بعد مرور 200 يوم على خطف الجماعات الارهابية 25 عسكرياً لبنانياً في جرود عرسال، تحدث عدد من الاهالي عن تقدم في المفاوضات قد تفضي الى نهاية سعيدة، وإن على مراحل، لهذه القضية الشائكة والمعقدة.
وأكدت مصادر مواكبة لقضية العسكريين لصحيفة “النهار” ان الاتصالات التي أجراها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في تركيا كانت ايجابية وتشي بانفراجات قريبة قد تظهر نتائجها في الاسابيع المقبلة، وان ابرهيم ينتظر اتصالاً قد يحمل بشرى للاهالي، وان توجه الجماعات الخاطفة لاطلاق العسكريين على مرحلتين أو ثلاث مراحل بعدما أبدت الحكومة اللبنانية موافقتها على مقايضة العسكريين بموقوفين في سجن رومية وسجون أخرى، علماً ان الخاطفين طلبوا فدية مالية للشروع في صفقة التبادل. وأوضحت المصادر ان الصفقة تقضي بإبعاد المفرج عنهم من الموقوفين المتورطين في أعمال ارهابية الى خارج لبنان وعلى الارجح الى تركيا، ربطاً بما تم الاتفاق عليه في زيارته الاخيرة لقطر.
وقال مصدر معني بالملف لـ”النهار” إن المفاوضات مع “داعش” كانت تتسارع أكثر في السابق، “أما الآن فنستطيع القول إنها مجمّدة في مكان ما لكنها لم تنقطع”. أما بالنسبة الى المفاوضات مع “جبهة النصرة” فتمضي بوتيرة أسرع وثمة تقدّم في الموضوع، “ونستطيع القول إن الأمور تسير بمسار أكثر إيجابية، ولم تعد عالقة عند النقطة التي علقت فيها سابقاً”.
وتحدثت مصادر أخرى متابعة للملف الى “النهار”، فقالت: “كنا أمام حالة في لبنان لا تريد حل الملف، فكلما خطونا الى الأمام ظهر من يحاول العرقلة، أما حالياً فوصلنا الى النهايات ونتمنى على كل الاطراف اللبنانيين ان يمضوا في محاولة اعادة العسكريين الى اهاليهم”.
وشددت على أن “المقايضة أمر صار مفروغاً منه، وجرى الحديث عنه من اليوم الأول والحكومة اعلنت الموافقة على مبدأ المقايضة، فهناك طرفان وكل طرف له شروطه ومطالبه، ونتمنى حصول نتائج في اقرب وقت ممكن، ومن المفترض ان يحل الملف خلال أيام وليس خلال أشهر”.
وانتقدت المصادر “تسريبات اعلامية تتناول المواضيع بطريقة غير دقيقة، فكلمة او عبارة تبكي الاهالي أياماً، وتفسد بعض الاتصالات. نحن بدأنا بخطوات، ومنها الزيارات الاخيرة، ولا نريد ان نصطدم بجدار فولاذي يمنعنا من التقدم”.
وفي سياق متصل، اشارت مصادر متابعة للمفاوضات من أجل إطلاق العسكريين المخطوفين لدى “داعش” و”النصرة” في جرود القلمون السورية، الى ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم زار قبل يومين دمشق بعد زيارتيه قطر وتركيا في ظل تقدم المفاوضات.
وأشارت إلى أن الجانب التركي أبلغ جهة تتواصل مع “النصرة”، أن هذا الملف يجب أن يقفل، بينما تحرك وسيط قطري في هذا الصدد.
وذكرت معلومات “الحياة” أن زيارة إبراهيم دمشق تتعلق بإطلاق سراح سجناء في السجون السورية بناء لطلب الخاطفين، وأشارت إلى جهود لإقناعهم بخفض عدد هؤلاء، كما يجري البحث بخفض عدد المساجين الذين يطالب الخاطفون بإخلائهم من السجون اللبنانية من 5 مقابل كل عسكري إلى ثلاثة.