يُواصل مكتبُ مكافحة المخدّرات المركزي، تقفّي أثر عصابات تهريب المخدّرات، وقد حقّق الاثنين إنجازاً نوعياً، وُصف أمنياً بالأول من نوعه في تاريخ لبنان، إذ ضبَط طناً وثمانمئة كلغ من حشيشة الكيف المصنّعة، خلال تهريبها الى ليبيا.
عيّنة من “بنت الأكابر” المضبوطة
وأفاد مصدر أمني رفيع «الجمهورية»، أنّ عناصر مكتب مكافحة المخدّرات المركزي، ضبطوا أمس في محلّة الـ«سيتي مول» – الدورة، شاحنة تنقل نحو 90 طناً من التفاح، وقد تمّ إخفاء هذه الكمية من حشيشة الكيف داخلها بطريقة مبتكَرة وجديدة، ذلك بعد تقسيمها الى وحدات صغيرة مؤلّفة من 500 غرام للوحدة، وُضعت كلٌّ منها داخل كيسٍ من النايلون ثمّ في ظرف بريديّ، قبل تغليفها بأوراق من مادة «الكاربون»، ما يجعل كشفها على السكانر والآلات الإكترونية مستحيلاً.
الإِطباقُ على الشحنة
وقد تمّ ضبط الشحنة «الدسمة» خلال توجّهها من أحد المخازن في جبل لبنان الى مرفأ بيروت، بهدف تهريبها الى ليبيا، وعلى الأثر تمّ توقيف المتورّط الرئيس في العملية (السوري عبدالناصر. ن.)، وهو من الرؤوس الكبيرة في تجارة المخدّرات بحسب المصدر، ومن أنشط تجار حبوب الكبتاغون، ليتبيَّن من التحقيق الأوّلي معه أنّه قد طلب منه تنفيذ العملية شخصياً نظراً لحجمها. ويلفت المصدر الى أنّ الموقوف كان موضع رصد ومتابعة لعناصر المكتب قبل نحو الشهرين، ويعمل المكتب على توقيف بقيّة المتورّطين.
إنتاجٌ لبناني
والحشيشة المهرّبة هي من إنتاج لبناني وقد اشتراها الموقوف من تجار محليّين، وهي ذات ماركة معروفة في عالم المخدّرات تُسمّى: «بنت الاكابر» وقد طُبع على الاكياس، أنها أُنتجت سنة 2015، في إشارة الى جودتها.
وقد بات للحشيشة المصنّعة في لبنان ماركات عدّة تشير الى «جودتها»، بحيث سبق لمكتب مكافحة المخدّرات المركزي، أن ضبط قبل مدّة كمية من الحشيشة في أنفة – الكورة لـ لحام الحجة، الذي كان يطلق على «إنتاجه» اسمَ «لذيذ» مصحوباً برسم لراقصة.
وأوضح المصدر أنّ هذه الكمية الكبيرة من الحشيشة التي تمّ ضبطها، تحتاج الى مساحة تبلغ نحو 1000 دنم لزراعتها، فضلاً عن أنها تتطلّب نحو 250 طناً من نبتة الحشيشة الخضراء التي يُصار الى تجفيفها لاحقاً، قبل أن تُصنّع فتُحوَّل «بودرة» معَدَّة للإستهلاك. ما يُشير الى أنّ عدداً كبيراً من تجار المخدّرات في لبنان لا يزال نشطاً ومرتاحاً في عمله، في وقت يؤكّد المصدر أنّ مكتب مكافحة المخدّرات يُلحق بهؤلاء خسارات فادحة متتالية.
ليبيا محطةُ تسفير
وأوضح المصدر أنّ ليبيا هي إحدى محطّات تسفير المخدّرات، ومن المرجّح أن تكون وجهة الصفقة الأخيرة، إما مصر أو القارة الأوروبية اللتين غالباً ما تتّجه المخدّرات اليهما عبر ليبيا.
وكانت شعبة العلاقات العامة أعلنت أنّه «في أكبر عملية نوعِيّة لمحاولة تهريب «حشيشة الكيف الخام المخدِّرة» تحصل في لبنان، تمكَّن مكتب مكافحة المخدّرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية بعد المتابعة والرصد الدقيق، من ضبط وإحباط تهريب نحو الطنّين من حشيشة الكيف الخام في 21/02/2015، وهي خلاصة محصول أكثر من ألف دونم من الأراضي المزروعة، أيْ ما يعادل نحو 250 طناً من نبتة الحشيشة بعد حصادها وتجفيفها والتي تفوق قيمتها المادية السبعة ملايين دولار أميركي حيث كانت معَدّة للتهريب عبر البحر الى «ليبيا» داخل شحنة من التفاح، كما أوقف المتورّط الأساسي السوري ع.ن (مواليد 1959). والعمل جارٍ لتوقيف بقية أفراد الشبكة، والتحقيق مستمرّ بإشراف القضاء المختص».