القمّة المنتظرة الأحد بين الرياضي والحكمة هدفها بامتياز… تحديد الأحجام
تقرير خالد مجاعص
منذ بداية هذا الأسبوع، ولا حديث في أوساط كرة السلة سوى عن اللقاء القمّة المنتظر يوم الأحد الخامسة مساء بين قطبي اللعبة الرياضي والحكمة على ملعب المنارة. فمباراتهما هي اللقاء الأخير ضمن مرحلة الإياب في بطولة لبنان، وعلى الرغم من أنّ تلك المواجهة لن تشكّل بنتيجتها أيّ تبديل في المراكز كون المركز الأوّل محسوماً للرياضي، إنّما في المقابل، ستبرز الحجم الحقيقيّ لكلّ منهما، لأنّه من سيخرج فائزاً من تلك المواجهة، سيسجّل خطوة معنويّة عملاقة نحو إحراز لقب البطولة.
فلماذا إذاً نتيجة تلك المواجهة قد تحدّد اسم البطل؟
الجواب عن هذا السؤال سهل عند استعراض معطيات تلك المواجهة. فكلا الفريقين الرياضي كما الحكمة، أصبحا مكتملي الصفوف بنجومه المحليّين، وخصوصاً لاعبيه الأجانب. فالحكمة مهما كانت نتيجة المباراة مدرك أنّ تغييراً في الأجانب لن يفيده لاحقاً. فهو يعرف في داخله أنّه في حال الفوز، سيعزّز من فرصه في مجابهة الرياضي في النهائيّ ومستوى الأفضليّة نفسه. إنّما في حال خسارته للمواجهة، فهو سيرضخ للأمر الواقع، حيث أنّ فكرة التغيير في الأجانب قد تكون بمثابة الهروب من الواقع، لأنّه في مطلق الأحوال، لن يتمكّن من إيجاد ماكينة تسجيل للنقاط أفضل من نجمه الحاليّ تيريل ستوغلين، صاحب معدّل الثلاثين نقطة في المباراة الواحدة. حتّى أنّ محاولة إيجاد لاعب آخر في الارتكاز أفضل من شارلز توماس، صاحب معدل الـ18 نقطة، والذي أنقذ فريقه الأخضر في مناسبتين، لن تعطي حتماً الفريق الأخضر قوّة إضافيّة فارقة. من هنا، فإنّ مدرّب الحكمة فؤاد أبو شقرا مدرك تماماً أهميّة هذه المواجهة تكتيكيّاً، تقنيّاً ومعنويّاً. فهي بامتياز حرب نفسيّة، خصوصاً على فريق الحكمة المتّهم من جمهوره بفقدانه عاملي الثقة عند بعض نجومه اللبنانيّين، وخصوصاً حول غياب التجانس بين لاعبيه المحليّين، ونجم الفريق تيريل ستوغلين. وما أعلنه أبو شقرا قبل المباراة المنتظرة أنّه ليس هناك من نيّة لتغيير اللاعبين الأجنبيّين في صفوف فريقه في المدى المنظور، ليس سوى محاولة منه لجمهوره قبل لاعبيه للتركيز على المباراة وليس على جوانبها الأخرى. كذلك فإنّ لاعبي الحكمة الذين يعتبرون المفاتيح كإيلي إسطفان ورودريك عقل ودانييل فارس، فهم مدركون أيضاً أنّ مجريات هذه المباراة قد تكون الفرصة الأخيرة لهم لإثبات أنفسهم قبل فوات الآوان. ويبقى السؤال من ناحية الحكمة، هل من سيساعد الثنائيّ ستوغلين وخزّوع في قيادة الفريق إلى الفوز على الرياضي؟ وكيف ستكون تحرّكات قائد الفريق إيلي رستم غير المرتاح في قلعته هذا الموسم كما الموسمين الأخيرين.
من ناحية الفريق الأصفر، فهو سيدخل لقاء الدربي في قلعته في المنارة، وهو مدرك أنّه بطل الدوري المنتظم مهما جاءت نتيجة الدربي، والأهمّ أنّه مدرك بأنّه اكتسب أفضليّة الـHome Court أي عامل الأرض في نهائي البطولة عندما قد يتواجهان في منتصف شهر أيّار.
بيد أنّ الرياضي يعرف أيضاً أنّه في حال فوزه الكبير يوم الأحد على خصمه اللدود فريق الحكمة، فهو يكون قد سدّد بخصمه ضربة موجعة جدّاً، إن لم تكن الضربة القاضية. فإدارة نادي المنارة كما مدرّبها سوبوديتش، يعلمان في قرارة نفسيهما أنّ تحقيق انتصار وبفارق كبير على ضيفهم قد يحدث هزّة كبيرة في الفريق الأخضر لن ترحم ارتداداتها الجهازين الفنيّ والإداريّ. وسط كلّ تلك المعطيات، فإنّ الرياضي يعمل لكي تكون تلك المواجهة الهامشيّة على الورق، مواجهة قد تحسم منطقيّاً هويّة بطل لبنان.
لذلك، من المؤكّد أنّه سيحشد كلّ قوّته الضاربة للإجهاز على ضيفه، ولذلك حسم فريق المنارة استقدام لاعبه الجديد الأميركيّ إليجيا هولمن، نجم الارتكاز في بطولة الصين قبل أسبوع من موعد دربي البطولة. فالمدرّب الصربيّ سوبوديتش سيدفع أيضاً ومن البداية بقائد منتخب لبنان فادي الخطيب، وهولمان وحتّى اسماعيل أحمد على الرغم من إصابته الطفيفة، إلى جانب هدّاف الفريق جامار يونخ، إضافة إلى الثنائيّ علي محمود وأحمد ابراهيم، إلى أرض الملعب ليشرفوا سويّة على الإجهاز على الفريق الأخضر، في مباراة قد لا يدفع مدرّب الرياضي، بغير هؤلاء النجوم الستّة على أرض الملعب (في انتظار عودة قائدهم المصاب جان عبد النور)، حتّى التأكّد بأنّ الرياضي متّجه إلى فوز كبير جدّاً قبل أن يدفع لاحقاً في نهاية المباراة، فقط بنجوم الصفّ الثاني كأمير سعود ووائل عرقجي ومارك غفري وعلي فخر الدين أو روي سماحة.
هذه هي المعطيات الحقيقيّة لكلّ من فريقي الحكمة كما الرياضي، عشيّة موعد المواجهة يوم الأحد الأوّل من آذار 2015 في تمام الساعة الخامسة من بعد الظهر، خصوصاً وأنّ كلّ ما سينتج من نتيجة تلك الموقّعة، سوف يقلب الطاولة رأساً على عقب على من سيخرج منها خاسراً.