كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لـ”السياسة” أن نحو 300 عنصر من “حزب الله” اللبناني موجودون في العراق بموجب فتوى المرجع الديني الشيعي الأعلى في مدينة النجف، جنوب بغداد، علي السيستاني التي فسحت المجال أمام المتطوعين الشيعة للدفاع عن مراقدهم المقدسة بوجه مسلحي تنظيم “داعش”.
ويدخل مقاتلو “حزب الله” إلى العراق عبر “الحرس الثوري” الإيراني وليس عن طريق الحكومة العراقية، رغم أنها على علم بتواجدهم ودورهم في تدريب قوات “الحشد الشعبي” الشيعية على بعض الأسلحة الايرانية وعلى القتال داخل المدن.
وقال القيادي الصدري ان مقاتلي “حزب الله” شاركوا في القتال لتحرير بلدة المقدادية بمحافظة ديالى، شمال شرق بغداد قبل أكثر من اسبوعين، كما أن البعض منهم يشارك في القتال على جبهة بيجي بالقرب من مدينة تكريت شمالاً قرب بلدات الدجيل وبلد، وبالتالي يوجد في الوقت الراهن توجه لتعزيز هذا التواجد لدعم قوات “الحشد” الشيعية العراقية التي لا زالت تواجه بعض المشكلات العسكرية في عدد من جبهات القتال.
وأضاف إن رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يرغب بدور قتالي كبير لـ”حزب الله” اللبناني في العراق على غرار دوره في سورية حيث يقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، مشيراً إلى وجود حذر لدى بعض القوى في التحالف الشيعي العراقي بشأن مستوى هذه المشاركة القتالية، خاصة أن الوضع العراقي لا يواجه ثورة داخلية كما هو الوضع السوري ولذلك لدى الحكومة العراقية حرص على أن لا تأخذ الحرب على “داعش” طابعاً طائفياً رغم شرعيتها، كما أن هذا الموضوع يثير حساسية السنة لأنه ليس من المعقول أن تسمح حكومة العبادي لـ”حزب الله” اللبناني بقتال داعش في حين تعارض تسليح العشائر العراقية السنية في المدن الشمالية والغربية لمقاتلة التنظيم.
ووفق معلومات القيادي الشيعي، فإن بعض القوى الشيعية العراقية و”حزب الله” اللبناني يسعيان لتشكيل قيادة شعبية موحدة للشيعة في المنطقة لمقاومة تمدد “داعش” وتهديداته، وهذا الخيار مدعوم مباشرة من قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، على اعتبار أن من شأن هذه القيادة الشعبية الشيعية الموحدة أن تستقبل كل المقاتلين والمتطوعين الشيعة من كل بلدان العالم الإسلامي لكي تأتي الى العراق وسورية لمواجهة المتطرفين.
وأوضح أن السيناريوم يتضمن ألا تكون هذه القيادة الشيعية الموحدة مرتبطة بالدول التي تنتمي إليها، بمعنى هي قوات قتالية مستقلة ولها قيادة مستقلة وتمتع بحرية واسعة وستمنح تسهيلات استثنائية في نقل الأسلحة والمقاتلين بين العراق وسورية في إطار الحرب على “داعش”.
واعتبر القيادي أن تنامي الدور القتالي لـ”حزب الله” في العراق هو مسألة وقت، لأن الحزب لديه مهارات في حرب المدن وهذا أمر حيوي لقوات “الحشد”، ولذلك سيشارك على الأرجح في معركة تحرير تكريت لكنه لن يستطيع التوجه إلى مدينة الموصل، أقصى الشمال العراقي عندما تبدأ المعركة هناك، لأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لن يسمح بذلك.
وفي هذا السياق، نصحت واشنطن العبادي بعدم تعزيز تواجد مقاتلي “حزب الله” وأبلغته بأن الاستخبارات الأميركية كانت على علم مسبق بهذا التواجد القتالي، كما أن الأميركيين حذروا الحكومة العراقية من السماح لمقاتلي الحزب بالتواجد داخل بغداد أو تنفيذ مهام قتالية في الأنبار غرباً وكركوك شمالاً.
وحذر القيادي الصدري من أن تواجد مقاتلي الحزب في العراق يهدد التقارب الدبلوماسي الذي بدأ يتحقق في العلاقات العراقية مع بعض الدول العربية، لأن دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن لن ترضى بدور عسكري لهذا الحزب المدعوم من النظامين الإيراني والسوري حتى وإن ارتبط هذا الدور بالحرب على “داعش”.