محمد المدني
عاد سوق السمك في منطقة الكرنتينا ليفتح أبوابه أمام اللبنانيين، الذين تعودوا أن يقصدوه لشراء جميع أنواع الأسماك, بعدما عانى هذا السوق كثيراً من البيئة المحيطة فيه مثل نهر بيروت ومعمل العضم ووجود وسائل النقل الكبيرة بجانبه، التي تعطل حركة الخروج والدخول من وإلى السوق يرافقها الاهمال الداخلي المتمثل بأرضية السوق وصيانته وحمايته من البيئة الخارجية, حتى أصبح سوقاً غير مستوفٍ للشروط بسبب مواصفاته غير المطابقة للمعايير اللازمة لبيع مواد غذائية مثل الاسماك، فلبس السوق حلته الجديدة المتمثلة بالتغيير والهادفة الى خدمة المواطن اللبناني وحرصها على تناوله ما لا يضر بصحته.
«اللـواء» قصدت سوق السمك وتحدثت الى بعض المستثمرين والحريصين على مصلحة هذا السوق ومصلحة المواطن الغذائية ولرؤية ما الفرق بين السوق قبل الاقفال وبعد الافتتاح.
{ وفي حديث مع المسؤول الاعلامي في «نقابة بيع الأسماك» صبحي مصطفى اعتبر ان «السوق مشكلته ليست في نوعية الأسماك بتاتاً، وأن السمك جيد جدا وبجودة عالية», لافتا الى ان «المشكلة في السوق كانت عبارة عن مشكلة السوق من الداخل والخارج, فمشكلة السوق الداخلية المتعلقة بصيانته والاهتمام به وبتأمين بسطات للعمل فيه وتسكير المجارير التي تفوح منها روائح كريهة، جميعها قد تم العمل على معالجتها بالتعاون مع ادارة السوق و«نقابة بيع الأسماك» والتجار والمستثمرين، حيث اصبحت الأمور على خير ما يرام».
{ نوه مصطفى الى أن المشاكل الخارجية التي يعاني منها السوق كانت وما زالت قائمة حتى الان وهي وجود معمل فرم العظام بجانب السوق مما ينتج رائحة كريهة جدا تؤثر على العاملين والزائرين لهذا السوق, ومشكلة نهر بيروت ومروره بجانب السوق وما ينتجه ايضا من روائح كريهة, ومشكلة وسائل النقل الكبيرة التي تعطل حركة الدخول والخروج الى السوق اضافة الى ما تنتجه من غبار تدخل الى السوق, وصولا الى مكب النفايات المتواجد بقرب السوق والذي يسبب روائح كريهة ايضا, فهذه المشاكل لاتزال تؤثر سلبا على السوق,مؤكدا انهم حريصون على المطالبة دائما للعمل على التخلص من هذه المشاكل, طالبا بفصل طريق خاص للسوق لفصله عن ما يحيط به.
وختم مصطفى حديثه: «في حال تم العمل مجددا في معمل فرم العظام سنقوم بدعوة الاعلام ليشهدوا ما يعيشه السوق من متاعب بسبب محيطه».
{ بدوره, شدد المستثمر في سوق السمك فادي جواد على جودة ونوعية الاسماك في السوق حتى قبل اغلاقه واصفها بالجيدة جدا, لافتا الى ان المشكلة في السوق قبل اغلاقه كانت بسبب ان المتعهدين لم يعملوا فيه على المستوى المطلوب على صعيد ارضية السوق وصيانته وتجهيزاته اما بعد الافتتاح فالسوق بحالة جيد جدا حيث لبس البلاط ارضيته واصبحت الطاولات التي يوضع عليها الاسماك مصنوعة من الالمينيوم, منوها الى ان جميع العاملين في السوق فرحون جدا بما هو عليه الآن آملين ان تتم معالجة جميع المشاكل لان السوق هو مقصد كل اللبنانيين.
{ اما المستثمر خالد الحريري فقد اعتبر ان «السوق كان بحالة يرثى لها, اما اليوم فهو جيد أكثر من المطلوب, منوها ان «الاقبال الى السوق في الافتتاح يعادل الاقبال الذي كان يشهده السوق في اخر ايام الاسبوع (الجمعة والسبت والاحد)», لافتا الى ان الناس تدخل الى السوق بارتياح كبير ويتجولون وياخذون كامل وقتهم على عكس ما كان يشعر به الناس قبل اقفال السوق.
{ من جهته, اكد المستثمر يوسف سلهب ان اهم ما يجب العمل عليه هو جعل الناس الذين يقصدون السوق فرحين,مؤكدا ان مواصفات السوق اليوم هي بالتأكيد تفرح كل من يزوره, منوها الى «ضرورة معالجة المشاكل المحيطة بالسوق كي يصبح السوق بحالة ممتازة ويصبح مقصداً لكل اللبنانيين, مشدداً أيضاً على ان نوعية السمك في السوق كانت وما زالت جيدة جدا، ونحن حريصون على نوعية الأسماك التي نبيعها في هذا السوق، فهو سوق كل اللبنانيين».
أصبح سوق السمك بلباسه الجديد مطابقاً لمواصفات بيع السمك، فهنيئاً لكل من ساهم في تغيير حال هذا السوق مع الأمل بأن تكتمل خطة اصلاحه باستكمال معالجة مشاكله ليصبح بمواصفات عالمية – كما قال عنه بعض المتخصصين في هذا المجال – فسلامة السوق تمثل سلامة الغذاء، وسلامة الغذاء تمثل سلامة اللبنانيين… فحافظوا على السوق.