Site icon IMLebanon

مفاجأة في المحكمة: الأسد حاول تضليل الخبراء

Tribunal-International-Lahai

 

 

 

 

العبوة الناسفة التي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، ترواح قوتها بين 2500 و3000 كيلوغرام من مادة الـ”تي.أن.تي”.

 

هذا ما أبلغه، الثلثاء البروفسور الأرجنتيني دانيال امبروسيني، لغرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان، وذلك بناء على معادلات حسابية واختبارات ميدانية، كان أبرزها التفجير الذي جرى تنفيذه في فرنسا في 19 تشرين أول 2010، بوجود أمبروسيني شخصيا، بعدما أعيد بناء مسرح الجريمة بالكامل وتمّ استخدام شاحنة ميتسوبيتشي، مماثلة لتلك التي يقول الادعاء العام إنها كانت تحمل العبوة الناسفة التي تسببت بزلزال “السان جورج”.

 

وإذا كان هذا الشاهد الأرجنتيني الذي يسلّم فريق الدفاع عن مصطفى بدر الدين بعدم المساس بصدقيته، قد قدّم للإدعاء العام كل ما يُمكنّه من تثبيت ما أورده في قرار الإتهام، عن أن الإنفجار حصل بعبوة فوق الأرض تحملها شاحنة ميتسوبيتشي، الأمر الذي سيتقاطع كليا مع الأدلة الخاصة بتحرك المتهمين، يوم حصول الجريمة، فإن هذا الشاهد، وبناء على أسئلة ممثل الادعاء العام الكسندر ميلن، قد فجر قنبلة، من نوع آخر، في قاعة أنطونيو كاسيزي، عندما كشف أن اختبارا تفجيريا قدمه النظام السوري للجنة التحقيق الدولية في حزيران من العام 2010، قد أثار استغرابه وزملاءه الخبراء، عندما أعطى نتائج مغايرة لكل المعطيات الحسابية المعتمدة كما لكل النتائج المستخلصة من الإختبارات الميدانية.

 

“الإختبار السوري” الذي قيل إنه حصل بتفجير ألفي كيلو غرام من مادة تي.أن.تي، إستلزم تحقيقات موسعة واختبارات جديدة وتاليا تكلفة زمنية ومالية.

 

نتائج هذا الإختبار المضللة التي جرى إهمالها، بعد ثبات عدم صحتها، كان قد عرض رئيس النظام السوري بشار الأسد على رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتز، في اجتماع بينهما في نيسان 2006، تسليمه إياه.

 

وبالفعل، وجه براميرتز طلبا رسميا للحصول على هذا الإختبار، فإذا به نتاج 3 اختبارات، إثنين في نيسان، وثالث في حزيران.

 

وفي تقييمه لهذا التقرير السوري ونتائجه غير المطابقة للمعادلات العلمية وللنتائج الميدانية الأخرى، أكثر الخبير الأرجنتيني من عبارات مثل” تساءلنا عن السبب و”استغربنا النتيجة” و”إختلاف وصل الى 17 بالمائة” و”وجدنا ذلك غريبا” و”في نهاية المطاف لم نستند إليه”.

 

الإختبار السوري الذي اهتم به الأسد شخصيا، وأجري في منطقة دوما، حدّد حفرة بقطر 7 أمتار، في حين أن الحفرة الناجمة عن متفجرة اغتيال الحريري بلغ قطرها 11.4 مترا.

 

تجدر الإشارة، إلى أن نظرية أخرى للتفجير، بدأ الترويج لها، في تموز 2006، أي بعد تسليم نتائج الإختبار السوري للجنة التحقيق الدولية، وهي نظرية التفجير بواسطة عبوة من الجو، في إشارة الى عملية تمّت بواسطة الطيران.

 

سبب الترويج، باعتقاد بعض المتابعين، يعود إلى أن حفرا أحدثتها غارات إسرائيلية، أتت مشابهة للحفرة التي أحدثها الإختبار السوري، الذي قيل فيه تهذيبا في قاعة المحكمة بأنه «يثير الإستغراب».

 

الخبير الأرجنتيني، يعود هذا الصباح، في جلسة ثالثة، الى قاعة المحكمة، حيث سيخضع لاستجواب مضاد، من فريق الدفاع الذي يقول إن التفجير حصل بواسطة عبوة ناسفة زرعت تحت الأرض.

 

وكان الخبير، قد قدم شهادة لفت فيها إلى أن معطيات ساحة جريمة اغتيال الحريري، تؤكد أن العبوة كانت على علو 80 أو 75 سنتيمترا، وهي موزعة بطريقة مسطحة.