أشارت صحيفة “الجمهورية” الى ان رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط قد يُرجىء استقالتَه النيابية التي كان يفضّل إعلانَها في عيد الحزب التقدمي الإشتراكي، أوّل أيار المقبل، لافتتة الى انه سيسرّع الخطى سياسياً وحزبياً في تسليم تيمور ابنه الذي ينغمس أكثر فأكثر في الملفّات السياسية ويرافق والدَه في الجولات واللقاءات المهمّة، ومنها زيارة السعودية الشهر الفائت.
ووفقاً للمطّلعين، سيكون هناك دورٌ مهمّ في هذا المجال لوزير الصحة وائل أبو فاعور الذي هو اليوم المعاون السياسي لوليد جنبلاط. فبينَ الشابَّين قرابة العمر والعديد من النقاط المشترَكة. كما أنّ هناك دوراً لشابَّين آخرَين: أمين السرِّ العام ظافر ناصر ومفوّض الإعلام رامي الريّس. وللنائب أكرم شهيّب موقعٌ عزَّزَته خصوصاً مجرَيات 7 أيار 2008 وعمليّات الاستيعاب التي أعقبَتها.
ويميل بعض أصدقاء وليد جنبلاط، ولا سيّما رئيس الحكومة نبيه برّي، إلى استمراره في موقع القيادة في المرحلة الراهنة. لكنّ جنبلاط يرى أنّ الوقت حان لتمرير الزعامة الجنبلاطية إلى جيل جديد. وفي أيّ حال، هو لا يُخفي قرَفَه داخلياً، وقلقَه داخليّاً وسوريّاً.
وكان الاجتماع الدرزي الذي عُقِد أخيراً في دار الطائفة في فردان مُهِمّاً للبحث في ما تتعرّض له الطائفة من مخاوف، نتيجة الوضع في سوريا. وقد تعَمَّدَ جنبلاط خلاله أن يتقدَّمَ بمداخلة مكتوبة، حِرصاً على الدِقّة وتأكيداً على خطورة الملف.
ويتحدّث المطّلعون عن فتور في العلاقة بين جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني ا طلال إرسلان في هذه الأيام، على خلفية الملف السوري. ويقولون إنّ “المير” التقى الرئيس السوري بشّار الأسد مرّتين في الفترة الأخيرة، وهو عَبَّر عن دعم الدروز في سوريا له.
فجَدّد جنبلاط تأكيدَه على وقوف الدروز في سوريا ضدّ النظام. إذاً، في أوّل أيار المقبِل، على الأرجح سيحافظ جنبلاط على موقعِه النيابي، إذا لم ينجَح في إقناع صديقه برّي بإجراء انتخابات فرعية.
لكنّه سيسرِّع الخطوات لتسليم تيمور مهمّات سياسية ومسؤوليات حزبية. وإذا كانت الظروف ناضجةً، فإنّه سيدعو إلى جمعية عمومية يتمّ في خلالها تسليم تيمور صلاحيات حزبية قيادية. فهو اليوم “عضو مرشِد” ويمكنه سلوك الآليّة التي توصِله إلى رئاسة الحزب. فالميراث السياسي في زعامة آل جنبلاط، مرسوم منذ أجيال، بمواقيته. والوقت أقوى من أيّ شيء آخر.