Site icon IMLebanon

الجيش يستعد و”حزب الله” يهوّل!

 

 

يبدو من خلال المعطيات المتوافرة على الأرض أن الجيش اللبناني مستعد وقادر على صد أي عدوان جديد على الأراضي اللبنانية، قد تشنه التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من جرود القلمون السورية. فالوضع العسكري في سلسلة جبال لبنان الشرقية من الجهتين السورية واللبنانية يتطور، حيث تحاول المجموعات الإرهابية المسلحة تجهيز نفسها بالأسلحة والعتاد يومياً، وهي لم تتوقف عن تحصين مواقعها وتعزيزها بالعناصر الجديدة القادمة من مختلف الأنحاء السورية. وما تداولته الصحف اللبنانية قبل أيام عن استعداد لهجوم محتمل مع بداية فصل الربيع، ليس بالخبر الجديد.

و في هذا السياق، كشفت مصادر لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن ثمة تسريباً متعمداً لبعض الوقائع العسكرية الجارية في تلك المنطقة والتهويل بهجوم جديد من قبل الإعلام المقرب من “حزب الله”، في محاولة لتبرير استمرار الحزب في تورطه العسكري بالأزمة السورية، أو لترويج مقولة إن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب التي دعا إليها الرئيس سعد الحريري تحتاج إلى قوات “حزب الله” بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى تسويق فكرة ضرورة التنسيق مع جيش بشار الأسد.

لكن المصادر أشارت في المقابل إلى أن الجيش اللبناني لا يعمل وفقاً للتسريبات أو التحليلات الصحافية، وهو لم ينتظر معلومات “غير رسمية” ليتخذ الإجراءات العسكرية المناسبة التي تتلاءم مع طبيعة المنطقة، وتتفاعل مع المعطيات والوقائع الجديدة على الأرض، تحسباً لأي تغييرات دراماتيكية.

وانطلاقاً مما تقدم، فإن الجيش اللبناني استعد لأي طارئ بعد أن رصد بإمكانياته الذاتية زيادة ملحوظة بأعداد المقاتلين في الجهة الأخرى، ليصل العدد إلى الآلاف. كما رصد سلسلة مواقع مستحدثة عند نقاط حيوية في الجهتين اللبنانية والسورية، بالإضافة لما تحتويه من ترسانة أسلحة خفيفة وثقيلة.

وبالتالي، فإنه ولهذه الأسباب باتت استعدادات الجيش اللبناني مختلفة جذرياً عن المرات السابقة، وقد استخلص الكثير من العبر من الغزوات السابقة للإرهابيين. إذ عمل خلال المرحلة الماضية على تحصين مواقعه وربطها ببعضها البعض، بحيث لن يكون بالإمكان استفراد أي منها في المعركة المقبلة. كما تطورت القوة النارية للجيش عشرات الأضعاف بعد أن تسلم دفعات كبيرة من الأسلحة والذخائر الأميركية، خصوصاً مدفعية الميدان المتطورة، وأصبح قادراً على رصد أي تحرك عدائي تجاه الأراضي اللبنانية من مسافات بعيدة بفضل أبراج المراقبة المتطورة التي أقامها على طول الحدود بمساعدة بريطانية، عدا عن التشكيلات التي أجراها في كتائبه المنتشرة هناك حيث أصبحت كل الوحدات مقاتلة وعلى درجة عالية من التدريب والحرفية والخبرة.

ومن ناحية ثانية ثمة تقديرات لبعض الخبراء تؤكد أن هذه التنظيمات لن تبادر إلى الهجوم، لأنها تدخر قواها من أجل مواجهة هجوم الجيش السوري عليها من الجهة الأخرى. ولكن في كل الأحوال، فإن الجيش اللبناني يتعاطى مع الوقائع العسكرية بعيداً من أي أمر آخر، لذا فهو مستعد وعلى أتم الجهوزية للمعركة إذا حصلت.