انتقد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” الرئيس أمين الجميل عبر “المستقبل” العاملين على “تسخيف الشغور” من أصحاب “الغنج السياسي” الذين يعطّلون انتخاب الرئيس، مصوّباً انتقاده الصريح والمباشر في اتجاه حوار “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” الذي اعتبره حواراً “يغطّي الفراغ” القائم في سدة الرئاسة الأولى.
وإذ انتقد “الأدبيات التي يعبّر عنها البعض ويتم تكريسها إعلامياً لجهة التركيز على تسيير الأمور في البلد من دون الإتيان على ذكر انتخاب الرئيس”، قال الجميّل لـ”المستقبل”: “وكأنّ هناك تسخيفاً متعمّداً للشغور الرئاسي، بحيث يبدو من نوايا البعض “ما فرقاني معهم” غياب الرئيس”، وأضاف: “يتحدثون في الحوار القائم بين العونيين والقواتيين عن الإعداد لورقة “نوايا”، لكن إذا كان البحث في النوايا، التي عادةً ما تُتلى في القداديس بعد الانجيل، قد استغرق كل هذا الوقت بينهم فكم من الوقت سيستغرق الجانبان في بحث موضوع انتخاب رئيس للجمهورية؟”، وأردف: “هذا الحوار يشكّل للأسف أكبر تغطية للفراغ الرئاسي”.
وعن مسألة آلية العمل الحكومي، أجاب الجميّل: “نحن في حزب “الكتائب” لا نقبل أن يبقى الوضع على ما هو عليه من دون رأس للدولة باعتبارها مسألة ميثاقية، وبناءً عليه نسعى إلى التوفيق بين نقطتين جوهريتين تتمحوران حول كيفية تسيير مصالح الناس من جهة وتدارك تداعيات الغنج السياسي الذي يمنع انتخاب الرئيس”، وشدد في هذا المجال على وجوب “تفادي أن يكون التطبيع مع الشغور حجة لعدم الانتخاب، وعلى “ضرورة عدم استمرار الأمور وفق قاعدة “Business as usual” التي يستفيد منها المعرقلون”، معتبراً أنّ هناك في البلد أطرافاً “غير منزعجين” من الفراغ وآخرين “مستفيدون منه” وأطرافاً أخرى “تعمل من أجله”.
وعن المحادثات التي كان قد أجراها في بيت الوسط مع الرئيس سعد الحريري، أوضح الجميّل أنهما استعرضا “موضوع الآلية الحكومية بالتفصيل”، مؤكداً أنّ اللقاء كان “ممتازاً وتخللته بصورة عامة مناقشات حول عدة أفكار متصلة بالمعادلة القائمة على التوفيق بين تسيير أمور الحكومة وبين عدم تسخيف الفراغ الرئاسي والإيحاء بأنّ تعيين موظف معيّن هو أمر أهمّ من انتخاب الرئيس”. وأضاف: “كذلك نحن نقوم باتصالات في موضوع الآلية مع الرئيس سلام الذي نكنّ له كل تقدير ومودّة ونريده أن ينجح قائداً للسفينة على أمل في أن نصل معه إلى صيغة عمل منتجة للحكومة ولا تسخّف الفراغ الرئاسي الذي يشكل استمراره خطراً على الميثاقية ومساً بها وبالنظام اللبناني ككل”.
وفي معرض تأكيده أنّ “وزراء الكتائب هم آخر من يمكن أن يعطّل عمل الحكومة”، ذكّر الجميّل بأنّ “الحزب ليلة الإشكالية التي حصلت حول ملف النفايات عقد اجتماعين متتاليين بغية تسهيل الأمور في اليوم التالي على طاولة مجلس الوزراء”، واستطرد قائلاً: “لم يساهم أي طرف بحلحلة المواضيع في المجلس مثلما فعل “الكتائب”، بدليل أنّ المشكلة التي حصلت خلال الاجتماع الأخير للحكومة لم يكن للوزراء الكتائبيين أي علاقة بها”.
وختم الجميّل حديثه لـ”المستقبل” بالقول: “يجب أن نلزم أنفسنا وخصوصاً معطّلي الانتخاب بإتمام واجب الاستحقاق الرئاسي.. لا بدّ من وقفة وجدانية وتاريخية من قبل الجميع لانتخاب رئيس لأنّ ما يحصل اليوم لم يحصل إلا في زمن الحرب والهيمنة على القرار اللبناني، أما اليوم فما هو المانع من انتخاب الرئيس سوى الدلع السياسي؟”.