قال مصدر شارك في اللقاء الذي استضافه الرئيس ميشال سليمان في اليرزة، والذي تمخض عن تشكيل كتلة وزارية وسطية، لصحيفة «الأنباء» الكويتية: ان هذه الخطوة على أهميتها، أبعد ما تكون عن ولادة تكتل وزاري كما وصفته بعض الوسائل الإعلامية، إنما كانت مجرد لقاء برعاية الرئيس سليمان، وكان من المفترض ان ينضم اليه الرئيس السابق أمين الجميل، إلا أن وعكة صحية ألمت به حالت دون حضوره، مؤكدا ان الهدف من اللقاء هو توحيد مواقف المجتمعين داخل مجلس الوزراء، سواء لجهة آلية التصويت المقترحة، أم لجهة آلية العمل الحكومي، والأهم من ذلك للقول إن الحكومة وان استأنفت عملها خلال الاسبوع المقبل باتفاق على آلية للتصويت أم عدمه، تبقى أولى أولوياتها انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يؤكد عليه الرئيس سلام بشكل يومي ودائم.
وعن دور الرئيس سليمان في انعقاد هذا اللقاء، لفت المصدر الى ان الرئيس سليمان وانطلاقا من كونه رئيس كتلة وزارية، ينسق مع نظيره الرئيس أمين الجميل بهدف دفع الأمور نحو الأفضل على المستويين الحكومي والرئاسي، وأن هذا اللقاء ما كان لينعقد أساسا لولا التنسيق القائم على قدم وساق بينهما، كاشفا ان اللقاء المقبل سيكون في دارة الرئيس الجميل في بكفيا، وذلك في سياق المتابعة لكل تطور وجديد، مشيرا الى ان المجتمعين متفقون على مبدأ تسهيل عمل الحكومة انطلاقا من أن الخلافات داخلها تبقى خلافات طبيعية في ظل الانقسامات العمودية التي تشهدها البلاد، إلا أن تفعيلها وتسهيل عملها من خلال البقاء على آلية التصويت الراهنة، لا يعني إطلاقا تناسي انتخاب رئيس للجمهورية، على الرغم من علمهم (أي المجتمعين) أن الاستحقاق الرئاسي بات رهن التوافق الإقليمي والدولي عليه.
وردا على سؤال، أكد المصدر أن الحكومة السلامية لن تسقط مهما بلغت حدة الخلافات داخلها، معتبرا ان تعليق جلسات مجلس الوزراء من قبل الرئيس تمام سلام، لا يعني بداية انفراط عقدها لا من قريب ولا من بعيد، خصوصا ان هذه الحكومة قامت منذ ولادتها على مبدأ انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يكن ببال أحد أنها ستكون مؤهلة لعقد اجتماعات اسبوعية لها. أما وقد فعلتها، فهذا لا يعني تخريب البلد من أجل تقويم مبدأ التصويت، علما أن هذه الحكومة لم تستعمل آلية التصويت مرة واحدة منذ ولادتها حتى تعليق جلساتها.
وانطلاقا من اطلاعه على تفاصيل اللعبة الإقليمية والدولية، يؤكد المصدر ان الرئيس المقبل لن يكون صاحب برنامج خاص به، انما حاملا معه برنامجا مصاغا سلفا من قبل التوافق الاقليمي والدولي، مذكرا انه كما اتى الرئيسان الياس الهراوي وإميل لحود إلى الرئاسة نتيجة التوافق السوري السعودي الأميركي، كذلك سيأتي الرئيس المقبل ثمرة التوافق الاقليمي والدولي، ما يعني من وجهة نظر المصدر أن البرنامج الذي سيحمله الرئيس العقيد يندرج في سياق البرنامج الموحد لكل المنطقة الإقليمية وليس فقط للبنان ضمن الحل الشامل المرتقب لازماتها.
وجاء لقاء «اليرزة» نسبة الى موقع منزل الرئيس ميشال سليمان الذي تشكلت فيه الكتلة بتشجيع من الرئيس أمين الجميل وتنسيق مع الرئيس سلمان بحسب مصادر «الكتائب» وضم وزراء سليمان الثلاثة سمير مقبل وعبدالمطلب الحناوي وأليس شبطيني، والوزير سجعان قزي ممثلا وزراء الكتائب الثلاثة والوزيرين المستقيلين بطرس حرب وميشال فرعون، والوزير السابق خليل الهراوي مستشار الرئيس سليمان.