮ ‬،‮ ‬إلا أن هناك مفارقة‮ ‬غاية الغرابة‮ ‬،‮ ‬حيث ان اقتصاديات الطاقة النووية هي‮ ‬من العلوم البعيدة عن الدقة‮ ‬،‮ ‬فهناك من العناصر التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن التحقق منها وتشمل تقدير رأس المال المستثمر‮ ‬،‮ ‬وتكاليف دورة الوقود‮ ‬،‮ ‬والمتغيرات الاقتصادية المختلفة وتكاليف تصفية المحطات النووية وتكاليف معالجة ودفن النفايات النووية‮ ‬،‮ ‬كذلك الفروض المستخدمة في‮ ‬الحسابات والتحاليل الاقتصادية‮ ‬،‮ ‬كلهاتؤدي‮ ‬في‮ ‬نهاية الأمر إلي‮ ‬أحكام مضللة‮ . ‬كما أن التقديرات التي‮ ‬تقدمها الشركات الصانعة للمحطات النووية أقل بكثير من التكاليف الفعلية‮ . ‬حيث انها لا تتضمن توريد كامل المعدات ولا الوقود ولا نقل ومعالجة النفايات ولا تصفية تلك المفاعلات،‮ ‬ولا حتي‮ ‬ضمان توريد الوقود علي‮ ‬مدار تشغيل المحطة النووية‮.‬

اليوم‮ ‬يسدل الستار على نهاية هذا الاختيار بصحة وجهة نظرنا منذ أكثر من عشرين عاما‮ . ‬اليوم روسيا بدأت تستعيد دورها كقوة عظمى بما لديها من رصيد حضاري‮ ‬وثقافي،‮ ‬وقد لعبت التغيرات الجذرية التي‮ ‬قامت الدولة بإدخالها على سياسات روسيا دورا أساسيا في‮ ‬تحقيق ذلك،‮ ‬وأصبحت روسيا الجديدة كطرف فاعل في‮ ‬المجتمع الدولي‮.‬

وتطمح روسيا اليوم لأن تشغل الصدارة في‮ ‬سوق الطاقة وخاصة الطاقة النووية والغاز لما‮ ‬يتوافر لديها من أكبر احتياطي‮ ‬عالمي‮ ‬من الوقود النووي‮ . ‬ومن اليورانيوم المخصب اللازم لتشغيل محطات الطاقة النووية،‮ ‬اضافة لما تملكه روسيا من تقنيات عالية وقليلة التكلفة في‮ ‬مجال بناء المحطات النووية‮ ‬،وأن نيتها الحسنة جاءت في‮ ‬اقتراح تقدم الرئيس الروسي‮ ‬بوتين بمبادرة في‮ ‬هذا المجال لقمة الثمانية الكبار التي‮ ‬انعقدت في‮ ‬سان بطرسبرج اقترح فيها شكلا ديمقراطيا وإنسانيا لتوفير الطاقة النووية لكل دول العالم حسب حاجاتها،‮ ‬وذلك عن طريق إنشاء مستودعات دولية للوقود النووي‮ ‬أشبه ببنك دولي‮ ‬يمنح هذا الوقود لمن‮ ‬يحتاج إليه لتشغيل محطات نووية.وذلك تفاديا لاحتكار دولة أو دول معينة لهذه الطاقة الجديدة وتفاديا لاندلاع نزاعات وحروب عليها مثلما‮ ‬يحدث الآن مع النفط،‮ ‬وتبرعت روسيا من خلال مبادرتها بأن تكون المساهم الأكبر في‮ ‬تمويل هذا البنك الدولي‮ ‬أو المحطات الدولية بالحصة الأكبر من الوقود النووي‮.‬لكن المشكلة تكمن في‮ ‬أن الدول الصناعية الكبرى لا تقبل بتسيّد روسيا لهذه السوق الواعدة القادمة‮. ‬كما وضح للجميع أن روسيا أصبحت على وشك التحكم في‮ ‬السوق العالمية للغاز الطبيعي‮ ‬وأصبحت تتحكم في‮ ‬أكثر من‮ ‬30٪‮ ‬من واردات أوروبا من الغاز باعتبارها تملك أكثر من ثلث الاحتياطي‮ ‬والانتاج العالمي‮ ‬من الغاز الطبيعي،‮ ‬لهذا جاءت استجابة روسيا لتوريد الغاز لمصر على رأس الاتفاقيات التى تم توقيعها‮ .‬

