باسكال صوما
تعدّ زراعة الزيتون من الأقدم في لبنان وفي دول عديدة، فشجرة الزيتون من عمر البشرية. ويبدو لافتاً للانتباه أن تدخل هذه الزراعة العريقة والتقليدية في عالم التكنولوجيا، إذ نظّم برنامج تنمية القطاعات الإنتاجية في لبنان (LIVCD)، المموَّل من الوكالة الاميركية للتنمية USAID، ورشة عمل ختامية لبرنامج قطاف الزيتون الميكانيكي ضمن القطاع الانتاجي لزيت الزيتون، أمس، في ويست هول سيمبوزيوم- سن الفيل.
ويهدف برنامج القطاف الميكانيكي إلى تحسين إنتاجية الزيتون في البستان، وخفض تكاليف القطاف والإنتاج لحوالي 1000 منتجٍ لزيت الزيتون في لبنان. وقد شارك في ورشة العمل هذه ممثلون عن 18 تعاونية زراعية مستفيدة و60 منتج زيتون من محافظات الجنوب والشمال وجبل لبنان والبقاع.
ويوضح مدير المشروع رولان عنداري لـ «السفير» أن «أهمية المشروع تكمن في توفير الكلفة 50 في المئة، إضافة الى توفير نصف الوقت والجهد وحماية أشجار الزيتون من التكسير الذي تتعرض له في القطاف التقليدي». ويشير الى ان «المشروع بدأ في العام 2012 ويستمر حتى العام 2017، بوتيرة تصاعدية اذ بدأ مع 250 مزارعاً في القطاف الفائت، وهذا العام استفاد 1000 مزارع، على ان يرتفع العدد في السنة المقبلة الى 2000 مستفيد و3000 في ما بعدها، وبذلك نكون قد وزعنا حوالي 400 قطَّافة ميكانيكية في عدد من المناطق، وبذلك نكون قد ساهمنا في نشر هذه الطريقة في القطاف ما يشجّع المزارعين على شراء القطَّافات والاعتماد عليها».
ويلفت الانتباه الى أن «القيمين على المشروع نظموا ما يشبه دورات تدريبية لمدير ورؤساء التعاونيات حتى يتعلموا طريقة استخدام القطَّافات، ويعلّموا المزارعين على ذلك، علماً ان معظم المزارعين معتادون على الطرق التقليدية».
150 امرأة
كما قدّم البرنامج تكنولوجيا جديدة لـ1000 مزارع، سمح استخدامها بتوفير الوقت وخفض تكاليف القطاف بحوالي 50 في المئة. كما سمح بحماية الأشجار من الضرر الذي غالباً ما تتعرّض له، بسبب استخدام طرق القطاف التقليدية. وإلى جانب استعمال آلات القطاف التي تعمل بواسطة بطارية، روّج البرنامج لاستعمال الصناديق البلاستيكية عوضاً عن الأكياس، لما فيه من حفاظٍ على جودة الزيتون وتأثيرٍ إيجابي على نوعية زيت الزيتون.
كما شجّع هذا المشروع مشاركة الشباب، ومن أصل 1000 مزارع شاركوا به، 150 كنّ نساء. كما وفّر البرنامج 73 فرصة عمل في المناطق الريفية في لبنان وحسّن وسائل العيش في المجتمعات الريفية.
يمتد برنامج تنمية القطاعات الإنتاجية في لبنان على خمس سنوات وتبلغ موازنته 41.7 مليون دولار أميركي.
يهدف البرنامج إلى تحسين الاستقرار الاقتصادي في لبنان وتوفير فرص للشركات الصغيرة لزيادة مداخيلها وخلق فرص عمل لسكان الأرياف، لا سيما النساء والشباب. يسهّل البرنامج إقامة الروابط بين المزارعين، مزوّدي المواد الأولية، المصنّعين، مقدّمي الخدمات، التجار، ناقلي البضائع، الموضّبين، الموزّعين، المصدّرين وختاماً المستهلكين.
ومن أبرز نتائج المشروع زيادة إنتاجية بساتين الزيتون من خلال المحافظة على الأشجار، عبر الحدّ من كلفة الزيتون المقطوف بنسبة 40 في المئة، ممّا يسمح للمزارعين برفع مرونتهم في ما يتعلّق بأسعار البيع. كما تظهر البيانات من 18 تعاونية تستخدم القطافات الميكانيكية، أنّ كلفة القطاف انخفضت من 0.40 دولاراً للكلغ الواحد إلى 0.24 دولاراً الآن، أي أنّ المزارع بات يوفّر 0.16 دولارًا للكلغ الواحد من الزيتون المقطوف (وقد تمّ توفير مبلغ إجمالي من الكلفة في المشروع بقيمة 212000 دولار).
تحسّن الإنتاج
كما وفّر برنامج القطاف الميكانيكي مصدرًا جديدًا للتعاونيات. ووصل الإنتاج الإجمالي لدى 18 تعاونية إلى 1325 طنًّاً من الزيتون المقطوف من خلال استخدام 123 قطَّافة ميكانيكية. وقد تمّ تحقيق إيرادات تتجاوز الـ80000 دولار لجميع التعاونيات. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 20 في المئة في الموسم المقبل.
كذلك اسهم البرنامج في إدخال الممارسات السليمة والتكنولوجيا الجديدة عند المزارعين المتوسطين والصغار، حيث تمّ استئجار 123 قطافة ميكانيكية لأكثر من 30 يوم قطاف في موسم القطاف (أي بمجموع 4078 يوم قطاف). كما استفادت التعاونيات ومنتجو الزيتون من برنامج بناء القدرات والتدريب.