في زمن أصبح فيه التنافس الإعلامي بين المواقع الالكترونية السياسية والاجتماعية اللبنانية في أوجّه، بات الحصول على أكبر شريحة من مستخدمي الانترنت في لبنان ودول الاغتراب هو الهم الطاغي على عمل تلك المواقع التي لم يتورّع بعضها عن الانقلاب على كلّ ما يمتّ للصحافة الرزينة بصلة.
موقع التيار الوطني الحر الالكتروني Tayyar.org وهو أحد أقدم المواقع اللبنانية عمراً، انحدر منذ أعوام باتجاه صحافة الـTabloid الصفراء مع كل ما يعنيه هذا الأمر من فضائحية وابتذال وعدم مهنية وصولا إلى اختلاق الأخبار ومجافاة الحقيقة.
نظرة سريعة إلى أبرز أخبار صفحة tayyar.org تكفي لمعرفة محتوى الموقع. فكلمة فضيحة مثلاً في العناوين، هي الأكثر انتشارا بين كل أخبار الموقع، وعندما يتم الدخول إلى مضمون العنوان – الفضيحة يتبيّن أنّ الفضيحة الحقيقية تكمن في معالجة الموقع للخبر. فالموضوع يكاد يكون أقل من عادي إنما بعنوان فضفاض، وذلك في محاولة من إدارة الموقع لزيادة عدد النقرات وعدد الداخلين إلى الصفحة. فتبدأ أخبار الفضائج الجنسية بالبروز على الموقع السياسي من دون أن تستند إلى أيّ أسس صلبة او معلومات حقيقية، كتلك التي تتحدث عن علاقة مسؤول سياسي بإعلامية في أيار الماضي.
هذه الطريق الإخبارية الصفراء، تنسحب ايضاً على الأخبار السياسية والشؤون المحلية. إذ أن كلمات كالكارثة تحتل مواقع الصدارة في أخبار التيار من دون وجه حق، وهي تستعمل لاضفاء نوع من الاثارة المبتذلة والفضول لحث مستخدمي الانترنت على تصفّح الخبر، أما في اختلاق الأخبار وتشويه الحقيقة فحدّث ولا حرج عن تخويف المسيحيين وتسلّح بعضهم، وتحريف المواقف، واستهداف مؤسسات إعلامية وغيرها الكثير. فماذا تعني مثلاً، عنونة خبر الاثنين “بماذا يحصل في أعالي كسروان” ما خلق نوعا من البلبلة التي تدفع لدخول الخبر المثير الذي اتضح أنه يتحدث عن إقفال طريق! أما عنوان “داعش حكمت لبنان منذ زمن” فمثال إضافي على عدم المسؤولية والخفة في التعاطي واعتماد الاثارة منهجاً للعمل.