‮ ‬لا‮ ‬يوجد منافس لروسيا في‮ ‬السوق العالمية لبناء المحطات النووية نظرا للعروض الروسية المتميزة بانخفاض الأسعار بشكل كبير وللخبرة الروسية العالية في‮ ‬هذا المجال،‮ ‬بالإضافة لضمانات الصيانة الدائمة التي‮ ‬تقدمها روسيا ضمن تكلفة عقد البناء بخلاف الشركات الغربية التي‮ ‬لا تقدم هذه الضمانات،‮ ‬كما أن روسيا تملك أكبر احتياطي‮ ‬للوقود النووي‮ ‬في‮ ‬العالم والذي‮ ‬يضمن للدول المتعاقدة استمرار تشغيل المحطات بلا توقف‮. ‬ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية خافت كثيرا من التوجه الجديد لروسيا في‮ ‬هذا المجال،‮ ‬حيث سعت واشنطن خلال التسعينيات إلى توقيع اتفاق مع روسيا لاحتكار شراء اليورانيوم الروسي‮ ‬وبعرض مغر للغاية وكاد الرئيس الروسي‮ ‬السابق‮ ‬يلتسين أن‮ ‬يوافق على العرض الأمريكي‮ ‬لولا المعارضة البرلمانية التي‮ ‬تنبهت لخطورة الصفقة على مستقبل روسيا في‮ ‬السوق النووية القادمة فأوقفتها استنادا لقانون التجارة الخارجية الروسي‮ ‬الذي‮ ‬يمنع احتكار أي‮ ‬جهة أجنبية لأي‮ ‬منتج روسي‮. ‬علينا الآن ألا نضع حججا واهية تعرقل تنفيذ مشروعنا النووي‮ . ‬فانجازاتنا الكبرى ارتبطت بروسيا ومن ثم علينا أن نفضلها في‮ ‬إقامة المحطة النووية الأولي‮ ‬ثم نشرك الآخرين مثل ألمانيا ففرنسا فالولايات المتحدة في‮ ‬بناء المحطات التالية حتى نضمن نجاح هذا البرنامج وليس العكس حيث إننا فشلنا في‮ ‬المرات الأربع السابقة بسبب الولايات المتحدة‮ ‬،‮ ‬وأظن أن الفرصة مواتية لأن نختار حسب قواعد اقتصاديات السوق والتي‮ ‬تتزعمها الولايات المتحدة‮ ‬،‮ ‬فالولايات المتحدة الآن أمام اختبار حقيقي‮ ‬إزاء انتهاج الدول النامية لهذا النهج أو ذاك‮ ‬،‮ ‬قواعد اقتصاديات السوق تقول أن الأفضل لنا هو إرساء العطاء الأول لبناء المحطات النووية على روسيا لأسباب كثيرة‮ .‬ومن ثم هناك ضرورة لمشاركة الجانب الروسي‮ ‬في‮ ‬تنفيذ البرنامج النووي‮ ‬المصري‮ ‬،‮ ‬نظرا لتاريخ العلاقات المصرية الروسية وما أسفر عنها من مشاريع عملاقة ستظل محفورة في‮ ‬قلوب المصريين‮ ‬،‮ ‬ولعل السد العالي‮ ‬الذي‮ ‬اختير كأعظم عمل هندسي‮ ‬في‮ ‬القرن العشرين خير شاهد على هذا‮ . ‬

والشق الثاني‮ ‬الذي‮ ‬يجعلنا تفضل العرض الروسي‮ ‬هو التقدم الذي‮ ‬أحرزته في‮ ‬تحلية مياه البحر‮ ‬،‮ ‬حيث قطعت شوطا كبيرا تجاه التوسع في‮ ‬هذا المجال من ناحية تخفيض التكلفة والتقنيات المستخدمة مع بساطة المعدات وتركيبها وصينتها ونقلها من مكان لآخر‮ . ‬وقد تراكمت الخبرات الطويلة لدى مصممى محطات التحلية الضخمة مما‮ ‬يسمح لهم بحل أكثر المسائل تعقيدا مثل الحصول على المياه بدون أملاح من أجل المولدات البخارية وتحلية المياه المتضمنة للأملاح في‮ ‬المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء‮ . ‬كما تسمح هذه الخبرات في‮ ‬تصميم أنظمة مغلقة لاستخدام المياه مع التقليل الكبير لاستهلاك الطاقة والمواد الكيميائية وبالتالي‮ ‬التأثير الإيجابي‮ ‬في‮ ‬مجال حماية البيئة‮ .‬

