أظهرت دراسة صادرة عن معهد باسل فليحان المالي، أن 47 في المئة من اللبنانيين لا يخططون لنفقاتهم، في ما يدل على أن الأسر بغالبيتها لا ترسم مسبقا كيفية إدارة شؤونها المالية، في حين أن المرأة أكثر دقة من الرجل في تقدير الميزانية الشهرية (حوالى 58 في المئة من النساء مقابل 46 في المئة من الرجال). ويميل 55 في المئة من المتزوجين والمتزوجات إلى التخطيط، في حين تنخفض النسبة إلى 44 في المئة لدى العازبين والعازبات.
أصدر المعهد المالي نتائج مسح وطني حول «اللبنانيون والمال»، وهو يخلص إلى نتائج لافتة عن علاقة الشعب بالمال وقدرة الناس على التخطيط وإدارة مداخيلهم، فضلاً عن استيعاب المفاهيم الأساسية لإدارة المال العام وغيرها.
الدراسة تشير إلى أن البنك الدولي اختار لبنان مع 10 بلدان اُخرى لإجراء مسح وطني يقيّم مدى إلمام المواطنين بشؤون إدارة أموالهم ومعارفهم الحسابية وتصرفاتهم، وكذلك مواقفهم تجاه إدارة المال العام. وقد اُجري المسح عام 2012 بالاستناد إلى عينة نموذجية من 1214 أسرة موزعة على كافة المناطق اللبنانية.
وتشير الدراسة أيضا إلى أن 49,5 في المئة فقط من اللبنانيين يدركون حجم المبالغ التي أنفقوها خلال الأسبوع السابق، في حين سجل أن 69,6 في المئة من اللبنانيين يستطيعون تقدير الموارد التي يملكونها لتغطية نفقاتهم الجارية. والأهم من كل ذلك أن ثلث اللبنانيين يميلون لتنفيذ مشتريات ثانوية قبل تغطية حاجاتهم الاساسية.
وفي ما يتعلق بالجزء المتعلق بمدى إتقان اللبنانيين المفاهيم الأساسية لإدارة المال العام، تبين أن «معظم الإجابات تعكس مواقف ذات طابع سياسي دون أن تستند إلى فهم حقيقي للواقع والقضايا الاقتصادية».
كذلك، يعمد الموظفون والعاطلون عن العمل إلى التخطيط بنسبة أكبر من أرباب العمل أو أصحاب المهن الحرّة، في حين أنّ القابلية لإعداد ميزانية شهرية تزداد بحسب المستوى التعليمي.
وبحسب الدراسة، يميل ثلث اللبنانيين نحو تنفيذ مشتريات ثانوية قبل تغطية حاجاتهم الأساسية، كما أنّ النساء اللبنانيات أقل اندفاعاً للإنفاق من الرجال، حيث تعطي 44 في المئة منهن الأولوية لتأمين الحاجات الضرورية قبل الكماليات، مقابل 35 في المئة لدى الرجال.
كذلك، يميل المتزوجون والمتزوجات الى الإنفاق على الحاجات الأساسية أولاً، ويؤكد 42 في المئة منهم الإكتفاء بالمشتريات الأساسية، مقابل 25 في المئة لدى المستطلعين العازبين.
وتزداد النفقات على الكماليات مع ارتفاع الدخل، حيث تكشف الدراسة أنّ 65 في المئة من الأسر ذات الدخل المحدود لا تنفق أبداً على حاجاتها الثانوية، في حين تنخفض النسبة إلى 29 في المئة لدى الأسر ذات الدخل المرتفع.