في موازاة مساعي تحصين الوضع السياسي الداخلي المتمثلة بالحوارات المفتوحة على أكثر من ضفة والرهان على إحداث خرق في جدار الشغور الرئاسي، تتواصل خطوات تحصين الجيش اللبناني والقوى الامنية في مواجهة مخاطر الإرهاب، والتي بلغت مرحلة متقدمة مع إنجاز غالبية عقود التسليح المتعلقة بهبة المليار دولار السعودية التي فُوِّض الى الرئيس سعد الحريري الإشراف على صرفها.
وأكد مرجع عسكري بارز لصحيفة «المستقبل» ان الجيش أنجز غالبية العقود المتعلقة بحصته من المليار، والبالغة قيمتها 500 مليون دولار، وأن دفعة من الأسلحة الخفيفة باتت «على الطريق» ويفترض وصولها في وقت قريب جداً، فيما تحتاج الأسلحة الثقيلة الى مزيد من الوقت والإجراءات بحسب مصادر أخرى مطّلعة، خصوصاً في وزارة الدفاع الأميركية حيث يتم شراء الاسلحة الأميركية بعد مصادقتها عليها، بحيث يتاح للجيش لاحقاً الاستفادة من تدريباتها.
كما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«المستقبل» أن حصة قوى الأمن الداخلي من الأسلحة والعتاد صارت «على الطريق» أيضاً.
وأوضح المرجع العسكري أن هذه الأسلحة سوف تعزز قدرات الجيش والقوى الامنية لمتابعة الخطة الأمنية في المناطق من جهة، ولمواجهة كل الاحتمالات التي يمكن أن تلجأ إليها المجموعات الإرهابية على الحدود مع سوريا من جهة ثانية، خصوصاً بعد ذوبان الثلج، مع العلم أن احداً لا يمكنه الجزم في هذا الاحتمال، كما يضيف المرجع، لكن لا بد من أن يتخذ الجيش كل الاحتمالات في الحسبان وهو في جهوزية كاملة لمواجهتها.
واضاف المرجع أن مخاطر «داعش» والمجموعات الإرهابية على لبنان تمت الإشارة إليها خلال المؤتمر الدولي لمناقشة سبل التصدّي لـ»داعش» الذي انعقد في الرياض الأربعاء الفائت، بمشاركة رؤساء هيئات الأركان لدول التحالف، والذي حضره أيضاً قائد الجيش العماد جان قهوجي حيث ألقى مداخلة مقتضبة تتعلق بمخاطر الإرهاب على المنطقة. وقد أجرى هذا المؤتمر تقويماً، بحسب المرجع، لحملة التحالف الدولي ضد هذا التنظيم، ولكيفية مواصلة هذه الحملة في المستقبل.
وكان تشكيل هذا التحالف قد أُعلن بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في أيلول 2013 وضمّ الى جانبها 21 دولة. ويُعدّ مؤتمر الرياض الخامس من نوعه بعد مؤتمرات مماثلة عقدت في كل من الأردن وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة.
هبة أردنية
وكشف المرجع العسكري لـ”المستقبل” أن احتفالاً سيقام اليوم في لبنان بمناسبة تسلم الجيش اللبناني من الأردن هبة عسكرية قوامها 30 ملالة و12 مدفعاً، بحضور ضابط أردني رفيع.
وكان الجيش قد تسلّم هذه الهبة منذ أسابيع، ولكن تعذّر الاحتفال بهذه المناسبة في حينه بسبب اعتذار الضابط الاردني عن عدم حضور الاحتفال إثر استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً على يد تنظيم «داعش».