Site icon IMLebanon

«طوني بلير أسوشيتس».. بين التعتيم وتراجع الأرباح

TonyBlairwealthFoundation

جيم بيكارد
استناداً إلى مجموعة حديثة من الحسابات التي قدمها رئيس الورزاء الأسبق طوني بلير، نيابة عن شبكة أعماله المترامية الأطراف، رأى البعض أن أرباح إمبراطورية شركاته قد تراجعت، لكن بياناً صادراً عن مؤسسة طوني بلير أسوشيتس ذكر أنه من غير المجدي محاولة الربط بين تلك الحسابات وصحة شركاته المالية التي أسسها بعد أن ترك داونينغ ستريت في 2007، فتلك الحسابات لا تمثل إيراداته أو إيرادات أو أرباح شركاته ولا تشير إليها.
وبهذا البيان، لن تلحق الحسابات الست الأخيرة التي قام بنشرها بلير مؤخراً، ضرراً يُذكر بسمعته وحفاظه على درجة عالية من التعتيم بشأن مهنته وأعماله في مرحلة ما بعد ويستمينستر كمستشار للأثرياء وذوي النفوذ في أنحاء العالم.

في الصيف الماضي، أصرّ بلير على أن ثروته الشخصية «أقل من 20 مليون جنيه إسترليني» وادعي منذ ذلك الحين أن صافي ثروته لا يتجاوز 10 ملايين جنيه استرليني فقط، على اعتبار أنه تبرّع بالمبلغ نفسه لقضايا خيرية من قبيل الفيلق الملكي البريطاني.
وكان بلير قد رد على سؤال طرحته عليه «فايننشال تايمز» في يوليو الماضي، قائلا: التقارير التي تتحدث عن ثروتي مبالغ فيها جداً، وللعلم، أقرأ في تلك التقارير الصحافية أن ثروتي تبلغ 100 مليون جنيه إسترليني. وتسألني زوجتي شيري: أين هي تلك الأموال؟
«طوني بلير أسوشيتس» هي المظلة لشركتين منفصلتين، وهما «ويندراش» و«فاير راش» المختصتان بتقديم الاستشارات للحكومات والشركات على التوالي.
وأعلنت «ويندراش فينتشرز» -الأعلى قيمة من بين الحسابات الست التي نشرت- عن تحقيق أرباح قيمتها 812 ألف جنيه إسترليني للسنة المنتهية في 31 مارس 2014، مقارنة مع أرباح بواقع مليوني جنيه استرليني في السنة السابقة، ونتيجة لذك انخفضت قيمة الضرائب المدفوعة إلى النصف، من 514 ألف جنيه استرليني الى 293 ألف جنيه استرليني.
وانخفضت العائدات بصورة طفيفة الى 14.2 مليون جنيه استرليني، مقابل 14.9 مليون جنيه استرليني في حين زادت التكاليف التشغيلية من 12.1 مليون جنيه استرليني الى 13 مليون جنيه استرليني. وزادت القوة العاملة لديها من 35 الى 37 موظفا، رغم أن فاتورة الأجور الاجمالية تراجعت من 3 ملايين جنيه استرليني الى 2.5 مليون جنيه استرليني.
ولا يكشف بلير النقاب عن أي من زبائنه، لكن قائمتهم تضم بلدانا مثل الكويت والبيرو وكولومبيا وفيتنام.
وهناك عدة زبائن آخرين، ومنهم بعض الدول المثيرة للجدل مثل كازاخستان، ويتقاضي بلير مبلغ 41 ألف جنيه استرليني في الشهر من شركة بترو السعودية النفطية.
أما شركته (فاير راش) فهي تركز بصورة أكبر على أعماله واستشاراته للشركات وصناديق الثروات السيادية. وتشمل قائمة زبائن بلير من الشركات: «جي بي مورغان» و«زيوريخ فايننشال سيرفيسز» و«يو آي اينرجي» من كوريا الجنوبية وصندوق مبادلة للثروة السيادية التابع لأبوظبي.
ومطلوب من هذه الشركة، على اعتبار أنها أصغر حجماً، أن تنشر حسابات مختصرة: حيث بلغت احتياطياتها 0.7 مليون جنيه استرليني اعتبارا من 31 مارس 2014.
وتقول مؤسسة طوني بلير أسوشيتس في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني أن الأرقام المنشورة لا تمثل الأرباح الإجمالية لأي من ويندراش أو فاير راش، فالمبالغ المنشورة تمثل التكاليف التشغيلية للشركتين ومبالغ اضافية قد تحجز في احتياطيات الشركة من أجل الاستثمار خلال السنوات المقبلة.
إن إمبراطورية بلير تنشر أيضا الحد الأدني من حسابات 4 كيانات أخرى مرتبطة بالشركات الأم، وهي «ويند راش فينتشرز 2» و«ويند راش فينتشرز 1» و«فاير راش فينتشرز 2» و«فاير راش فينتشرز 1».
من الواضح أن فهم هذه الشبكة من الشركات والشراكات ذات المسؤولية المحدودة يشكل تحديا، حتى وإن قدمت مؤسسة طوني بلير أسوشيتس شرحاً عاماً حول كيف تتوافق تلك الشركات بعضها مع بعض، لأنها ليست كذلك.
فعلي سبيل المثال، تتلقى «فاير راش فينتشرز» مبلغ 2.4 مليون جنيه استرليني من «فاير راش فينتشرز 2» نظير خدمات إدارية.
وتتلقي «ويندراش فينتشرز 2» مبلغ 12.4 مليون جنيه استرليني نظير خدمات ادارية قدمتها الى «ويندراش فينتشرز 3».
وباءت محاولة الحصول على صورة دقيقة بشأن «ويندراش فينتشرز 3» بالفشل، لسبب بسيط وهي أنها لا تنشر أي حسابات.