رأى وزير الخارجية الأسبق عدنان منصور أن ما تشهده الحكومة من صدامات بالجملة وعواصف سياسية عاتية، هو نتيجة طبيعية لحالة الفراغ التي تعيشها البلاد سواء في الرئاسة أو في عدم إجراء الانتخابات النيابية، معتبرا أن الرئيس تمام سلام على نزاهته وجديته في تفعيل العمل الحكومي، تكبله المتناقضات داخل حكومته التي أقل ما يمكن توصيفها به هو حكومة الـ 24 فيتو، انطلاقا من تصفية الحسابات والبحث عن المصالح الخاصة على حساب الإنتاج للمصلحة العامة، مشيرا إلى أن البحث بآلية جديدة للتصويت، تكبله أيضا الخلافات السياسية القائمة على رؤى متضاربة للبنان والمنطقة، وذلك في موازاة الخلافات القائمة حول الهوية السياسية للرئيس العتيد وحول قانون الانتخاب، المتجاهلة لأنين المواطن المتألم من رزوحه تحت عبء الأوضاع الاقتصادية وغياب الخدمات العامة.
منصور، وفي تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، اعتبر بالتالي أن لبنان ليس بحاجة إلى تكتلات وزارية أو نيابية أو حزبية، بقدر ما هو بحاجة إلى خطوات عملية ومسؤولة تنقذ التدهور السياسي الراهن أو أقله تحول دون تفاقمه، خصوصا أن لبنان لم يعد على سلم أولويات الدول الكبرى في ظل انشغالها بأزمات المنطقة من العراق إلى اليمن.
واستطرادا، أكد منصور أن على اللبنانيين أن يعوا بأن الحلول لن تأتي من الخارج، وعليهم بالتالي أن يدركوا أن البلاد ذاهبة إلى الأسوأ، ما لم يتخذوا القرار المستقل والشجاع لجهة انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لحل غالبية الأزمات، مشيرا إلى أن العديد من القوى السياسية تخطئ في ربطها الانتخابات الرئاسية في لبنان بالملف النووي الإيراني، خصوصا أن الدولة الإيرانية، وبتوجيه حاسم من مرشد الثورة السيد علي خامنئي، تفصل في مفاوضاتها مع مجموعة الخمس زائدا واحدا، بين ملفها النووي وبين سائر الملفات الأخرى في المنطقة، أي إنها لا تتخذ من أي من أزمات المنطقة بما فيها أزمة الرئاسة في لبنان، ورقة ضاغطة على طاولة المفاوضات، في محاولة لكسب النقاط أو لتعزيز موقعها التفاوضي.
واستدرك بالقول ان إيران تسعى لتسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان بمعزل عن مفاوضاتها مع الغرب، وتعمل ما بوسعها لحلحلة هذه الأزمة من خلال تواصلها مع حلفائها في لبنان وفي طليعتهم حزب الله.