والشق الثالث في‮ ‬التعاون الاقتصادى هو ما جاء عابرا من خلال التبادل عبر العملتين المصرية والروسية‮ ‬،‮ ‬وأنا أعتقد أن هذا التوجه بداية الالتحاق بمجموعة البريكس التي‮ ‬تناولناها في‮ ‬مقالات سابقة أيضا منذ إنشاء تلك المجموعة التي‮ ‬تضم كل من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا‮ « ‬وأشرنا إلى أهمية هذه المجموعة وخاصة بالنسبة لإفريقيا‮ ‬،‮ ‬فهى ــ شراكة من أجل التنمية،‮ ‬والتكامل،‮ ‬والتصنيع‮». ‬وهم‮ ‬يسعون إلى تعزيز المصالح الوطنية،‮ ‬ودعم الأجندة الأفريقية،‮ ‬وإعادة تنظيم البنية المالية والسياسية والتجارية على مستوى العالم ــ والواقع أن اقتصاد البلدان الخمسة مجتمعة سوف تصبح عند نقطة ما من هذا العقد بنفس ضخامة اقتصاد الولايات المتحدة،‮ ‬حيث سيبلغ‮ ‬الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬الصيني‮ ‬وحده نحو ثلثي‮ ‬نظيره في‮ ‬الولايات المتحدة‮. ‬وسوف تكون البلدان الخمسة مسئولة عن ما لا‮ ‬يقل عن نصف الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬على مستوى العالم،‮ ‬بل وربما ما قد‮ ‬يصل إلى‮ ‬70٪‮ ‬منه‮. ‬وأشرنا إلى إن هدف هذه المجموعة‮ «‬إعادة تنظيم العالم‮» ‬بعيداً‮ ‬عن الدول المتقدمة سبباً‮ ‬في‮ ‬تحفيز جهود هذه الدول الخمس الشديد التباين لصياغة كتلة خاصة بها‮. ‬وجاء تشكل هذه المجموعة ردا على النظام الذي‮ ‬أقرته الولايات المتحدة للانفراد بالعالم‮. ‬والواقع أن رجل الاقتصاد البلجيكي‮ ‬روبرت تريفين كان قد سلط الضوء على هذه المشكلة في‮ ‬ستينيات القرن الماضي،‮ ‬ثم في‮ ‬وقت أقرب إلى‮ ‬يومنا هذا سلط عليها رجل الاقتصاد الإيطالي‮ ‬الراحل توماسو بادوا شيوبا الضوء من جديد‮. ‬فقال توماسو بادوا شيوبا‮: «‬إن متطلبات استقرار النظام ككل تتعارض مع ملاحقة سياسة اقتصادية ونقدية مصممة وفقاً‮ ‬لمسوغات محلية‮». ‬وتعمل السياسات النقدية التوسعية في‮ ‬الولايات المتحدة بشكل خاص‮ (‬وفي‮ ‬كل الدول المتقدمة‮) ‬على توليد مخاطر مرتفعة للاقتصادات الناشئة‮. ‬فقد أعلن الرئيس الروسي‮ ‬دميتري‮ ‬ميدفيديف في‮ ‬ايكاترينبرج‮: «‬إن أي‮ ‬نظام عملة عالمي‮ ‬ناجح ليس من الممكن أن‮ ‬يشتمل على أدوات مالية تهيمن عليها عملة واحدة‮».‬

وكما تناولنا في‮ ‬الحلقة السابقة الخاصة بالاهتمام العالمي‮ ‬بالبنية الأساسية أو التحتية‮ ‬،‮ ‬فإن الاتجاه شرقا نحو روسيا‮ ‬يصب في‮ ‬الاستفادة من هذا التوجه وخاصة بعد إنشاء بنك التنمية لمجموعة البريكس الذي‮ ‬سوف تصب أهدافه نحو إفريقيا‮ . ‬فيرى بعض المتفائلين في‮ ‬بنك التنمية لمجموعة البريكس وسيلة لتوجيه الأموال الفائضة لدى الصين ــ فضلاً‮ ‬عن خبراتها وتجاربها ــ إلى مثل هذه الاستثمارات‮ (‬وخاصة السكك الحديدية‮)‬،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن تعزيز العلاقات بين البريكس والدول الأفريقية‮ .‬

وفي‮ ‬مواجهة استحالة الانضمام إلى المؤسسات الأوروبية الأطلنطية والانتفاع بها،‮ ‬فإن روسيا تنجرف بسرعة نحو الانحياز إلى الصين ـ‮ «‬الشقيقة الصغرى‮» ‬المحترمة‮. ‬إن‮ «‬الخيار الآسيوي‮» ‬الذي‮ ‬تبنته روسيا اليوم لا‮ ‬يشبه الخيار الأوراسي‮ ‬في‮ ‬الماضي‮. ‬فإن روسيا سوف تناضل من أجل تأسيس بنية جديدة،‮ ‬معتمدة في‮ ‬ذلك على نفسها إلى حد كبير ـ خاصة وأن روسيا لديها معين لا‮ ‬ينضب من الموارد الطبيعية الروسية‮ ‬يقنع هؤلاء القادة ان البلاد بإمكانها التعامل مع اي‮ ‬حالة طارئة‮ .‬