IMLebanon

الحوثي يهاجم السعودية.. ماذا لو رحّلت “المملكة” العمال اليمنيين؟

houthis-rebels-yemen-sanaa
فتحي أبو النصر
في أول خطاب له بعد مغادرة الرئيس عبد ربه منصور هادي صنعاء إلى عدن، هاجم زعيم جماعة “انصار الله” عبد الملك الحوثي المملكة العربية السعودية على نحو حاد ولاذع، متهماً إياها بالسعي لفرض النموذج الليبي في اليمن.
تجاهل الحوثي إيداع السعودية مليار دولار في المصرف المركزي اليمني عام 2012 بهدف دعم احتياطي اليمن من النقد الأجنبي، واستقرار الريال اليمني. قال الحوثي في خطابه المباشر عبر “قناة المسيرة” التابعة لـ”أنصار الله” إنّ “الشعب اليمني لم يستفد يوماً من المملكة العربية السعودية على المستوى الاقتصادي”. أضاف: “كان هناك طرد لليمنيين بشكل مهين من السعودية حتى من دون أن يأخذوا حقوقهم”، مشيراً إلى أنّ “الحديث عن انهيار الاقتصاد في اليمن عبارة عن تهويل إعلامي غير صحيح”، داعياً في هذا السياق “رجال الاعمال الشرفاء” للنهوض بالاقتصاد الوطني، الذي قال إن في الامكان إنعاشه عبر “الثروات النفطية واحجار الزينة”. وتنتج اليمن ما يقارب 300 الف برميل يومياً وهو رقم هزيل جداً ولا يعول عليه، اما حديثه عن استغلال الاحجار اقتصادياً فقد قوبل بسخرية شعبية واسعة.
خطاب الحوثي المستنفر تجاه السعودية – والذي يعد الاول من نوعه- ارجع الى اذهان اليمنيين بشكل خاص ازمة حرب الخليج التي اضرت بآلاف اليمنيين بعد وقوف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مع صدام حسين في حربه ضد الكويت. حينها تم توقيف الدعم السعودي ـ الكويتي للموازنة اليمنية، ورحّلت السعودية اكثر من 800 الف عامل يمني. تلك الازمة الكارثية التي تسببت في مأساة اجتماعية، ما زالت تحضر ككابوس في اذهان الذين عانوها. علما بأنه تمت على اثرها مصادرة أملاك عشرات آلاف اليمنيين، من محال تجارية وعقارات، عند ترحيلهم، والسبب ان القانون السعودي لا يسمح لهم بالتملك، فيلجأون لتسجيل ممتلكاتهم بأسماء سعوديين، غير أن كثيرين بينهم وقعوا ضحايا للانكار والابتزاز.
آنذاك كان سفر اليمنيين إلى المملكة لا يحتاج الى تأشيرة كونهم كانوا يتمتعون بإقامة حرة، ولكن سرعان ما تم تطبيق نظام الكفالة عليهم، عقب تداعيات موقف صالح الذي صُنف كأكبر خطأ للديبلوماسية اليمنية، ولذا كان من الطبيعي ان يتضرر بسببه مئات الآلاف من المغتربين والعمال اليمنيين الذين كانوا يقيمون في السعودية.
وتشير بعض التقديرات الى ان عدد اليمنيين العاملين في السعودية يتجاوز المليون ونصف عامل، وتقدر تحويلات المغتربين في المملكة بقرابة 4 مليارات دولار سنوياً، وهو مبلغ ضخم يوفر نفقات معيشية لملايين اليمنيين في الداخل من أسر المغتربين. وحول ما يجري، يقول المواطن امين محمود لـ “المدن”: “قد أكره السياسات السعودية وأمقت طريقتهم في التعامل مع الشأن اليمني، ويحق لي كشخص عادي لا يمثل سوى نفسه أن أعلن ذلك بأعلى صوت، ولكني أنكر على السياسيين وخصوصا الحوثي أن يسيئ الى السعودية قيادة وشعباً، لأن موقفه سيتسبب في قطع وسائل العيش لملايين اليمنيين، وسيؤدي إلى خراب اليمن”.
ويرى الباحث في الشؤون الاستراتيجية سامي شرف، في حديث لـ “المدن”، انه “في حال قررت السعودية سحب مبلغ المليار دولار من البنك المركزي سينهار اقتصاد اليمن تماماً”.
وعن إمكانية أن يؤثر خطاب الحوثي على اليمنيين الذين يعيشون في السعودية، يرى شرف ان “الأمر لا يحتمل المغامرات والمزايدات فخطاب الحوثي أقلق ملايين اليمنيين. ولطالما تأثرت اوضاع العمالة اليمنية في السعودية بالتحولات السياسية”.