اشارت مصادر قيادية في تيار “المستقبل” الى أن ربط الرئيس سعد الحريري مناقشة استراتيجية مكافحة الإرهاب بانتخاب الرئيس لا يعني أن الأمر لن يناقش مع “حزب الله”، فهو نوقش سريعاً في جلسة الحوار السابقة، الأربعاء الماضي مع الحزب، واتفق على استكمال البحث في الجلسات اللاحقة.
ورأت المصادر لصحيفة “الحياة” أن امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله وضع مفهومه لمحاربة الإرهاب، بينما مفهوم الحريري يستند إلى 3 مبادئ: تسريع إجراء انتخابات الرئاسة، التوقف عن التدخل في الصراعات العربية، وأخيراً تكليف الدولة وأجهزتها المهمات العسكرية والأمنية لمواجهة الإرهاب.
وذكرت مصادر قيادة “المستقبل” أنه عندما نتحدث عن الحاجة إلى وجود رئيس للجمهورية كمدخل صحيح لوضع استراتيجية وطنية ضد الإرهاب موضع التنفيذ، فلأن الرئاسة عنصر أساسي في إدارة مؤسسات الدولة، فهذه الاستراتيجية تحتاج إلى رأس، وإذا كانت لها صفة وطنية يقتضي اشتراك الفرقاء جميعاً في البلد في مناقشتها وإقرارها، وهؤلاء يحتاجون إلى رأس يجمعهم، في ظل غياب أي جهة مخولة قيادة حوار وطني في البلاد الآن، بدليل حصول حوار على مستويات ثنائية في غياب الحوار الوطني الواسع، لذلك فإن المدخل هو الاتفاق على رئيس لأننا نحتاج إلى رأس يساعد وجوده في اتخاذ قرارات حكومية لمواجهة الإرهاب، بدلاً من حكومة فيها 24 رأساً لا تستطيع اتخاذ قرارات مصيرية ومهمة كهذه.
أضافت المصادر في قيادة “المستقبل” أن “فريقنا يوافق على أنه على اللبنانيين ألا ينتظروا حصول الاتفاق النووي الإيراني مع دول 5 + 1، والحوار السعودي – الإيراني وغيرها من الاستحقاقات، وبالتالي مع الاتفاق على رئيس للجمهورية في أسرع وقت، لكن من دون ربطه بالالتزامات التي يريد حزب الله تقييده فيها من زاوية الالتزامات الإقليمية التي دعا اللبنانيين إليها ومن زاوية تشريع تدخل الحزب في سورية والعراق والأمكنة الأخرى التي يتدخل فيها”. وقالت المصادر نفسها أن السيد نصرالله يريد محاربة الإرهاب على طريقته، أي بدعوتنا إلى مشاركته في التدخل في منطقة “تنعجن” كما قال في خطابه، لكي نكون شركاء في “عجنها”، في وقت يقول الحريري أن علينا الحؤول دون انتقال الحرب إلينا.
وأوضحت المصادر أنه حين يشير الحريري إلى تكليف الجيش وقوى الأمن في تنفيذ استراتيجية محاربة الإرهاب، فإن هذا يفترض البحث في إجراءات لإقفال الحدود منعاً من انتقال التنظيمات المتطرفة إلى لبنان، قبل إنشاء حرس حدود تحت إمرة الجيش، أو تكليف الجيش تطويع المزيد من المجندين، وتأمين مساعدات خارجية له لهذا الغرض، خصوصاً أن الجيش أثبت كفاءته واكتسب خبرة كبيرة في معاركه وصموده ضد المجموعات الإرهابية، فضلاً عن أن لا بيئات حاضنة للإرهاب، فبلدنا صغير وليست فيه صراعات قبائل كبرى مثل العراق وغيره من الدول ليتمكن “داعش” و “جبهة النصرة” من النفاذ عبر صراعها مع السلطة للسيطرة على مناطق فيه أو ما شابه.
وتتابع المصادر نفسها في “المستقبل”: “أن مقاربة مكافحة الإرهاب تحتاج أيضاً للبحث في المسببات على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والعقائدية والمذهبية ونحن واجهناه في صيدا وبيروت والبقاع، ويجب البحث أيضاً في دور ممارسات حزب الله في دفع البعض إلى التطرف، ومواجهة الإرهاب تتم بالاعتدال العربي وليس بتظهير دور إيران في المنطقة، والذي يستفز شرائح سنّية كثيرة فتذهب نحو داعش وغيره؟”. وسأل: هل نحن نعتبر أن مقاربة “حزب الله” لا تساعد في محاربة الإرهاب بل تزيده اشتعالاً، والإبقاء على الشغور الرئاسي مربوطاً بمن يريدون تعيينه رئيساً لا يساعد في هذه المواجهة؟