طوني رزق
ان الاتفاق الاخير مع منطقة اليورو ليست سوى ارجاء وقتي لخروج اليونان الذي يتوقع ان يتم خلال 4 اشهر. وأن يدفعها بعد ذلك للشراكة مع روسيا او مع الصين حيث ستجد مساعدات لن تتوصل اليها مع حلفائها في الغرب.
قد يجدر بالمسؤولين الاوروبيين الاقتناع بالحقيقة القاسية، وهي، ان اليونان لن تدفع يوما ما ديونها العامة التي تبلغ نحو 366 مليار دولار اميركي، حتى لو ان الوضع الاقتصادي العام الحالي حتّم تأجيل دفع هذه الديون.
يبلغ الدين اليوناني 175 في المئة من حجم انتاجها القومي العام. وسوف ينسحب ذلك ايضا على اليابان التي يرتفع حجم دينها العام الى 300 في المئة من الناتج القومي. وتضمّن الاتفاق الاخير مع اليونان التزامها بالعمل على تخفيض نسبة الدين الى 110 في المئة من الانتاج القومي الامر الذي يرى فيه المحللون الاقتصاديون اتفاقا غير واقعي، اذ يستحيل ان تتمكن اليونان من بلوغ ذلك.
ويجب على الذين اقرضوا المال لليونان ان يقتنعوا بأنهم اذا ارادوا ان تبقى اليونان في منطقة اليورو فانها لن تستطيع سداد ديونها وما لا يجرؤ عليه الاوروبيون هو الاقتناع بأن اليونان واقعة في الافلاس.
بناء على ما سبق فان احتمالات خروج اليونان من منطقة اليورو ما زالت مرتفعة جدا. اذ ان الاتفاق الاخير أعطى المانيا كل ما طلبته في حين لم يعطِ اليونان شيئا. وفي حين يرى بنك باركليز ان احتمالات خروج اليونان هي اكثر واقعية الآن من اي يوم مضى، تقول شركة مورغان ستانلي انها تتوقع انه في خلال ثلاثة او ستة اشهر قد نشهد خروج اليونان من منطقة اليورو.
الا ان الاسواق الاوروبية لم ترَ سلبيات في الاتفاق الاخير مع اليونان فسجلت امس ارتفاعات في البورصات الرئيسية مثل الالمانية والفرنسية في حين ان البورصة اليونانية كانت مقفلة امس الاثنين.
اما خروج اليونان اذا ما حصل، وكما هو متوقع خلال اربعة اشهر، فان ذلك سوف يدفعها الى شراكة تجارية واقتصادية مع روسيا او مع الصين. اذ سوف تجد في هذه الاتفاقات ما لم تتوقعه يوما من الاتفاقات مع حلفائها في الغرب. ويعتبر الكثيرون ان الاتفاق مع منطقة اليورو الذي أُبرم يوم الجمعة الماضي ارجأ خروج اليونان لبعض الوقت بدلا من ايجاد الحلول النهائية.
حركة الاسواق المالية
تراجعت اسعار النفط امس تحت وطأة ارتفاع المخزونات النفطية الاميركية في اشارة الى تراجع حجم الاستهلاك النفطي في اكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم. وتراجع سعر النفط الاميركي 2,22 في المئة الى 49,68 دولارا للبرميل. كما تراجع سعر نفط مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 1,88 في المئة الى 59,09 دولارا للبرميل.
وفي سوق الذهب، انخفضت الاسعار دون مستوى 1200 دولار اي الى أدنى مستوى في سبعة اسابيع. وقد انخفض سعر اونصة الذهب بنسبة 0,95 في المئة الى 1193,50 دولارا. كما تراجعت الفضة بنسبة 0,76 في المئة الى 16,14 دولارا للاونصة.وهبط سعر النحاس 0,87 في المئة الى 2,57 دولار.
السوق المحلية
في سوق الاسهم اللبنانية، جرى تبادل 35562 سهما امس قيمتها اكثر من 7,5 مليون دولار. جاء ذلك مع تبادل 23 عملية بيع وشراء تناولت خمسة اسهم متنوعة. وفي حين زاد سعر شهادات الايداع العمومية لبنك عودة 7,22 في المئة الى 7,25 في دولار، تراجع سعر اسهمها العادية بنسبة 1,36 في المئة الى 6,50 دولار.
مع استقرار اسهم سوليدير الفئة (أ) على 11,22 دولارا، زاد سعر اسهم الشركة من الفئة (ب) بنسبة 0,08 في المئة الى 11,20 دولارا. واستقرّت اسهم بنك بيروت على 21 دولارا. وجاء دعم نشاط البورصة امس جراء ثلاث صفقات مباشرة على اسهم بنك بيروت الفئة (أ) و(H) و(E) بقيمة اجمالية بلغت 7,28 مليون دولار، ومع تبادل 33650 سهما بسعر 21,65 دولارا.
الاسواق العالمية
في البورصات الاوروبية، سجلت ارتفاعات قياسية بعد الاتفاق مع اليونان. فزاد مؤشر داكس الالماني 0,25 في المئة الى 11077,70 نقطة. وارتفع مؤشر كاك الفرنسي 0,09 في المئة. اما مؤشر فوتسي البريطاني فتراجع 0,36 في المئة الى 689,21 نقطة.
في بورصة وول ستريت الاميركية، ارتفع مؤشر داو جونز 0,86 في المئة الى 18140,42 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 0,61 في المئة الى 2110,30 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك 0,63 في المئة الى 4955,97 نقطة.
اما في آسيا، فأقفلت الاسهم اليابانية على اعلى مستوى لها في 15 سنة. وزاد مؤشر نيكي 0,73 في المئة الى 18466,92 نقطة. وزاد مؤشر شانغهاي 0,78 في المئة الى 3247,43 نقطة. كما زاد مؤشر هانغ سنغ 0,02 في المئة الى 24836 نقطة.
في اسواق الصرف العالمية، تراجع اليورو امس 0,63 في المئة الى 1,1308 دولار، وانخفض الجنيه الاسترليني 0,27 في المئة الى 1,7357 دولار، والدولار الاسترالي بنسبة 0,60 في المئة الى 0,7795 دولار.
وزاد الدولار الاميركي 0,53 في المئة الى 1,2597 دولار كندي و1,23 في المئة الى 0,9492 فرنك سويسري، لكنه تراجع 0,01 في المئة الى 1109,02 ين. وجاء تراجع الفرنك السويسري الكبير نتيجة الاتفاق مع اليونان.