Site icon IMLebanon

ساحة التل بين مرآب للسيارات أو قصر للثقافة: طرابلس تنتظر المشاريع الإنمائية

Tripoli2

علاء بشير
وضعت الخطة الامنية التي أقرتها حكومة الرئيس تمام سلام نهاية لجولات العنف التي عاشتها طرابلس خلال الحقبة الماضية. وبعدما استتب الامن أمل أهل المدينة بإعادة الحياة إليها عبر مشاريع إنمائية للافادة من قدراتها السياحية والتجارية والاقتصادية، فحاول وزراء طرابلس توجيه بوصلة الإنماء إلى المدينة من خلال انتزاعهم، ثلاثة مشاريع إنمائية للمدينة، هي: مد خط سكة الحديد من مرفأ طرابلس حتى الحدود السورية، ردم 550 ألف متر مربع في البحر لتكون أرضاً للمنطقة الاقتصادية الخاصة، تأمين محطة تسفير في منطقة التل لأربعة طوابق تحت الأرض كي تعود التل مركز المدينة.

إلا أن هذه المشاريع لم تسلك طريقها للتنفيذ بعد، إذ أن التأخير في تعيين مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بطرابلس، دفع الوزير رشيد درباس للامتناع عن توقيع أي مرسوم ما لم يعين مجلس ادارة، فيما يلاقي مشروع بناء مرآب في ساحة التل اعتراضات من بلدية طرابلس وهيئات من المجتمع المدني، الذين رأوا في المشروع يشكل تشويهاً جديداً لساحة التل بعد «مجزرة« هدم السرايا القديمة منذ 45 عاماً، رافضين إعادة الخطأ ومحو ذاكرة المدينة كليّاً كما حصل في حادثة هدم مسرح الإنجا والمدرسة السلطانية وبناء سقف نهر أبو علي.

ويطرح في المدينة بديل عن المرآب، مشروع بناء قصر للثقافة بهبة من الحكومة التركية وهو ما دفع بعدد من النشطاء في المدينة الى اطلاق «هاشتاغ» شكرا اردوغان تقديرا لتكفل الحكومة التركية بمبلغ خمسين مليون دولار لاعادة بناء السرايا وتأهيل ساحة التل ومحيطها بتوجهات من الرئيس أردوغان. ويقوم رئيس لجنة الاثار والتراث في بلدية طرابلس خالد تدمري باطلاق حملة تحت عنوان «نعم لتنظيم ساحة التل ولقصر الثقافة والمؤتمرات بجوار برج ساعتها».

وللغاية عقد أول من أمس مستشار رئيس تيار المستقبل لشؤون الشمال عبد الغني كبارة لقاء مع السفير التركي إينان أوزيلدز « في مقر السفارة لتسهيل الوصول إلى تنفيذ مساعدة تركيا لإقامة مركز ثقافي والطلب بمزيد من المشاريع والدراسات لتنظيم وتطوير داخل مدينه طرابلس بالتعاون مع السلطات المختصه من بلدية وغيرها. وذلك استكمالا للاجتماع الذي حصل مع رئيس وكالة التنمية والتعاون تيكا التابعة لرئاسة الحكومة التركية الدكتور سردار شام، الذي كان زار طرابلس الشهر الماضي.

مرآب السيارات

وفي تفاصيل مشروع مرآب السيارات، كان مجلس الإنماء والإعمار، كلف مكتباً هندسياً لإعداد دراسة لإنشاء مرآب كبير للسيارات مكوّن من 3 طبقات تحت ساحة التل وسط المدينة. هذه الخطوة أثارت ردود فعل رافضة، إذ كانت مطروحة قبل سنوات، انطلاقاً من مطلب مزمن يرمي إلى تخفيف الازدحام في وسط طرابلس الحيوي. وطلب المجلس السابق لبلدية طرابلس من مكتب هندسي في المدينة إعداد دراسة لهذا المشروع، لكنها دخلت في الأدراج ولم تخرج منها.

فاليوم أثار إعادة طرح المشروع مجدداً، تساؤلات عدة وصل الى الرفض المفتوح من قبل مجلس بلدية طرابلس بشبه اجماع لاول مرة، ولفت رئيس البلدية نادر غزال إلى أن هناك بدائل عن مشروع مرآب في ساحة التل، والمشروع على حاله سقط عند وصوله الى المجلس البلدي، معربا عن عتب لأنه لم يؤخذ برأي البلدية.

بدوره رفض المجلس المدني لمدينة طرابلس، كل المشاريع التي من شأنها تغيير الصورة التاريخية والجمالية والتراثية التي تتصف بها ساحة التل في وسط المدينة وضرورة وضع مخطط توجيهي عام لوسط المدينة التاريخي والرفض القاطع للمشروع الحالي المطروح. وقام المجلس بتنفيذ اعتصامات في الساحة رفضا لمشروع المرآب.

النقاش الدائر في المدينة بين الجهة المعنية في تنفيذ مشروع المرآب وبين الرافضين له والمفضلين للقصر الثقافي ما زال مفتوحا، ولكن السؤال هل يمكن أن تستفيد المدينة من أكثر من مشروع خاصة بعد ان ظهرت رغبة لدى الجهة المانحة بأن ليس لديها مشكلة في اقامة المرآب تحت المركز الثقافي .