انعكسَت العاصفتان اللّتان ضربتا لبنان أخيراً حركةً على بعض مناطق التزلّج، التي فشلَ الموسمُ الماضي في إحيائها. ورغم أن بيروت احتلت مراتبَ متدنّية على لوائح الإشغال الفندقي في المنطقة، يعوّل القطاع السياحي على تواصل الإقبال الداخلي والخارجي، خصوصاً أنَّ التوقّعات تشيرُ إلى استمرار موسم التزلج أقله حتى نهاية آذار المقبل.
بعدَ النكسة التي أصابَت مناطق التزلّج العام الماضي نتيجة عدم تساقط الثلوج، تشهد هذه المناطق فورة في عدد الزوار والمتزلجين حالياً، إذ ارتفعت نسبة الحجوزات في الفنادق إلى 75% في عطلة نهاية الأسبوع، وفق ما يقولُ عضو نقابة أصحاب الفنادق جورج عقيقي لـ”النهار”، على رغم أنّهاَ ضعيفةٌ في الأيام العادية. ويضيفُ أنَّ هذه النسبة أفضل من العام الذي مضى، مع الإشارة إلى أنَّ اللّبنانيين وحدَهم يشغلون الغرف ويمضون ليلةً واحدة فقط في الفندق، هذا إذا كانَ الطقسُ ملائماً. أما السياح العرب الذين زاروا هذه المناطق فلم يتخطَّ عددهم أصابع اليد.
ومع وصول العاصفة “ويندي” التي حملت معها كميات لا يستهان بها من الثلوج، يتوقَّع المعنيون أن يمتدَّ “موسم الخير” حتى نهاية آذار المقبل. وتشيرُ مديرة أحد المنتجعات في اللقلوق نور صعب، إلى أنَّ نسبة الإشغال هذه السّنة كانت “صادمة”، إذ لم تشهد المنتجعاتُ توافداً إلى هذا الحدّ في الأعوام القليلة الماضية، ما ساهمَ في تعويض الخسائر التي أُلحقَت بالموسم في خلالها. وتؤكّدُ أنَّ المنطقة استقبلَت “وجوهاً جديدةً” وأعداداً كبيرةً من اللبنانيين المغتربين، والمتزلّجين، الذين حُرموا هذه الرياضة العام الماضي، إلى الإقبال اللّافت من العائلات وبعض المدارس التي تنظّمُ رحلات لتعليم التلامذة كيفية ممارسة هذه الرياضة. ومع انخفاض أسعار التذاكر، تتوقّع صعب أن يزيدَ عدد الأوروبيين الوافدين إلى لبنان ومنتجعاته، خصوصاً أنَّهم يجدون في هذه المنتجعات “شبهاً” لتلك التي في بلادهم.
بيروت متراجعة سياحياً
واذا كانت العواصف الثلاث التي زارت لبنان أنعشت مناطق التزلج، فإنها لم تحرك فنادق بيروت التي لم تشهد حركة لافتة. وفيما يتوقع أن تكون نسبة الاشغال الفندقي في 2015 أكبر مما كانت عليه في 2014، مدعومة بنسبة الإشغال في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة التي راوحت ما بين 80 و100%، استقرت نسبة الاشغال في فنادق بيروت على 52% في 2014، من دون تغيير عن 2013، ومقارنةً بـ62.4% في 11 دولة عربية. وهذه النسب جعلَت العاصمة تسجّلُ نسبة الإشغال الرابعة الأدنى في المنطقة في 2014، فيما حلَّت في المرتبة الثالثة الأدنى في 2013. وبلغَ معدّلُ سعر اللّيلة في فنادق بيروت 165 دولاراً في 2014، مع الإشارة إلى أنَّ معدَّل سعر الغرفة انخفضَ بـ2.7% عن 2013، فيما لامسَت الإيرادات الناتجة من كلّ غرفة متوافرة الـ 86 دولاراً في 2014، أي بانخفاض عن 88 دولاراً في 2013، وهبَطت هذه الإيرادات بـ2.8% في 2014 مقارنة بـ2013.
في سياقٍ منفصل، بلغَ مجموعُ الوافدين الى لبنان في كانون الثاني 2015، 90,784، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 22,6% مقارنة بالفترة عينها من 2014. ووصلَ عددُ الوافدين العرب إلى 34,734 خلال كانون الثاني 2015، مقابل 25,095 خلال الفترة عينها من 2014، فيما ناهزَ عددُ الوافدين من قارة أميركا 13,540، مقابل 11,672 خلال الفترة عينها من 2014. أما من قارة آسيا، باستثناء العرب، فقد بلغَ مجموعُ الوافدين 8,550.
يُذكَرُ أنَّ العرب شكَّلوا 38,3% من إجمالي الوافدين الى لبنان في كانون الثاني 2015، فيما شكَّلَ الأوروبيون 30%.