Site icon IMLebanon

أين أصبح مشروع “شمالستان”؟

هل سقط الحلم الى غير رجعة ، ام لا يزال بانتظار التطورات الاقليمية التي يبشرون بها بانتظار تمدد “دولة الخلافة الاسلامية” نحو لبنان؟

لعل الضربات الاستباقية التي وجهها الجيش اللبناني الى الخلايا الارهابية في طرابلس والمنيه وعكار جاءت في الوقت المناسب لتقتلع احلام الارهابيين الذين لطالما جاهروا بمبايعتهم داعش او النصرة دون تردد وادت هذه الضربات الى بسط الامن والامان والاستقرار من طرابلس الى المنيه وعكار، والى عودة الحياة الطبيعية الى طرابلس واحيائها الداخلية ومناطقها التي شهدت ابشع انواع الاقتتال العبثي والفلتان الامني.

اقتلاع الخلايا الارهابية من طرابلس والمنيه والضنية وعكار – حسب مصادر – لا يعني ان الحلم الداعشي قد سقط لدى بعض القوى السلفية المتشددة والمتطرفة، ولا يعني ان الفكر الارهابي التكفيري قد زال لدى هذه القوى التي انكفأت وغابت عن الظهور العلني تحسبا، او بعد تمرسها بالعمل السري بانتظار ما ستؤول اليه الاحداث في سوريا والعراق وخاصة في جرود عرسال والقلمون حيث تنتظر المنظمات الارهابية حلول الربيع لتستأنف مخططها الارهابي التمددي نحو مناطق لبنانية سبق الكشف عنها وان عيون هذه المنظمات على الساحل اللبناني الشمالي لايجاد مرفأ لهم يتصل بتركيا.

وتقول المصادر لـ”الديار” ان الشمال اللبناني يشهد منذ مدة عودة النشاط الامني لقوى اقليمية عربية واجنبية تحت شعارات اغاثية ،وجرى عقد مؤتمرات في احدى العواصم الاقليمية أقرت فيه مبالغ مالية باهظة تشي بان الاهداف تتجاوز اغاثة النازحين السوريين الى ما هو اخطر من المساعدات الاغاثية مما يقتضي التنبه الى ما يعد للساحة اللبنانية من مخططات تستهدف احياء الحلم التكفيري الذي يبقى امل القوى السلفية في ظل حاضنة شعبية لهم جراء التعبئة المذهبية والطائفية المتشعبة في عدة احياء شعبية في طرابلس دون ان يبادر دار الفتوى حتى اليوم الى اتخاذ اجراءات تمحو ما سجلته الذاكرة الشعبية من شحن مذهبي وطائفي وان دور دار الفتوى يبدأ من ائمة المساجد والمعاهد لازالة مخلفات التكفيريين.

ثمة قائل ان الشمال اليوم يعيش الامان والاستقرار وان القوى السلفية لم تعد قادرة على الاخلال بالامن، لكن هناك من يشير الى ان حاضنة سياسية خفية لا تزال راعية لهذه القوى وتراهن في الاسابيع القليلة المقبلة على حدث ما قد تشهده الساحة اللبنانية تتحرك اثرها الخلايا النائمة التي تحافظ على مكوناتها وعلى اسلحتها في مستودعات سريةنولا تستبعد ارتباط هذه الخلايا بسوريين في مجمعات للنازحين ،ولذلك لم تهدأ عمليات الجيش اللبناني في مداهمات متواصلة لهذه المجمعات التي غالبا تخرج منها بمحصلة او بصيد ثمين سواء بعناصر مقاتلة او اسلحة وذخائر.

وتعرب المصادر عن اعتقادها ان المناطق الحدودية الشمالية التي تشهد نسبيا هدوءا منذ مدة، ربما يكون هدوء ما قبل العاصفة، نتيجة التدابير الامنية المشددة المتخذة على طرفي الحدود، لكن كل الخطر يكمن في تلك الخلايا النائمة التي تراقب وتتابع وتراهن وتنتظرالفرص المؤاتية للتحرك.